23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

مشروع خلاص وإخراج العبادي من عنق الزجاجة 

مشروع خلاص وإخراج العبادي من عنق الزجاجة 

بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض أخذ يطلق التصريحات حول التدخل الإيراني في العراق وما كان من رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي إلا أن يرد بطريقة دبلوماسية لا يظهر فيها النفي ولا الإيجاب على تصريحات ترامب سوى الإكتفاء بأن العراق ذو سيادة واستقلال مبتعدة عن الواقع الذي يعيشه العراق اليوم, ومع ذلك كثرت تصريحات ترامب حتى وصلت مرحلة التهديد والوعيد, ذلك الأمر إستلزم من إيران أن تخرج بتصريح جديد تقول فيه إن وجودها في العراق هو بطلب رسمي من الحكومة العراقية, وهي بذلك تحمل العبادي مسؤولية وجودها في العراق هذا من جهة ومن جهة أخرى أكدت ما قاله ترامب وكذلك جعلت العبادي بموقف حرج أمام الإدارة الأميركية, فهو بالأمس قال العراق مستقل !! فأين الإستقلالية وإيران موجودة ؟!.

فالعبادي الآن أصبح بين إرادتين, إرادة ترامب التي تريد من العراق أن يكون خالياً من أي تواجد إيراني, وإرادة إيران التي لا تريد لأميركا أي وجود في العراق, فهل يستطيع العبادي أن يوفق بينهما ؟ أم إنه سيميل لجانب على حساب الآخر ؟ وهل سيستغل تصريحات إيران الأخيرة لصالحه ؟ خصوصاً وإن الأخيرة قد رمت الكرة في ملعب العبادي وقرنت وجودها في العراق بموافقة وقبول الحكومة العراقية وبطلب رسمي منها, أي إن بقاء إيران في العراق مرهون بقبول حكومته, وهذا يجعل العبادي الآن بين أمرين أما يطلب من إيران الخروج من العراق حتى ينال قبول ورضا ترامب عنه ويسخط إيران ورجالاتها في العراق عليه, أو يبقى متمسكاً ببقائها في العراق وينال قبولها ورضاها ورضا رجالاتها في العراق من شركاء العبادي السياسيين وغيرهم ويسخط عليه ترامب ؟.الآن العبادي في موقف لا يحسد عليه وأي تصرف وتحرك منه سوف يجعله يفقد التوازن أو التوفيق بين إرادة أميركا أو إيران, وفي حال ركن لواحدة دون أخرى فإنه سيظهر بمظهر الضعيف غير الوطني وينتفي عنوان الوطنية والعراقية عنه لأنه أبدى ركونه لجانب غير عراقي, لكن ومن أجل أن يظهر بمظهر العراقي والوطني وغير العميل لجهات خارجية هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى ينال رضا الطرفين ولا يرجح كفة أحدهما على الآخر في العراق فما عليه سوى أن يلجأ إلى الخيار الوحيد الذي يخرجه من عنق الزجاجة وهو تطبيق مشروع خلاص الذي طرحه رجل الدين الصرخي الحسني والذي دعا فيه إلى :
1ـ قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق.

2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .

3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .

4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال.

5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية، وخالية من التحزّب والطائفية، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب.
6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها.
7- ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء .
8- في حال قبول ما ذكرناه أعلاه فأنا على إستعداد لبذل أقصى الجهود لإنجاح المشروع من خلال حث الأبناء والأخوة الأعزّاء من رجال دين وعشائر وشيوخ كرام وعسكريين وخبراء وأكاديميين ومثقفين وكل العراقيين الباحثين عن الخلاص، نحثّهم للإلتحاق بالمشروع واحتضانه وتقديم كل ما يمكن لإنجاحه.

9- لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها.
10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح.
11- في حال رفضت إيران الإنصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة ، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق.
وبهذا يكون العبادي قد رجح الكفة الأممية – الدولية والعربية – على إيران و أميركا ولم يفضل أحداهما على الأخرى, كما إن هذه الخطوات المتعلقة بحل الحكومة والبرلمان سوف يجعل من العبادي شخصية ذو حظ عظيم بين أبناء العراق الذين عانوا ما عانوا من تلك المؤسستين وفسادهما وسوف يكون هو رجل المرحلة واقعاً في ما لو إلتزم بهذا المشروع الوطني العراقي, أو يبقى بين خيارين, خيار ترجيح كفة إيران ويفقد الدعم الأميركي وينال سخط ترامب, أو العكس.