17 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف – 2

مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف – 2

أولاً: فصل الدين عن الدولة
ابو رغيف يعتقد أن هناك التباس واضح عند بعض الكتاب والباحثين، وهو أنهم يقولون بفصل الدين عن السياسية، والصحيح، كما يرى، فصل الدين عن الدولة لا عن السياسة، وأنه يقول لا بأس أن يشتغل بعض المتدينين بالسياسة، بشرط أن لا يتعارض مع عملهم الاصلي، وهو العمل الذي يخص القضايا الدينية البحتة. وابو رغيف مؤمن بفصل الدين عن الدولة ايمانا قاطعاً، ويدعو الى اقامة دولة مدنية تقوم على أسس علمانية هدفها تحقيق العدالة والمساواة، وأن يكون المواطن وحقه في العيش الكريم هو الغاية الكبرى والهدف الاسمى. ويرى أن متبنين الاسلام السياسي يحاولون، جهد امكانهم وما أوتوا من قوة ايهام العوام (الناس) بأن دعوة فصل الدين عن الدولة فكرة يتبناها اعداء الاسلام، ممن يسميهم الامبريالية والصهيونية، ويشاركهم بهذا العلمانيين والملحدين والربوبيين والليبراليين. والغاية من هذا، كما يرى ابو رغيف، محاربة الاسلام، والتقليل من شأنه على أن الاسلام دين فحسب، لا دين ودولة، بينما هم (الاسلاميون) يرون أن الاسلام دين ودولة، ويمكنهم اقامة دولة وفق نظام يستمد دستوره من القرآن والسنة. يقول وهذا كذب وافتراء واضح حيث ويعلل أن الاسلام – الدين- ايمان وشريعة، ولم يكن هدف الاسلام اقامة دولة. ويعتقد جازماً أن العلمانية افضل نظام حيث يفضله عن (النظام الاسلامي)، ويضرب مثلا بالدول الاوربية، من التي نظامها يقوم على العلمانية، انها لم تمنع أي مواطن من مواطنيها اومن غيرهم من المسلمين ومن سواهم من ممارسة طقوسهم الدينية.
وفصل الدين عن الدولة، أو فصل الدين عن السياسية، كلاهما معا، هو مطلب العلمانيين والليبراليين ودعاة المدنية، كانوا ولا زالوا يطالبون بهذا، من خلال الندوات والحوارات، وغير ذلك، وهم المتبني الحقيقي لتحقيق العلمانية والمدنية، أياً كانت تلك الطقوس.
ويعتقد ابو رغيف أن العلمانية تضع الموازين في مكانها، يعني أنها تسيّر كل شخص في مكانه الحقيقي، أي كلٌ ضمن اختصاصه وخبرته، فرجل الدين في مؤسسته الدينية، والطبيب في المشفى أو العيادة، والمهندس في مكانه المخصص له، كذلك النجار والحداد، ولا يجوز العكس، أي أن نضع رجل الدين في المشفى، والطبيب في المؤسسة الدينية، على سبيل المثال. وهذا الخطأ الفادح هو ما تتبناه وتؤكد عليه رؤى وحيثيات الاسلام السياسي.

أحدث المقالات