نبدأ بسؤال افتراضي ماذا لو انتصرت إسرائيل على حزب الله والمقاومة؟، إنها معركة مفتوحة وكل الاحتمالات محتملة رغم أني على يقين أن النصر للمقاومة في النهاية، لكني أسير مع أمنيات مع بعض العرب سواء حكام أم قطيع، إذا تحققت أمنياتهم ماذا عن العرب أو الأمن القومي العربي.
كلنا يعرف أن العرب خاضوا عدة حروب مع إسرائيل منذ تأسيس هذه الدولة عام 1948 حيث هُزمت جيوشها على يد كما يسموها العصبات الصهيونية، وفي الحرب الثانية أو كما يطلق عليها نكبة حزيران حيث هُزمت الجيوش العربية مرة أخرى وزادوا الطين بلة عندما استطاعت إسرائيل كسر الجيوش العربية واستيلاء على أراضي جديدة وخسرنا وقتها الضفة الغربية وسيناء المصرية إضافة إلى الجولان السورية حتى دمشق كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، والنصر الوحيد وإن كانت نهايته مأساوية هي حزب حزيران والتي انتهى بخروج مصر وهي أكبر دولة عربية من خلال معاهدة كامب ديفيد وكأن هذه الحرب هدفها سياسي أكثر منه تحرير الأراضي العربية أو تحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل استناداً للشعارات المرفوعة.
بعدها بدأت الهرولة العربية نحو التطبيع من خلال اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حتى سارت الدول العربية نحو التطبيع واحدة بعد الأخرى، وهنا بدأت إسرائيل بمشروع لمحو القضية الفلسطينية، لأنها أمنت من الجانب العربي الذي يفترض هو عمق القضية الفلسطينية، فلم يبقى أمام المشروع الإسرائيلي غبر محور المقاومة والمتمثل بحماس وحزب الله بالدرجة الأولى وبدعم إيراني واضح ومعلن، فكان هناك مشروع إسرائيلي في العام 2018 لتمزيق الشرق الأوسط ورأس الرمح لهذا المشروع هو القضاء على حماس ومن بعده حزب الله، وهذا ما دعى حماس بالقيام بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر وهذا يعني أنها عملية استباقية لأن إسرائيل بسبب هذه العملية أو بدونها سوف تقوم إسرائيل بغزو قطاع غزة من أجل القضاء على آخر مقاومة فلسطينية، وهذا ما جرى حيث اجتاحت القوات الإسرائيلية واستخدمت كل قواتها وكل التكنلوجيا المميتة التي دعمتها بها أمريكا والدول الغربية.
إذن هناك مشروع إسرائيلي لتمزيق الشرق الأوسط وتكون فيه هي الدولة الأقوى وصاحبة السطوة على كل هذه المساحة، وهذا يعني يجب التخلص من كل مقاومة تعرقل هذا المشروع.
والآن نتكلم وبشكل افتراضي أيضاً، ما هي ضمانات الأمن القومي العربي بعد انتصار إسرائيل والقضاء على المقاومة التي ذكرناها، هل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي يوفر أمن قومي للدول العربية، وهذا ما يؤكد عليه الخانعين الذين رفعوا شعار (الأرض مقابل السلام) وهذا الشعار سقط بمرور الوقت وإن المشروع الإسرائيلي الجديد بدأ يتوضح بشكل كبير فها هو نتنياهو بدأ يؤكد على يهودية الدولة وهذا يعني لا أرض مقابل السلام لأن الخارطة الصهيونية لا لبس فيها أن أرض إسرائيل هي من النيل إلى الفرات والخارطة التي نشرها نتنياهو تضم كل فلسطين ومصر وجزء من سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية وهذا يعني السلام بالنسبة لإسرائيل ضم كل هذه الأراضي والسيطرة على باقي الدول من خلال إسرائيل التوراتية أي تكون الشعوب العربية بأحسن الأحوال عبيد لليهود.
وعلى هذا على العرب أن ينتبهوا لمستقبلهم ولا يمكن أن يركنوا للسلام ويقفوا ضد المقاومة بالمنطقة لأن الأخيرة هي العقبة الكبرى أمام المشروع اليهودي المدعوم بقوة من أمريكا، وإن الوقت لن يكون بصالحهم إذا ما أخذوا الأمور على محمل الجد سوف يكونوا من الماضي.
تكلمنا افتراضاً وهدفي تنبيه العرب رؤساء وحكام وحتى القطيع الذي تشفى باستشهاد سيد المقاومة وإظهار معالم الفرح على الانتصارات الموهومة لإسرائيل أن هزيمة المقاومة هو نهاية للأمن القومي العربي، ويقيني ومن خلال المعطيات المؤكدة أن النصر للمقاومة والأيام القادمة سوف تأكد ما نقول وقريباً سنرى المبعوثين يتوافدون على بيروت من أجل وقف إطلاق النار وإن غداً لناظره قريب.