23 أبريل، 2024 10:55 م
Search
Close this search box.

مشروع اياد علاوي .. الصراع بين دولة المواطنة وسلطة الطائفية السياسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

قفز اياد علاوي ، مرة أخرى ، فوق الموانع الطائفية والعرقية . الثوابت المبدئية والقراءة المتنورة لزعيم ائتلاف الوطنية ، ضبطت ايقاع مساره في ماراثون انطلق منذ سبعينات القرن  الماضي  . ريادة النضال ضد الدكتاتورية ، والتصدي لمقاومة التفكك والتقسيم – كناتجين لسياسة الاحتلال ومخلفات الدولة العقائدية المتزمتة – ، وتبني دولة المواطنة مقابلا لدويلات الطوائف والاحزاب والعوائل ، كان لها ثمنها الباهض ، فخصوم علاوي التقليديين لايرتدعون بضوابط  الاخلاق ، او القانون الذي ظل اداة قمع بيد أعداء الرجل خلال مسيرة نضاله الطويلة .
الاستقطاب الطائفي الحاد ، ودكتاتورية السلطة ،  افرغا التجربة الديمقراطية المتعثرة  لما بعد التغيير من مضامينها الحقيقية ، وغيبا اهدافها . في ذات السياق ، الانتخابات ، المزورة بإمتياز ، خطفت ، استباقيا هذه المرة ، استحقاق علاوي وقائمته ومشروعه ، تكرارا لماحصل في العام 2010 . نتائج الانتخابات  ، والتي لن تغيرها عديد الطعون بها ، قررت سلفا هوية الفائزين والخاسرين ، وشكل الحكومة القادمة ، لكنها تبقى عاجزة عن إضفاء الشرعية المفضية الى الإستقرارين السياسي والعام .
سيناريو الحكومة المنتظرة ، بعناوينه الطائفية ، يرسم خارج البيت الوطني وبعيدا عن همومه الحقيقية  ، والتيار السياسي – المدني اكبر المغيبين عنه . قيادة مشروع الدولة المدنية الوطنية ، ورمزها علاوي ، بين خيار الحضور المُغيب المدفوع بفلسفة الاشتراك في الحكومة الطائفية بنسختها الجديدة ،  والاستمرار في مقاومة مأسسة هذا النهج . علاوي الذي استعصت على السلطة شيطنته يدرك ان البلد الغارق بمنتفعي السياسة وتجارها ليس بحاجة الى سياسيين قدر حاجته الى رجال مبادئ لاتطيح العواصف بقدرتهم على ضبط اتجاهاتهم ، ولا يغيب عن ذاكرته ايضا ان الذين صوتوا له ، وهم في الواقع  أكثر مما اظهرته صناديق الاقتراع المرتهنة لارادة التزوير ، قد منحوا ثقتهم لعلاوي المعارض لا لعلاوي رجل السلطة . الكتلة النيابية لرئيس الوزراء الاسبق ومقترباتها قادرة على فعل الكثير اذا مااستحضرت وزن وارادة جمهورها العريض في التغيير الحقيقي لا للوجوه حسب بل وللمناهج ايضا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب