مشروعٌ خطير جدا ، ناتج عن التكهنات المشاعة بسبب قلة المعلومات والمبالغات وتسريب الخرائط والازدواجية السياسية . المشروع هو : (تحديد هوية العربي في العالم) ، من هو العربي بالضبط؟ هل هو اللاجيء الذي تقذفه الامواج على الشواطيء، ام الثري الذي يطفو على بحيرات النفط التي لاتنضب؟ ماهي الدول التي يسكنها العرب؟، ماهي أزياؤهم الوطنية؟ معتقداتهم؟ تاريخهم المشترك ؟، وبناء عليه يتم التعامل مع العرب بشكل واضح ودون تشويش كما هو حاصل الان . فليس من المنطق حسب المشروع – ان يكون كل من تكلم اللغة العربية عربيا ، والا لأصبح نصف البشر على الأرض انكليزا وأسبانا ، اللغة ليست عاملا قومياً – حسب المشروع – وليس كلُ مسلم عربيا ، والا لأصبح ثلاثة ارباع الارض أو اكثر قوميةَ واحدة استنادا الى اعتناقهم المسيحية ، اذن الدين ليس من عناصر القومية بالضرورة ، وبناء على ذلك – حسب المشروع – ستستبعد سوريا والعراق ومصر والمغرب العربي وفلسطين وجزر القمر والصومال والسودان وتونس والجزائر والاردن من تعريف العربي ، فهؤلاء – حسب المشروع – لاتربطهم اي رابطة باستثناء الديكتاتوريات العسكرية التي حكمتهم في فترات متقاربة ، الذين يرتبطون بكل شيء من الازياء والفلكلور ومستوى المعيشة والماضي المشترك والعادات هم – حسب المشروع – دول الخليج بمعنى ان الخارطة العربية الجديدة ستتحدد بهذه الدول التي هي محميّات من قبل الدول العظمى بنسبة او باخرى ، لديها اموال ضخمة هائلة اغلبها من عائدات النفط والاستثمارات وتدوير الصادرات والحج الى مكة ، والاموال هذه مودعة في البنوك الاجنبية ، تستطيع اي دولة كبرى وضع اليد عليها متى شاءت كما حدث في قانون – جاستا – او التعويضات الفلكية التي دفعها القذافي جراء حماقة ارتكبها او رُكّبت براسه غصباً على العرب والمسلمين كافة.وبلاد العرب الجديدة التي ستصبح عبارة عن شبه جزيرة ، تتعرض لتهديدين جديين ، الخارجي المباشر من ايران التي لاتعترف اصلا بعروبة الخليج الذي يطل على أراضيها ، ومهدَدة كذلك من النعرات العنصرية والقبلية التي تمايز بين سكنة الكويت وعمان والبحرين وقطر والسعودية والخلافات الحادة المعتادة بينهم ، كما انها مهددة ايضا من غير العرب الذين اجتثهم المشروع بعد ان كانوا أخوة في القومية والشعر والقصة القصيرة. امثال العراقيين والسوريين واللبنانيين والمصريين ،الذين اساءت لهم هذه البلدان ايما اساءه واهانت سمعتهم وشعوبهم وعمق تواريخهم ، اهانةً جعلتْ دولة من 300 الف عربي أصلي مثل قطر ، يعمل على تدمير دولة من 90 مليون فرعوني أصلي ،تورط بعض ابائهم حين دخلوا الاسلام فحسبوا على عرب الدين،(حسب المشروع)، وتجعل دولة مثل السعودية يفترض بحكم سيطرتها على ( مكة المسلمين ) ان تكون معتدلة متواضعة راعية ، تشن الحروب العربية العربية ، وتأمر الشعوب بتحديد مصائرها ، وتدعم جماعات وغيرها ، بحيث دفعت (العرب) الى اللجوء عند غير العرب لحمايتهم منها او من مؤامراتها !. بين التحديات الداخلية والخارجية تلك ، ستكون الولايات المتحدة ، تحديدا ، الحاضنة الواضحة لدول الخليج – التسمية السابقة والتي ستصبح – حسب المشروع – (العالم العربي) . وهو عالم متكامل يمثل الهوية الواضحة والصورة النمطية للعربي في المفهوم الاممي والانساني ، وحدة العرق ووحدة الثقافة ووحدة البيئة ووحدة المصير ، وستبقى أرضهم مهبط الرسالات السماوية دون تغيير ، وبذلك – حسب المشروع – سيعاد تعريف العربي، والدول العربية، والمستقبل العربي، والماضي العربي ، حيث ستكون (امة العرب) : مكونة من 32 مليون نسمة فقط ، يقطنون على ارض مساحتها 2.058 مليون كلم مربع هو عدد جميع سكان الدول العربية (كافة) وهي الدول الست الإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت. ولن يُشوّشَ المراقب من شعوب اخرى حين يصفُ العربي بذلك الثري المبذّر اللزج الشره على النساء والخمر في الخارج ، والمحافظ الصارم العابد الساجد الذي يحرّم على امرأته قيادة السيارة أو فتح دار سينما في بلاده . هذا الموضوع – حسب المشروع – انتهى اذن ، وهو جاهز بلا رتوش ، فقط بعض الشكليات مثل نقل جامعة الدول العربية من مصر باعتبارها دولة اجنبية الى قطر او البحرين أو أي دولة عربية ، وتغيير نشيد ( بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان) حيث تحذف أسماء الدول الاجنبية لتصبح ( بلاد العرب اوطاني من الجَهْرا لعُمْانِ) ،رغم ان الاصلاح الاخير يواجه مشكلة جوهرية وهي الخلل العروضي حيث ان عُمان غير مشدّدة الميم ، على اية حال مو مشكلة، ففي العالم العربي الجديد ، ليس مهما الخطأ العروضي أوالاملائي أو النحوي، المهم هو (الوحدة العربية )، وعلى حد قول رئيس العالم الجديد دونالد ترامب ( التغليف أهم من المحتوى ).