18 ديسمبر، 2024 7:04 م

مشروع برنارد لوس للشرق الأوسط الجديد والربيع العربي -1

مشروع برنارد لوس للشرق الأوسط الجديد والربيع العربي -1

يدنو العام 2011 من نهايته التي بدائها باحتمالات لاتنتهي من التكهن حول مشروع الشرق الأوسط الجديد  فالتحولات السياسية التي شهدها العالم العربي والتي رافقها تغيير أساسي في تونس ومصر وليبيا  وانطلاق المد الثوري ضد الحكومات العربية  الذي لاينتهي إلا بالإطاحة ببقية الحكومات المتزعزعه  والشروع في التأسيس للديمقراطية الجديدة على غرار ما كان في العراق ,,

 وان الحرية والديمقراطية كمفردتان معنويتان هما طموح المجتمعات العربية التي رزحت ولازالت تئن من طغيان حكوماتها وجور مؤسسات الأمن والاستثمار اللتان خلقن أشكالا متمايزة من الطبقات الاجتماعية التي تعيش تحت خطوط الفقر  , ولكون معظم الإنسان في هذه المجتمعات يدين بالإسلام غالبا وقد ترسخت في عقلة المبادئ القائلة بالعدل والمسا وه وغيرها من الشعارات الانسانيه الكبيرة فانه يعيش في  حلم الانعتاق الذي راوده طويلا بسبب سياسات القهر والتجويع والارتماء في أحضان القوى العالمية كملاذ امن وحليف استراتيجي ,, ولازالت بعض الحكومات العربية المتشبثة بتلابيب السلطة  ترهن أسباب استمراريتها في ذات النهج التبعي والأمني رغم أخفاقة في تحقيق طموحات الأمم المجاورة ورغم معرفتها الوثيقة برؤية ((برنارد لويس)) المعروضة في سبعينيات القرن الماضي كمشروع جديد للشرق الأوسط , والتي ترجمها(( شمعون بيريز)) رئيس الوزراء الاسرائلي المقبور بقولة العرب جربوا قيادة مصر لفترة امتدت لأكثر من نصف قرن وعليهم أن يجربوا قيادة إسرائيل ,, 

وتدور هذه الرؤيا في كون المنطقة قد توقف فيها التاريخ تماما وان المجتمعات التي تقطنها هي أدوات بيد الحكام الذين ينصاعون بعمى إلى أوامر الإدارة الأمريكية , وهذا ما أكده الجنرال  بيترز في مخططه للشرق الأوسط بان المنطقة قدر لها أن تحارب نفسها وقدر لنا أن نحارب الإرهاب ونشر الديمقراطية والوصول الى منابع النفط ,, و ( رولف بيترز هو ضابط برتبة جنرال في الاستخبارات الأمريكية نشر المخطط على شكل مقال في مجلة القوات المسلحة  عام 2006 ) والظاهر إن التحولات القليلة التي مر بها الشرق الأوسط والتي غيرت في خارطة الاصطفاف جاءت بما يتناسب وطموحات الإدارة الامريكيه وإسرائيل للسيطرة على مقدرات المنطقة بتفاصيلها الدقيقة , ,

 فالرئيس المصري أنور السادات كان أول من بادر الى إحداث تغير في ملامح شكل الشرق الأوسط عندما عمد الى تغيير سياسة بلاده وتحالفاتها الدولية فظهرت توازنات جديدة في المنطقة , وقد امتازت فترة حكم السادات بالسرعة فتحول من حليف إلى الاتحاد السوفيتي إلى حليف  للولايات المتحدة ومن ثم العمل على السماح للأحزاب الاسلاميه في العمل بلا وجل لضرب الشعب المصري بعضه بالبعض الآخر , ولكي يؤسس إلى فكرة إن الإسلام هو الإرهاب  , ووقع الإخوان المسلمون في هذا الفخ المبرمج من ماوراء البحار , ومن ثم توقيعه على اتفاقية كامب ديفيد في إعلان صريح عن بداية التطبيع العربي مع إسرائيل ذلك الجسم المغروس في المنطقة والمنبوذ من قبل المجتمعات العربية والاسلاميه آنذاك ,,  وجاءت الثورة الايرانيه بقيادة الإمام الخميني لتشكل أولا حالة توازن بين الشيعة المسحوقين والسنة أصحاب القرار في كافة دول المنطقة , وتبدأ  توجها جديدا استثمر للتصعد من مخاوف دول الإقليم العربي من المارد الإيراني الذي ركز على تفعيل الاثنيه ودور المجتمع الشيعي الذي لازال يشعر بالإحباط من حكومات المنطقة ويعلن عداوته المستمرة لها , لتبرز الى السطح حالة جديدة امتازت بإذكاء الفتن الطائفية التي فارقها العالم لعقود طويلة ,,

عندما طرحت الشيوعية منهاجها الفلسفي والاقتصادي ما بعد الحرب العالمية الثانية والتفت حولها دول أوربا الشرقية والصين وبعض حكومات أمريكا الجنوبية أو ما كان يسمى حلف وارشوا ,,

وهنا نستنتج بان وتيرة الأحداث منذ نهاية الحرب الباردة وسباق التسلح مرتبطة باراده حلف الناتو الداعي إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد كما يصطلح , لكي يخضع منابع البترول والثروات بشكل رسمي ومن ثم السيطرة على العالم بما يتناسب ومصالح الشركات الكبرى في دول الثمانية ,, من جانب  ومن جانب آخر رفع رايات الأديان (( اليهودية والنصرانية )) في هذه المنطقة التي تعتبر مهد الأنبياء والديانات , كون المؤسسة العسكرية والاقتصادية المستعجلة على تحقيق حلم السيطرة على العالم ترافقهما المؤسسة الدينية التي تناغم مشاعر الرأي العام  الغربي الذي قد يعترض على سياسات التوسع والاستعمار الجديد ,,

* التكملة في الحلقة الثانية ( الإرهابي العالمي كارلوس وعلاقة التأسيس للحرب على الإرهاب )