يبدو أن شخصية مشعان الجبوري المثيرة للجدل هي ليست في العراق فهو صاحب سناريوهات كثيرة ولعل أبرزها الأزمة الليبية وخداعه لمعمر القذافي ودفعه لشراء قناته بعشرات الملايين من الدولارات قبل مقتله في الحادثة المشهورة.
لكن الجبوري الشخصية الأكثر تلونا في المشهد العراقي من خلال تنقلاته المثيرة بين الخنادق السياسية بعد 2003، فقد تعرض الآن لإهانة كبرى بعد صفعة من قبل أهالي الموصل وطرده، ومن ثم تورطه بملفات فساد كبيرة في صلاح الدين وصولا إلى إعلان ولائها للقاعدة وتسخير قناته آنذاك الزوراء لنشرها مقاطع وفيديوهات لاستهداف الأرتال العراقية والأميركية معا قبل هروبه إلى دمشق والاختباء فيها.
الجبوري بارع جدا في لغة الأحرف وانتقاء الكلمات، كما ويمكنه تحوير الجمل وتحويل نفسه من خائن إلى مناضل وسط علامات استفهام كبيرة عن ثروته الطائلة والتي يمكن القول بأنها الأعلى في صفوف ساسة السنة على الإطلاق.
خسارة مشعان في الانتخابات النيابية دفعته إلى حالة من الهوس في إطلاق العنان لاتهام كل القوى بالفساد متناسيا نفسه بأنه صاحب أكبر قضايا فساد قد تم غض النظر عنها لمصالح سياسية من قبل قوى معروفة من باب الدفع بالمصالحة الوطنية نحو الأمام، ولم تبالِ بالمليارات من أموال العراقيين التي سرقت.
مشعان الجبوري اليوم أشبه بقصة حجي هلال بائع الشاي في أحد مقاهي بعقوبة القديمة والذي كان يعمل لخلق المشاكل عندما لا يأتي إليه زبائن؛ وذلك بغية جذب الناس إليه لتهدئته ومن ثم الجلوس وشرب الشاي وبالتالي يكون هو المستفيد الوحيد مما يحصل وهذا ما يفعله الآن خليفته الجبوري.
مشعان الجبوري من الناحية النفسية مريض وإذا بقي بدون منصب أو سلطة ستزداد حالته سوءا وسيفتح النيران على كل الأصدقاء والحلفاء وهذه حقيقة وليست محاولة تشويه بل واقع يمكن الاستدلال عليه من قبل أطباء النفس.
مشعان الجبوري الآن يبحث عن أي منصة إعلامية للتنفيس عن حرمانه السلطة في سرد القصص والاتهامات ضد الآخرين معتمدا على احترافيته في لغة الحرف وصياغة الجمل، لكنه يفقد يوميا الكثير من متابعيه لأنهم أدركوا بأنه وصل إلى نهاية المطاف وربما سيفقد عقله بعد فترة، خاصة وأن حجي هلال وجد من يعينه لاحقا؛ أما هو فلا.