9 أبريل، 2024 2:00 ص
Search
Close this search box.

مشروع بايدن الاستعماري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدو أن الأصوات الداعية إلى إحياء مشروع بايدن وتقسيم العراق إلى أقاليم ودويلات ما زالت تعيش مراهقة سياسية ولا تدرك عواقب سياسة التجزئة التي بدأها الاستعمار البريطاني مطلع القرن الماضي عندما فتت بلادنا ومزقها إلى دويلات ضعيفة متناحرة , قوانيها متعددة ومناطقها متوترة, سارقا ثرواتها ومستنزفا طاقاتها بصراعات جانبية لأجل سهولة السيطرة ومصادرة الهوية الدينية التي تقف عائقا أمام أطماعه بالمنطقة .
فسياسة فرق تسد وخلق حواجز نفسية بين أبناء البلد والدين الواحد والتباعد بين الأخوة لإثارة الضغينة والفتن والاختلافات والدخول بحروب وصراعات ما زالت الإستراتيجية الأمثل للقوى العالمية الكبرى لفرض السطوة والنفوذ .
إن مشروع بايدن مخطط تأمري لا ريب هدفه إشغال البلاد بصراعات جانبية بذريعة وأخرى مرة قومية وأخرى مذهبية وثالثة اقتصادية وهلم جرا مسلسل من التوترات واستنزاف المقدرات بعيدا عن بناء الدولة وإعمارها , لإكمال ما بدأ به النظام البعثي عميل الأستعمار من تمزيق نسيج المجتمع بإشعال الطائفية بعد أن حرم الكرد من حقوقهم وأقصى الشيعة من استحقاقهم وخدع السنة باستيزارهم, فأنصار التقسيم واهمون لو صدقوا أن مشروع بايدن سيخدم مصالحهم ويحقق لهم ما عجز العراق الكبير عن أن ينجز, لأنهم سيكونون سمك صغيرة بين حيتان لا تشبع من ضحاياها , او كقطيع غنم يساق خلف راعيه , كما هو حال دول الخليج منذ استقلالها إن كانت مستقله !
إن المرحلة الراهنة تتطلب من العراقيين بجميع أطيافهم أن يعوا وعيا حقيقيا أن الوحدة هي سبيل نجاتهم من المتاهة والأزمة التي يعيشون حتى يستطيعوا مواجهة الدسائس والمؤامرات التي تحاك عليهم في الليل الأدهم, لأن الوحدة تعني الأخوة ( إنما المؤمنون إخوة ) والأخوة تعني التضحية وتوحيد الجهود والإمكانات لبناء مستقبل أفضل لهذا البلد  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب