بعد ان قام السيد المالكي بتزوير الانتخابات النيابية الاخيرة ، وحصول كتلته الموسومة دولة القانون على الاغلبية البرلمانية ، اعتقد خطأ” انه قد ضمن الولاية الثالثة للحكم في العراق ، الا ان فشله في ادارة الدولة وفساد حكومته واقربائه ، وقيام داعش باحتلال اراضي شاسعة من العراق نتيجة قراراته الخاطئه ، قد دفع التحالف الوطني الى ان ينبذ فكرة الولاية الثالثة له .وقد حاز هذا الموقف برضى الولايات المتحدة التي وجدته هي الاخرى قد فشل في ادارة الدولة كما فشل في المحافظة على التوازنات الاقليمية . ونتيجة لذلك تم ترشيح العبادي كبديل مقبول له . الا ان طموح المالكي في الولاية الثالثة لم ينته، ولكنه وجد نفسه وحيدا في التحالف الوطني ، الذي كان يعتمد عليه اساسا في توليه الحكم . فالمجلس الاعلى ناقم عليه ، والصدريين لهم ثارات قديمة معه . وعليه فأن هذا التحالف لم ولن يحقق اغراضه واهدافه في الولاية الثالثة . ان ذلك قد دفعه للقيام بمحاولة اخيرة من خلال خلق مراكز جديدة ، وخلط الاوراق معتمدا على الاغلبية البرلمانية التي يتمتع بها ،او يعتقد انه يتمتع بها ، فقام بطرح فكرة الكتلة العابرة للطائفية ، لتكون بديلا عن التحالف الوطني الذي فشل في جمع الاحزاب والتكتلات الاسلامية في بوتقة واحدة متجانسة . وفي الحقيقة فأن المالكي لا يؤمن بمشاركة اطراف اخرى في الحكم ، ودائما كان يطالب برئاسة حكومة تمثل الاغلبية السياسية فقط ، فوجد ان الفرصة سانحة له الان لتحقيق الاغلبية السياسية عن طريق الكتلة الجديدة العابرة للطائفية ، وهي فكرة محمودة وتلقى ترحيبا من كل فئات المجتمع ، ولكنه يريد هذه الكتلة بشعارات شكلية يمكن القفز عليها حسب هواه . وعلى ما اعتقد فأن الايام القادمة ستشهد عودته الى المجلس النيابي بطريقة او بأخرى ، ليتسلق على رأس كتلة المعتصمين . وقد كانت الامور تسير بشكل مريح لهذه الكتلة ، فقد تم عزل رئيس البرلمان والمطالبة بأقالة الرئاسات الاخرى . وبالرغم من ان المالكي لوحده لا يستطيع ان ينفذ مثل هذا المخطط ، وان هناك جهات خبيرة تخطط له ، الا ان ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ، فقد فشلت محاولة التقريب بينه وبين الصدر بسبب معرفة الصدريين بطموحات المالكي ، وهم الذين اكتووا بناره في البصرة ولا يريدون اعادة التجربة المرة هذه . ان من يخطط للمالكي يعتقد بأن بقية الكتل اما عاجزة امام هذا السيناريو ، او هم بالغباء الكافي الذي يضمن عدم تعطيل هذا المخطط. . وقد قلنا في مقال سابق اننا نرى في اعتصام البرلمانيين تحرك نحو تفتيت التكتلات الطائفية للعملية السياسية في العراق وهذا ما حصل فعلا . واذا كان للمالكي فضل في هذه العملية فأنه قد ساعد على انجاز هذه المهمة فعلا . ولكنه يجب ان لا يمني نفسه بولاية ثالثة لأن هذا من سابع المستحيلات لاسباب عديدة لعل اهمها ان المجرب لا يجرب . ولكن عزائه الوحيد في هذا كله انه قد انتقم من اولائك الذين جردوه من احلامه في ولاية جديدة مستحيلة .