شابة جميلة، مثل خيط القمر، شدت المربديين الى “لوكو” قناة “الزوراء” التي دارت بإسمها، على المدعوين لمهرجان المربد، في البصرة، والمايك بكف مثل المرمر، جيد الفرز.
ونحن لم نصدق أننا نتحدث لهذا الدفق الكاسح من الجمال، تفلسفنا حتى كاد جرير والفرزدق وعمر بن ابي ربيعة يتبرأون من المربد الأصلي، وليس هذا الذي نتشاعر فيه.
البنت حاسبتها بالمليم.. تكر وتفر، تقربا ونأيا، بأريحية جعلت طير السعد يرفرف فوق رأسها، وأسهم كيوبيد (إله الحب اليوناني) نشبت شهوتها في صدور ملائكة الشعر وشياطين النقد، إلتفافا حول تلك المراسلة التلفزيونية التي ألهمت حتى عمال الخدمة، قصائد فاقت المتنبي.. سبلا إليها، يتوسلون رضاها.. تركوا منصات الشعر وقاعات النقد، حافّين بها، ومعهم حق؛ لأنها أريحية.. عذبة تترك مسافة مواربة، تظن نفسك قادرا على إجتيازها، فلا تفلح وتحاول الإبتعاد، فلا تفلح أيضا، لأنها تجيد تفعيل الحيز المغناطيسي الآسر.. لا نأيَ ولا إقتراباً.. لذاذة عذاب جمالي مدروس ومخطط له من جوق عباقرة تحت هذا الوجه الصبوح والقوام الممشوق.
فجأة البنت إختفت من وسط الجموع الحافة بها، ذابت.. ربما أكلوها او… إكتظت البصرة بالأمن الاستخبارات والشرطة و… وأجهزة الطوارئ كافة؛ لأن أسماء وصور المربديين وصلت (القاعدة) لم تكن (داعش) معروفة حينها، وأعدوا قوائم بمن سيقتلون.. تباعا حسب الاهمية وفق أولويات يقدرها المقبور أسامة بن لادن.. وكان حيا…
قناة “الزوراء” الفضائية، ملك شخصي لمشعان الجبوري، باعها في ما بعد الى معمر القذافي، وإستعادها، عندما نفق طاغية ليبيا.
إذن مشعان جزء من طابور خامس، يعمل بين العراقيين، لصالح (القاعدة) ويتواطأ مع “داعش” الان، عملا بمبدأ “وداوني بالتي كانت هي الداء” فمثلما يسهل على عناصرها الإستحكام من الموصل – شاهت وجوههم – يتقاضى إبنه رواتب 1000 مقاتل يدعي قيادتهم، وهو لا يجمع حوله سوى 100 فقط.. يعني رواتب 900 نفر تذهب الى جيبه المثقوب، يصب في خزينة “داعش”.
إنها شيطنة بعثية، من مشعان، لدعم “داعش” التنظيم الناشئ من حل (القاعدة).
وتلك معروفة، للشارع العراقي، ألا يعرفها عزت الشابندر، عندما تكفل إعادته الى الصف الوطني، وأسقط عنه حكما بالاعدام، لثبوت إسهامه بإرتكاب مجازر إرهابية في العراق، ما زال يواصلها بعين صلفة، على مسامع وانظار أجهزة الدولة، التي لم تعاقبه، قدر ما أطلقت يده تعيث فسادا، بحمايتها!
الحكومة السابقة.. برئاسة نوري المالكي، غير مخولة بإسقاط الحكم عن مجرم؛ لأن دم الابرياء ليس (إستكان شاي) تجامل به، ولا أمن العراق مشاعة لمن شاء إقلاق الشعب ثأرا لصدام حسين ولويا للأذرع كي تشتري سكوته وتأمن شره!
أيصح هذا؟ رجل شرير، إنتهى أمره طريدا يلاحقه حكم عادل بإعدام مستحق، يسقط عنه وتعاد له إمتيازاته بأثر رجعي، ويذهب دم ابناء الملحة سدى!
وياليته كف! إنما عاد يؤلب على الفتنة، ويمول الارهابيين، مكفولا من أجهزة أمن الدولة.. يزور “داعش” وينشر صورا عن تواجده هو وإبنه مع الحشد الشعبي والجيش، غطاءً لا يعنى بإحكامه؛ لتبرير تواجده مكشوفا على خطوط الصد، آمن من قناصي “داعش” بإعتبارها نيراناً صديقةً لن تخطئ فتصيبه، مثلما تخطئ الطائرات الأمريكية، ولا تصيب سوى الجيش، وتلقي بأسلحة وعتاد وأغذية وألبسة، على سطوح منازل، لم يتنبه الحشد لإنزال علم “داعش” من عليها؛ فظنوها داعشية، وزودوها بما يديم وجودها، تقاتل الجيش غدرا من بين بيوت المناطق المحررة، لكن خاب ما يخططون؛ لأن المتواجدين فيها حشد وجيش وطني، نسوا إنزال علم داعش.
إذن مشعان حجر الوزاوية، يشغل ركنا أساسا في طابور خامس، يتغلغل بيننا، لإيجاد موطئ قدم، لـ “داعش” داخل العملية السياسية، فإحذروه، او أعيدوا محاكمته على ما تقدم وما تأخر من ذنوبه الكثيرة، او نفذوا فيه الحكم السابق، الذي أسقط عنه من دون ان يتوب عن الفعلة التي حكم لأجلها بالإعدام! إنما ما زال يواصلها.. إرهابا يقتل المجاميع في المولات والاسواق والمستشفيات، وإغتيالات منظمة بدهاء، يخطط له البعثيون.