مع إزدياد وتصاعد المواقف الدولية والاقليمية الرافضة لدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولتدخلاته السافرة في المنطقة والنهج المشبوه الذي يتبعه وبروز إتجاه دولي يدعو الى تحديد أو قطع العلاقة مع هذا النظام وبصورة خاصة بعد إفتضاح إستخدام سفاراته في ممارسة النشاطات والاعمال الارهابية، وردود الفعل التي صدرت من فرنسا وبلجيکا وألمانيا والدانمارك ضد ذلك، لکن يبدو أن سياق الاوضاع في العراق بالنسبة للدور المشبوه لهذا النظام لايزال”بردا وسلاما”!!
الشعب العراقي الذي يعتبر أکبر المتضررين بالدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني في بلاده خصوصا وإن أغلب مايعانيه من جراء الاوضاع السلبية السائدة في العراق إنما له علاقة بصورة أو بأخرى بهذا النفوذ، خصوصا بعد أن عمل النظام الايراني على ربط العراق وبصورة غير عادية بمشروع الخميني المشبوه وجعله حلقة من حلقاته، وهذا المشروع الذي يمکن إعتباره أساس معظم المصائب والبلاء والمآسي النازلة على رٶوس الشعب العراقي، ومع الدعوات المتکررة لمواجهته وإنهاءه، لکن يبدو إن هناك لايزال من يصر ليس على التمسك بالمشروع وانما التضحية أيضا من أجل مستقبله في العراق!
النظام الايراني الذي يمتلك شبکة من أتباعه وعملائه في العراق، تتقدمه وجوه معروفة بتماديها في خدمة النظام الايراني على حساب مصلحة الشعب العراقي، وبشکل خاص کل من نوري المالکي وفالح الفياض اللذين إعتبرا ويعتبران مصلحة النظام الايراني فوق کل إعتبار وهما يجاهران بذلك دونما أي خجل، وإن فالح الفياض المعروف بدوره المشبوه في العراق لصالح النظام الايراني، ليس بغريب عليه أن يقول خلال كلمة ألقاها خلال مهرجان “شجاعته بوسع ابتسامته” الذي أقامته مديرية إعلام الحشد الشعبي، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمقتل أحد قياداتها، التمجيد والثناء على مشروع الخميني خصوصا عندما شدد على ضرورة “اشاعة وإدامة التضحية في نفوس الحشد الشعبي، لأنها هي الضمانة لمستقبل مشروع الامام خميني في العراق والمنطقة.”، وکأنه لم يکتفي بکل تلك الدماء التي تمت إراقتها على الطريق المشبوه لهذا المشروع المعادي لمصالح شعب العراق وشعوب المنطقة، ويطالب وبإلحاح ليس الى إراقة المزيد من الدماء بل وجعل ذلك بصورة مستمرة!!
خطورة النفوذ المشبوه للنظام الايراني في العراق لم تعد قضية تحذر منها المقاومة الايرانية بإعتباره الاعرف بهذا النظام ومخططاته المشبوهة، بل هي صارت قضية تحذر منها البلدان الاوربية والولايات المتحدة الامريکية أيضا لما صارت تشکله من تهديد لمستقبل العراق من کل النواحي.