ورثت العملية السياسية “المرعبلة” حالياً، أخطاء الماضي، كنوع من تغطية على المآخذ الكارثية، التي بنيت عليها المرحلة الراهنة في العراق، مضيفة لها مدى من ظلام ملغوم بالمخاوف وتيه من الإحتمالات غير المضمونة المستقبل.. فساد وإرهاب و… شك مطلق.. الجميع يشك بالجميع، فلا أحد يثق بأحد, بتشخيص صريح.. صادم من قبل مشعان الجبوري، يضع الجميع أمام مسؤولية الإشارة الى الجريمة، ومحاصرتها، كما فعل مشعان، حتى وهو شريك فيها.
كاد يضع نفسه تحت طائلة القضاء، بقوله على الفضائيات، أنه تقاضى رشوة من مليوني دولار، لإستغلال منصبه النيابي، في تمرير مخالفة دستورية، ناعتاً نفسه ومن معه في مجلس النواب بالمرتشين: “كلنا مرتشون”.
يظهر على الفضائيات، ليعترف بتقاضيه رشاوى مستفيدا من منصبه النيابي، الآن.. يدافع عن قطر، التي أعلنها العالم راعية للإرهاب، حتى شركاؤها الذين قرروا فض الشراكة والعودة.. متأخراً.. الى سبيل السلام؛ إن صدقوا!
تقافز بين معاداة القذافي ومصادقة الأسد، لينقلب الى مصادقة القذافي ومعاداة الأسد.. لماذا موقفه الأول؟ لا يدري.. ولماذا الثاني؟ لا يدري أيضا.. “أرأيتم ولدا يمضغ برقا!؟” تضامن مع مسعود البرزاني، في إعلان أنفصال كردستان، عن الحكومة المركزية،…
حكومة قائمة الكذب والفساد والخادع والإرهاب وإفتعال التفجيرات، بتسهيل وصولها الىما تشاء تواطئا مع الموت، وهذا ما أشره مشعان الذي يعرف لعبة العهر السياسي والدعارة الدبلوماسية، مستخدما العنف حيث ينفعه العنف في تمرير قضية، ويلجأ للسلم حين تمرر الريح مسألة يحتاج فيها لإحناء رأسه الفارغ.. هواء.. بلا علم ولا معرفة!
ربما في دعاواه تأكيد لكونه فاهم اللعبة منذ عهد صدام الى هذا العهد الذي لم يكافئ معارضا حقيقيا، ولم يحاسب متواطئا مع النظام السابق، بل سمح بركوب موجة 2003، لنهازة الفرص والبعثية والقتلة المشخصين؛ إذ تكتظ مكاتب المسؤولين الآن، برجال مخابرات صدام يبعثون إحداثيات ينفذ منها “داعش” الى تفجير ما يشاء؛ فالأجهزة الأمنية تشكو من أن سبل التواصل تغلق بينها وأصحاب القرار؛ حين يتطلب تنفيذ الإنفجار، إرتباكاً ميدانياً، في الموقع المرشح لذلك، بتغييب القرار وتحييد مصادره؛ فيظل الشرطي الميداني من الرتب الصغيرة، حائرا في إتخاذ القرار، بعد أن حيل بينه ورئيسه؛ بتدبير من موظفي مكاتب الـ… بعثية.
ينطبق على مشعان، قول أبي جعفر المنصور، ثالماً بعدالة عمر بن عبدالعزيز: “أعور بين العميان، قياساً بظلم بني أمية”.
يتنقل مشعان بقناعاته.. حتى هذه اللحظة.. مرة مع صدام ومرة ضده ومرات ضد إيران والآن معها، لكنه على الدوام مع قطر، حد التصريح: “سأحمل بندقية؛ لأدافع عن قطر” وهنا حل الفرض السادس لمقاضاة مشعان ضامن ركاض الجبوري؛ لإعلانه التواطئ مع دولة أقر العالم تمويلها الإرهاب، الذي دمر العراق.
أتدافع عن قتلة شعبك يا… مشعان! مستمداً شجاعتك من جبن الحكومة! إذ قيل ما فرعنك يا فرعون؟ قال لم أجد من يردني! فمن أمن العقاب ساء الأدب،… لكن الرجل يشخص حقائق، لم يظهر المشمولون بها ليكذبوها، إنما ضموا رؤوس عل العصف يغدوهم.