5 نوفمبر، 2024 1:53 م
Search
Close this search box.

مشروع الميكا الكهربائي المصري”( Mega Project)” وشقيقه العراقي

مشروع الميكا الكهربائي المصري”( Mega Project)” وشقيقه العراقي

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي حفل افتتاح مشروع كبير لانتاج الطاقة الكهربائية في جمهورية مصر الشقيقة يعرف بمشروع الميكا “( Mega Project)” بحضور الرئيس المصري السيسي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل من خلال استعراض وزير الكهرباء و الطاقة البديلة المصري الدكتور محمد شاكر مراحل انجازالمشروع المؤلف من ثلاث محطات سعة المحطة الواحدة 4800 ميكاواوط بالدورة المركبة وبسعة كلية 14400 ميكاواط. ان الهدف من المشروع هو لاضافة قدرات توليدية جديدة لتجهيزالعاصمة الادارية الجديدة بالطاقة الكهربائية متزامنة مع انشاءها. ولاعلاقة للمشروع لانهاء ازمة كهرباء حيث ان الازمة قد تم مغادرتها منذ عقدين بعد تطوير قطاع انتاج الغاز الطبيعي واستثمارمكامنه لتامين تشغيل قطاع انتاج الطاقة الكهربائية, ولكن الشحة في الطاقة الكهربائية مستمرة خاصة في اوقات حمل الذروة بسبب ارتفاع نسبة النمو السنوي على الطلب في جمهورية مصر العربية بشكل اكبر من القدرات الانتاجية المضافة والمحددة بانخفاض الاستثمارات المقيدة في قطاع انتاج الطاقة الكهربائية. ان معدات المشروع التوليدية هي وحدات غازية نوع SGT-9000 HL مجهزة من قبل شركة سيمنس الالمانية بسعة 567 ميكاواط للوحدة تعمل على نوع واحد من الوقود هو الغازالطبيعي وهي من الوحدات المصنعة مؤخرا, حيث تصل كفاءة انتاجها الى نسبة 65% عند عملها بالدورة المركبة وعند اشتغالها على الغاز الطبيعي مقارنة بالوحدات البخارية التي لاتزيد كفاءة انتاجها عن 42%. وتم تنفيذ المشروع بمحطاته الثلاث من قبل الشركتين المصريتين اوراسكوم والسويدي المتخصصتين بتنفيذ وتنصيب محطات انتاج الطاقة واللتان لهما المشاركة في تنفيذ مشروع الميكا “( Mega Project)” في العراق. ان اهم مقومات خطة تنفيذ مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية سواء كانت استثمارية من خلال القطاع الخاص او ممولة مركزيا من خلال الخطة الاستثمارية للدولة هو توفير الوقود وذلك من خلال ايصال شبكة خطوط انابيب الوقود بانواعه من النفط الخام والوقود الثقيل والوقود الخفيف (زيت الغاز) والغاز الطبيعي متزامنا مع اعمال تنفيذ مشاريع محطات انتاج الطاقة الكهربائية وهذا ما تم توفيره اولا في مشاريع قطاع الطاقة المصري ومنها مشروع الميكا “( Mega Project)”, والذي يفتقده قطاع الطاقة العراقي مقوماته الى يومنا هذا. حيث تمتلك مصر المقومات الاساسية من توفر البنى التحتيى المؤهلة لانتاج وتصديرالغازالطبيعي ،خاصة وأن هناك اسكتشافات مستثمرة, أهمها حقل ظهر وشمال الإسكندرية,التي بدأ إنتاجها في بداية عام 2018 وبمعدلات بمقدار 2.5 مليار قدم مكعب من الغازيوميا، وباستثمارات بلغت 25 مليار دولار تزامن انتاجها مع تشغيل مشروع الميكا “(Mega Project)”، وتستهدف وزارة البترول المصرية خلال الفترة من 2020 إلى 2022 لاكتفاء ذاتى لمصادرالطاقة, لتحتل مصر المركز الـسادس عشر من حيث إجمالى الاحتياطيات العالمية للغاز, والمركز الـخامس عشر من حيث مستوى الإنتاج وثانى أكبر منتج للغاز على مستوى أفريقيا وأول دولة منتجة للبترول من خارج أوبك على مستوى أفريقيا. على أن يتم تخصيص كامل إنتاج الغاز الطبيعي إلى قطاع انتاج الطاقة الكهربائية. ووفقا لتقرير وزارة البترول المصرية لازالت هنالك حقول مستكشفة من الغاز الطبيعي غير مستثمرة مثل منطقة غرب المتوسط ، ومنطقة دلتا النيل باحتياطي بمقدار 232 تريليون قدم مكعب ومنطقة الصحراء الغربية بمقدار100 تريليون قدم مكعب وخليج السويس 112 تريليون قدم مكعب. ان هذا المشروع الكبير الذي يعرف بمشروع الميكا المصري “(Egypt Mega Project)” والذي تناقلت اخباره مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا قد سبقه بعشر سنوات شقيقه المشروع العراقي الذي يعرف بمشروع الميكا العراقي
” (Iraq Mega Project)” وكلاهما أثمرته نتائج الدورة الوزارية لوزراء الكهرباء والطاقة العرب في الجامعة العربية التي شاركنا فيها ثم ترأسنا اجتماعاتها لاحقا بانتاج قرارات مهمة مهدت باعتماد الطاقات المتجددة والمحطات الغازية المركبة ذات الكفاءة العالية في انتاج الطاقة الكهربائية والابتعاد عن محطات الانتاج التقليدية ذات الكلف الاستثمارية والتشغيلية العالية. حيث تضمنت الخطة الاستراتيجية العراقية التي اطلقت في عام 2006 باضافة قدرات توليدية جديدة ليكون العراق فيها مكتفيا بتجهيزالمواطن بالطاقة الكهربائية عام 2013 ومجابها للنمو السنوي المستقبلى, لتنتهي مرحلتها الاولى في عام 2015. على ان يتم توفيرانواع الوقود المجهزمن وزارة النفط من خلال خطة وقودية ملزمة للطرفين. وتوسعت الخطة فيما بعد الى العام 2030 بعد تكليف مؤسسة بارسنز برنكرهوف العالمية في العام 2009 لإعداد التفاصيل والتصاميم الخاصة بقطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع , والتي تم إصدارها في شهر كانون أول 2010. وبسبب عدم إيفاء وزارة النفط بإلتزاماتها في الخطة الوقودية في توفيركميات الوقود المطلوبة لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية, وماتتطلبه بانشاء البنى التحتية اللازمة للصناعة النفطية من مصافي جديدة لانتاج المشتقات النفطية لتامين تغطية التوسع في انتاج محطات انتاج الطاقة الكهربائية التي تعتمد انواع الوقود السائل في تشغيلها , حيث لايزال انتاج المشتقات النفطية للمصافي العاملة لاتلبي الحاجة التشغيلية لمحطات انتاج الطاقة خاصة بعد تضرر اكبر مصافي العراق في بيجي من قبل زمر داعش الارهابية, وإنعكس ذلك سلبا على انتاج الطاقة الكهربائية. لتضطر وزارة الكهرباء باستيراد كميات من زيت الوقود الكازاويل بمعدل 3 مليون لتر في اليوم. مع استمرار وزارة النفط بعدم جديتها في استثمار الغاز المصاحب الذي يحرق بكميات بمقدار 1400 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم والتي تكافئ انتاج طاقة كهربائية من محطات غازية بسعة 4500 ميكا واط ,عدم الاسراع في استثمار الغاز الحر الذي لايزال في مكامنه الغازية بمقدار 32.7 ترليون قدم مكعب موزعة في حقول ( عكاز، المنصورية، الخشم الاحمر،كورمور, السيبة، جمجمال) بمعدل انتاج 1500 مليون قدم مكعب يوميا بعد استثماره, والذي يكافئ انتاج 5500 ميكاواط من الطاقة الكهربائية من المحطات الغازية. ولإهمية تامين الغاز الطبيعي لتشغيل هذه المحطات باتاحة وكفاءة عاليتين بعد عدم ايفاء وزارة النفط بتامينه, فقد اضطرت وزارة الكهرباء في عام 2010 على التفاوض مع الجانب الايراني لتجهيز بعض المحطات الغازية التي تم انشاءها من قبل وزارة الكهرباء ضمن العقود الاستراتيجية Iraq Mega Project)) في المنطقة الوسطى والجنوبية بالغاز الطبيعي من خلال انبوين في المنطقتين الوسطى بكميات تصل الى 800 مليون قدم مكعب قياسي باليوم والجنوبية بكميات تصل بمقدار 1000 مليون قدم مكعب قياسي باليوم ولفترة محددة ولحين تنفيذ مشاريع استثمار الغاز المصاحب لانتاج النفط واستثمار الحقول الغازية ضمن جولات التراخيص في عام 2014 والتي لم تكتمل لتاريخه, في ظل سياسة نفطية مبنية اساسا على تعظيم انتاج النفط الخام وبعيدة عن سياسة رسمت لقطاع الطاقة في اجتماعات لجنة الطاقة الوزارية ومثبتة في الخطة الاستراتيجية لوزارة الكهرباء التي استعرضت فيها مرتسمات الطلب على الطاقة الكهربائية في عام 2020 التي ستكون بحدود 27 الف ميكاواط والتي تتطلب توفير كميات من الوقود الغازي بمقدار 6000 مليون قدم مكعب قياسي يوميا , وكذلك استعرضت الخطة مقدار الطلب للطاقة الكهربائية في عام 2030 الذي سيكون بحدود 40 الف ميكاواط ,والذي يتطلب فيها تأمين الوقود الغازي بمقدار 8000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم كحد ادنى لتشغيل محطات الانتاج الغازية. أن الغاز الطبيعي المخطط انتاجه بنوعيه الغاز المصاحب لاستخراج النفط والغاز الحر من الحقول الغازية لا يكفي لتشغيل كامل إنتاج الطاقة الكهربائية لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل المنظور. وإن الظاهرة الغريبة في السياسة النفطية في اصرارها بتصدير الغاز الطبيعي العراقي إلى الخارج، رغم حتمية عدم كفايته لاحتياجات انتاج الكهرباء. حيث اعلنت وزارة النفط مؤخرا اتفايتها بتصدير الغاز العراقي إلى الكويت بكميات تصل إلى 200 مليون قدم مكعب قياسي باليوم , وسبقها توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الاوربي بتصدبر كميات من الغاز العراقي الى اوربا عبر مشروع خطوط انابيب الغاز العربي. ان وزارة النفط مدعوة الى اعلام الرأي العام بالخلفيات والحسابات الاقتصادية، وحتى المنطقية التي تبرر تصدير الغاز العراقي إلى الخارج حاليا أو في أي مستقبل منظور والمباشرة بالغاء الاتفاقيات الموقعة السابقة والحالية في تصديره. في الوقت الذي ارتبط فبه العراق بعقدين قابلة للتجديد لاستيراد الغاز الطبيعي الايراني. فكيف سيتم تامين تشغيل محطات الطاقة الكهربائية بانواعها بضوء تفرد قطاع النفط في سياسة الطاقة وامنها القومي؟. ان التاخير في تنفيذ تنصيب وتشغيل عقدي مشروع ” Mega Project))” الميكا للمحطات الغازية بسعة 12 الف ميكاواط كمرحلة اولى بدورة بسيطة, و بسعة 18 الف ميكاواط كمرحلة ثانية مركبة وبعد مغادرتي الوزارة في عام 2010 وحسب البرنامج الزمني الدقيق المرفق في الخطة الاستراتيجية والمتزامن مع الجدول الزمني لوصول معدات المحطات, وعدم الالتزام باعتماد قائمة الشركات العالمية المتخصصة والمؤهلة في اعمال تنفيذ وتنصيب محطات الانتاج, ولازالت محطتا الناصرية والسماوة غير متنفذتان بسبب مغادرة الشركات المنفذة عملها لعدم كفائتها. وفرضت على وزارة االكهرباء ايضا في عامي 2014 و2015 أربعة مشاريع انتاج استثمارية بسعة اجمالية بمقدار 8340 ميكاواط لانتاج الطاقة الكهربائية خارج السياقات الفنية والقانونية التي وضعت من قبل الشركة الاسكتلندية آي بي أي المتعاقدة معها الوزارة في عام 2009 والمتخصصة في بناء المنهاج الاستثماري لقطاع الطاقة الوطني, مما اضطرت وزارة الكهرباء مؤخرا, ولالتزامات تعاقدية مع الشركات الاستثمارية ان توفر وزارة الكهرباء كميات الغاز اللازمة لتشغيل المحطات الاستثمارية بالغاز المستورد من ايران والمتعاقد عليه اساساً لتشغيل مشروع “Mega Project) )” الميكا للمحطات الغازية العاملة قسراعلى انواع الوقود السائل بكفاءة منخفضة وبكلف تشغيلية عالية حتى تاريخه. فماهي الجدوى من تنفيذ مشاريع الاستثمار في بيئة غيرمهيئة استثمارياً ومنها عدم تخصيص كميات الوقود لتشغيلها . ومالذي تحقق من اضافة قدرات توليدية جديدة من مشاريع استثمار غير مدروسة تعطل فيها قدرات انتاجية متاحة لمحطات الانتاج العاملة في منظومة الطاقة الوطنية, فهل كان هدف التعاقد لهذه المشاريع الاستثمارية هو اعلامي سياسي للانتقال الى سوق الاقتصاد الاستثماري وبعدم المعرفة بتبعات التعاقدات الاستثمارية الذي سيستنزف الموازنة التشغيلية وبمبالغ شراء تصل الى اكثر من ثلاثة مليار دولار سنويا من شراء الطاقة غير متضمنةً كلف الوقود وباسلوب شراء قاس وملزم (خذ / ادفع) من ايرادات جباية مبيعات الطاقة التي لايمكن تحقيقها لاسباب فنية ومالية وادارية. هل كان الاعلان مؤخرا عن توقيع مذكرتي تفاهم مع شركتي جي اي الامريكية و سيمنز الالمانية لتطوير المنظومة الكهربائية لمشروعين غير قابلين للتنفيذ كليا بسبب عدم قدرة وزارة النفط بتامين كميات الغاز المطلوبة لتشغيل المحطات الغازية التي سيتم توسيعها الى الدورة المركبة والمحطات الجديدة الاضافية ذات السعات العالية والمشابهة الى سعات محطات مشروع الميكا المصري” (Mega Project) “, ام كان اعلانا سياسيا لامتصاص غضب المواطن في تضاهراته الصيفية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات