حزنت كثيرا حين قرأت بيان المرصد العراقي للحريات الصحفية (الذراع الضاربة) لنقابة الصحفيين العراقيين والمدافع بلا سلاح عن الصحفيين وهم يواجهون محنة العمل في ظروف سياسية وأمنية وإقتصادية معقدة للغاية وقتل منهم المئات منذ 2003 وحتى اليوم.البيان يتضمن شكاوي صحف محلية من إبتزاز مالي وأخلاقي من مسؤولين في مكاتب إعلام في بعض المؤسسات الحكومية كشرط لتسلم الإعلانات التي تنشر في الصحف المحلية.
يراودني الشك في نزاهة عديد العاملين في بعض القطاعات والذين اظنهم من المرضى النفسيين.وفي العراق يرفض اي أحد الحديث عن إمكانية إصابته بمرض نفسي في مجمل حياته بينما الحقيقة إن الشعوب العربية جميعها وبدون إستثناء تعاني من انواع من الأمراض النفسية نتيجة القمع السياسي والحروب والبطالة والشعور بالدونية والقبلية المتوارثة والإعتقادات الدينية الفاسدة والتطرف الأعمى الذي يصعب كبحه في مجتمعاتنا المضطربة والمهزومة ولهذا فإحتمال الإصابة بمرض نفسي يهدد كل فرد منا.
هذا يدفع الى ضرورة البحث في دوافع الفساد في العراق مع إنزياح فئات إجتماعية الى ثقافة جرى تعميمها في المجتمع الى الدرجة القصوى التي جعلت منه مقبولا على الأقل الى مستوى لم يعد الفاسد معه يخشى حسابا أو عقابا من أحد وهذا ينطبق على مسؤولين إعلاميين يطالبون بعمولات مالية من إدارات الصحف وببنات بأعمار صغيرة دون مراعاة للذوق وللنزاهة وهو امر محير في باديء الأمر لكن سرعان ماينجلي الاستغراب ويزول حين ندرس دوافع ذلك وجميعها تعود لمرض الجوع النفسي وعقد النقص نتيجة القمع السالف والشعور بالدونية.
صحفية قالت مرة حين طلب منها رئيس تحرير أن تراجع بعض المؤسسات للحصول على الإعلانات: إنها لاتمتلك كرشا فالمسؤولون يرغبون بالبطون الناعمة والصدور البضة..