17 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

مشروع بايدن والإصلاحات

مشروع بايدن والإصلاحات

بعد النظر وقراءة الإحداث، صفة لا تتوفر كافة البشر بكل تأكيد، منهم العاملين في المجال السياسي، هناك ساسة أهدافهم لا تتجاوز السلطة، لذا تكرس حكمتهم وحنكتهم في البحث عن الإلية الأفضل والأقصر للوصول لهذا الهدف، بالمقابل هناك قادة يسخرون حكمتهم وحنكتهم، لغرض بناء الدولة الخادمة، بغض النظر عن موقعهم فيها، يدرسون الأحداث وأبعادها، ليقفوا على نهاياتها، ليحددوا مواقفهم منها.
العراق بعد 2003، اجتمعت عليه كل قوى الشر في الأرض، مستغلة تناقضات المجتمع وتعدد مكوناته، والهواجس التي تحكم هذه المكونات، كان ومازال معظم ساسة البلد، لا يدركون حقيقة وحجم المؤامرة، كون هدفهم لا يتعدى السلطة وكيفية الحصول عليها، لذا أصبح استغفال المواطن البسيط، للحصول على صوته، الهدف الأهم والأسمى لديهم، أما القادة يمسكون بجمرة من النار، لإدراكهم حجم وهدف المؤامرات، بين هذا وذاك المواطن البسيط؛ مستغفل يدور في فلك الساسة، لا تتعدى تصوراته السلطة والمناصب، كونه غير معني بالنتائج، بقدر اهتمامه بالخدمة والبناء.
أن تصريحات المحتل على لسان نائب الرئيس الأمريكي بايدن، حول تقسيم العراق، وأبعاد هذا التصريح ونتائجه على مستقبل البلد، تقتضي من القادة التعامل مع إدارة الدولة بحذر وحكمة.
اليوم حيث يرفع شعار الإصلاح، وهو شعار يناغم عواطف المواطن، الذي يعاني من ممارسات السلطة، من نقص الخدمات فضلا على الامتيازات الخرافية، التي يتمتع بها المسئول مقابل ما يقدم للمواطن، الذي ينتظر من المسئول أن يخدمه، السياسي استغل هذا الواقع، ليسوق أطروحات ظاهرها إصلاح، لكن باطنها تعزيز حصته وموقعه في السلطان، ليقفز على حقائق في الواقع العراقي، لم تتمكن العملية السياسية تجاوزها، بسبب حجم التحدي، وتمكن الساسة من السلطة، أبرزها علاقة المكونات الرئيسة مع بعضها، حيث انعدام الثقة والشك والريبة بين بعضها البعض، مما يجعل الأطروحات المثالية التي يتبناها بعض الساسة، ثغرة ستجر البلد الى المجهول، ابسطه التقسيم وفق مشروع بايدن، خاصة مع المطالبة الكردية بالانفصال، ودعوات اغلب ممثلي السنة لتشكيل الإقليم السني بدعم أعرابي وأمريكي.
أن المحاصصة في هذه المرحلة على الأقل، شر لابد منه، مع محاولة محاصرتها قدر الممكن، بما يطمئن و ينال رضى وقبول الشركاء، على أن يكون القضاء عليها هدف يتم العمل على تحقيقه مع اقرب فرصة ممكنة، وان وثيقة الإصلاح الوطني تحقق الآمرين.
أصحاب شعار الإصلاح المثالي؛ أما إنهم لا يدركون أبعاد ما يسعون إليه، أو أنهم جزء من المخطط الخبيث.
أن نظرة إلى النواب المعتصمين، يمكنها أن توصلنا إلى حقيقة ما يجري، بينهم الساذج الذي يفهم السياسية استعراض عضلات، وبينهم من هدفه خلق الفوضى للتغطية على ملفات، قد تؤدي به إلى السجن، وبين صاحب أجندة وارتباطات مشبوهة مع القاعدة ورعاتها السعودية وقطر وتركيا، إذن إقالة الدكتور سليم الجبوري ممثل المكون السني في الرئاسات، وتصدي اتحاد القوى لهذه الإقالة، بالتحديد أسامة النجيفي عراب الإقليم السني؛ يؤكد أن القادم هو التقسيم إذا لم تمرر وثيقة الإصلاح الوطني، وتبدأ خطوة الإصلاح من خلالها للوصول للإصلاح المثالي المنشود…

أحدث المقالات