16 سبتمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

مشروع القمر الصناعي العراقي إلى أين ؟!

مشروع القمر الصناعي العراقي إلى أين ؟!

نبذة عن الأقمار الصناعية :
اعتمدت الاتصالات الالكترونية البعيدة المدى حتى الستينات من هذا القرن ، إما على الكابلات أو على انعكاسات الإشارة الراديوية من على الغلاف الجوي، ومن المعروف أن هذه الكابلات تحوى على عدد محدود من الأسلاك، أما الإشارات المنعكسة فكانت تتخامد بسرعة مما يجعل الاتصال ذو نوعية سيئة.
في عام 1945 اقترح العلماء فكرة استخدام الأقمار الصناعية التي تطير فوق الكرة الأرضية ، لزيادة فعالية الاتصالات الالكترونية، حيث يمكن رؤية القمر الصناعي من منطقة شاسعة من الأرض. ونظرا لارتفاعه العالي ، يستطيع أن يحقق الاتصال ما بين عدة محطات بطرق متعددة خلافاً للكابل الذي يستطيع أن يصل بين محطتين فقط.
تم إطلاق أول قمر صناعي في عام 1957 وهو القمر الروسي (Sputnik) والذي معه تم افتتاح عصر الاتصالات الفضائية للأرض، بعد ذلك بعام تم إطلاق القمر الصناعي الأمريكي (Score) ثم تلاه بعد ذلك العديد من الأقمار.. لكن التاريخ الذي لا ينسى هو عام 1962 حيث تم إطلاق القمر الصناعي (Telstar 1) والذي استخدم في نقل البث التليفزيوني بين أمريكا وأوروبا. بعد ذلك تم إطلاق العديد من الأقمار ذات الأغراض المختلفة.
كانت الأقمار الصناعية سابقاً تطلق قوة قدرها 10 وات والآن تطلق قوة قدرها 150 وات، ومن المعروف أنه كلما زادت القوة الكهربية التي يطلقها القمر كلما أمكن استقبال إرسال القمر بأطباق ذات قطر أصغر.والأقمار الصناعية المستخدمة في البث الإذاعي والتليفزيوني يتم وضعها في المدار الجغرافي للأرض حتى يأخذ نفس سرعة الأرض ، حيث أنه إذا تم وضعها على ارتفاع أقل فإنها تدور حول الأرض بسرعة أعلى من سرعة دوران الأرض، وإذا تم وضعها على ارتفاع أعلى فإن سرعتها ستكون أقل من دوران الأرض. وتدور الأقمار حول الأرض فوق خط الاستواء مباشرة على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، وهو مايسمى بالمدار الجغرافي للأرض وهذا يعنى أن القمر الصناعي سيدور بنفس سرعة الأرض ويكون دائماً في نفس الموقع طالما هو على نفس الارتفاع.. فالعلامة والرقم المكتوب إلى جوار اسم القمر يدل على موقع القمر بالنسبة لموقع الصفر الجنوبي، فمثلاً القمر استرا 19.2 شرقاً يعنى أن هذا القمر يقع بالضبط عند الدرجة 19.2 شرق الصفر الجنوبي.
والقمر نايل سات 7 درجة غرباً تعنى أنه يقع عند الدرجة 7 إلى الغرب من الصفر الجنوبي. أما إذا كان هناك أكثر من قمر في نفس الموقع فإنه يسمى موقع مشترك للأقمار (coo positioning) كما هو الحال في أقمار استرا 19.2 درجة شرقاً وأيضاً أقمار هوت بيرد 13 درجة شرقاً.. من المعروف أن الأقمار تقع في مكعب وهمي طول ضلعه 100كيلومتر لكل قمر.

أنواع الأقمار الصناعية:
1.الأقمار الصناعية الغير فعالة  Satellites Passive :
في مصدر يذكر أن أول قمر صناعي للاتصالات كان القمر Echo 1 الذي أطلق عام 1960، وكان هذا القمر من النوع غير الفعال Passive أي لم يكن يحوي أي دوائر إلكترونية، وإنما كان عبارة عن عاكس للإشارات الإلكترونية.
لقد قام هذا القمر والقمر Echo 2 الذي أطلق في عام 1964 عبارة عن بالون كبير بقطر 32 متر، مغطى برقائق الألمنيوم، وكان يدور حول الأرض بارتفاع 1610 كم،ومثل أي كرة زجاجية أو فولاذية التي تعطي زاوية انعكاس واسعة للمناظر حولها، فإنَّ هذه الأقمار كانت تعيد عكس الإشارة الموجهة إليها، ولكن بقوة أخفض. ونظرا لمساوئها ومشاكلها الكثيرة، لم تعد تستخدم الأقمار غير الفعالة في أيامنا هذه.
2.الأقمار الصناعية الفعالة: Active Satellites
وهذه الأقمار عبارة عن محطات تقوية ، تقوم باستقبال إشارة من محطات أرضية معينة وتكبرها ثم تعيد إرسالها باتجاه محطات أرضية أخرى، وفي هذه الأيام تستخدم هذه الأقمار لنقل الإشارات التلفزيونية بين دول العالم.
مدارات الأقمار الصناعية:
تخضع حركة الأقمار الصناعية حول الكرة الأرضية إلى قوانين كيبلر التي تحدد حركة الكواكب،وهذه القوانين تنص إنه كلما كان القمر واقعاً في مدار أعلى ، كلما تحرّك بسرعة أبطأ. وهكذا فان القمر)(الغير فعال) Echo 1 الذي كان في مدار منخفض نوعا ما ، فقد كان يسير بسرعة عالية حيث كان يدور حول الكرة الأرضية خلال مدة ساعتين .. وهكذا كان على هوائيات المحطات الأرضية أن تتابع حركة القمر الصناعي بسرعة وإلا فإنها تفقد أثره.
أما الأقمار التي تطير على ارتفاع 36000 كم فإنها تدور حول الكرة الأرضية خلال 23 ساعة و 56 دقيقة. وإذا كان القمر الصناعي فوق خط الاستواء فانه يتم دورة كاملة خلال فترة 24 ساعة .. ولهذا فهو يبدو إلى المراقب على سطح الأرض وكأنه ثابتا في الفضاء لأنه يدور متزامنا بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها.
إن معظم الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات تطير فوق خط الاستواء لأنها تعطي ميزة جيدة، حيث يمكن توجيه هوائيات المحطات الأرضية باستمرار إلى نفس النقطة في السماء. وهذه الأقمار تغطي أكثر مناطق العالم ازدحاماً بالسكان ، والتي تقع بين خط الاستواء وخط عرض 60.
ولتغذية الأجهزة الالكترونية لهذه الأقمار بالتيار الكهربائي ، فانه تستخدم الخلايا الشمسية التي تقوم بتحويل ضوء الشمس إلي تيار كهربائي.
مساوئ الأقمار الصناعية التي تطير على ارتفاعات عالية فوق خط الاستواء، تتمثل بالمسافة الكبيرة التي يجب تقطعها الإشارة ، وهذا يتطلب إشارة ذات طاقة عالية، بالإضافة إلى ذلك هناك التأخير الزمني الحاصل بين إرسال الإشارة وإعادة استقبالها مرة ثانية.
فالإشارة الكهرومغناطيسية كما هو معلوم تسير بسرعة 300000 كم في الثانية(3×10أس8 متر/ ثا)، وهناك تأخير قدره 120 ميلي ثانية .. وهو الزمن اللازم لقطع المسافة بين المحطة الأرضية والقمر الصناعي، وفي بعض الحالات يصل هذا الزمن حتى 1 ثانية إذا كانت المسافة المقطوعة كبيرة جداً.. مثلاً عند إجراء مكالمة هاتفية بين دولة لدولة أخرى بعيدة عبر الأقمار الصناعية فإننا نشعر بهذا التأخير الزمني.
من ناحية أخرى قام الإتحاد السوفيتي السابق بإطلاق سلسلة أقمار صناعية للاتصالات تحت اسم Molniya وهي تدور في مدارات إهليجية عالية حول الأرض كل 12 ساعة ، وعوضاً على أن يكون القمر في مسار استوائي ، فان مساره يميل بشكل زاوية الأوج فوق أراضي الإتحاد السوفيتي تلك ، وبذلك يقضي القمر الصناعي حوالي 8 ساعات فوق تلك الدولة.
تقنية الأقمار الصناعية:
يمكن توجيه هوائيات الأقمار الصناعية بدقة نحو سطح الأرض ، وذلك بجعل القمر الصناعي متوازياً في مداره، ويتم ذلك بجعل جسم القمر الصناعي يدور حول نفسه مرة كل ثانية ، وهذا يمكن من توجيهه دائماً باتجاه نقطة محددة (بشكل متوازي مع محور الأرض).
من ناحية أخرى تدور هوائيات القمر الصناعي بنفس السرعة ، ولكن باتجاه معاكس، وهذا يجعل الهوائيات باتجاه نقطة معينة ثابتة من سطح الأرض، أما ألواح الخلايا الشمسية فيجب أن تتوجه باستمرار نحو الشمس.
إن داخل القمر الصناعي يجب أن يكون ذو حرارة ثابتة، وذلك بسبب حساسية الأجهزة الالكترونية ، ولهذا تستخدم أجهزة خاصة للتبريد والتسخين ، كما يدهن الجسم الخارجي للقمر بمواد ماصة لحرارة الشمس. في العادة تحوى الأقمار الصناعية على هوائيات إرسال واستقبال منفصلة، وتكون هوائيات الإرسال بشكل صحون لتقوم بتوجيه الإشارات إلى منطقة محددة من سطح الأرض ، حيث تقوم المحطات الأرضية باستقبالها.
ويستطيع المهندسون توجيه هوائيات القمر الصناعي إلى أي نقطة ، وذلك بواسطة إرسال إشارات تحكم خاصة. كذلك يحوي القمر على أجهزة تضخيم الإشارة الملتقطة إلى بضعة عشرات الألف مليون من المرات ، من اجل إعادة إرسالها مرة ثانية إلى المحطات الأرضية ، ورغم أن القمر الصناعي يلتقط عدد كبير من الترددات المختلفة ، فانه لا يحدث تداخل في ما بينها ، بسبب استخدام الموجات الدقيقة Microwave ، والتي لا تتأثر بالطبقات المتأنية في الغلاف الجوي التي تعكس الإشارات الأخرى. في معظم الأقمار الصناعية يبلغ تردد الإشارة الملتقطة 6 ميجاهرتز وتردد الإشارة المرسلة 4 جيجاهيرتز ، وفي بعض الأنواع تبلغ 7 و8 جيجاهيرتز أو 11 و 14 جيجاهيرتز على التوالي. يتم تغذية الأجهزة الالكترونية في هذه الأقمار بواسطة الطاقة الشمسية حيث تقوم خلايا شمسية بتحويلها إلى تيار كهربائي.
المحطات الأرضية:
يزداد عدد المحطات الأرضية بسرعة ، ومعظم هذه المحطات مزودة بهوائي على شكل صحن يصل قطره إلى 30 متر ، وهذا الهوائي يمكن تحريكه في كافة الاتجاهات . تعمل معظم المحطات الأرضية على إرسال واستقبال الإشارات اللاسلكية التي تحمل المكالمات الهاتفية والقنوات التلفزيونية.
الاستخدامات:
برغم أن معظم الناس يعتقدون أن الأقمار الصناعية تستخدم فقط لنقل الصور التلفزيونية عن الاحتفالات العالمية ومباريات كرة القدم ، فإنها في الواقع تستخدم أيضا لنقل المكالمات الهاتفية وإشارات التلكس و الكمبيوتر……الخ. تتميز الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بأنها تتم بسرعة وبأمان ودون الحاجة إلى مد كابلات عبر المحيطات والصحارى. وكثير من المدن الإفريقية والهندية ـ الموجودة عبر الصحارى والبراري ـ تتصل مع العالم الخارجي بواسطة القمار الصناعية . والآن تم استخدام البث المباشر من الأقمار الصناعية إلى هوائيات خاصة في المنازل ،حيث يمكننا التقاط إي إشارة من القمر.
 وتنقسم الأقمار الصناعية حسب استخداماتها إلى:
1- أقمار الاتصالات والتي تستخدم في نقل المعلومات.
2- أقمار البث الفضائي والتي تستخدم في بث القنوات التليفزيونية والإذاعية.
3- أقمار الأرصاد والتي تقوم بجمع المعلومات عن الغلاف الجوى وتنبؤات الجو.
4- الأقمار العسكرية وأقمار التجسس والتي تستخدم في أغراض أمنية دفاعية.
5- الأقمار العلمية والتي تستخدم في التجارب العلمية المختلفة..
 تشريح القمر الصناعي :
بتشريح القمر الصناعي عموماً نجده عبارة عن جهاز أو عدة أجهزة مجموعة في بنية آلية فائقة التعقيد ، فجميع أنواع الأقمار تمتلك العديد من الأنظمة العاملة معاً بتزامن وتناغم محكم ،بحيث تشكل نظاماً متكاملاً يحقق مختلف المهام الموكلة إليه .
-الناقل والمستقبل Transmitter/Receiver
جزء من منظومة الاتصالات الاحتياطية ، تعمل عندما يحتاج القمر الى إرسال صورة الى الأرض ،حيث يقوم الناقل بتحويل بيانات الصورة إلى إشارة كهرومغناطيسية يمكن إرسالها الى الأرض .
وعندما يقوم المهندسون بإرسال أوامر الى القمر ليقوم بعمل ما( تبعا لنوع مهمات القمر) يقوم المستقبل في القمر بالتقاط الإشارة واستقبالها وتحويلها الى رسالة ( لغة ) يفهمها الحاسب الملاح Flight Computer داخل القمر الصناعي .
-البطارية Battery
جزء من النظام الاحتياطي للطاقة ، حيث تقوم بتخزين القدرة الكهربائية التي تنتج من نظام الطاقة الشمسية ، وهذه البطارية تستخدم البطارية لتغذية مختلف المعدات الالكترونية التي تعمل في القمر الصناعي .
-نظام الطاقة الشمسية Solar Arrays
يتكون من صفائح واسعة على شكل أجنحة تشكل بناء مكون من آلاف الخلايا الشمسية ،تقوم كل منها باستغلال الأشعة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لعمل الأنظمة المختلفة في القمر ، حيث تتصل جميع تلك الخلايا الشمسية مع بعضها البعض ومع تركيبات النظام للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة لعمل الأجهزة من جهة ،ولإعادة شحن البطاريات الكهربائية الخاصة بالقمر من جهة أخرى .
-هيكل الباص أو الحافلة Bus Structure
يعتبر الهيكل الذي يقوم بضمان نقل وسلامة موجودات وحمولة القمر جزء هام وأساسي من منظومة القمر الصناعي ، حيث يقوم بناء هذا الهيكل على الدقة العالية في الهندسة والتصميم ، فمواد هذا الهيكل تجمع مابين المتانة العالية والوزن النوعي المنخفض حيث تقوم المعركة الهندسية بين القدرة على حمل الأوزان وتحمل الإجهادات المختلفة التي يتعرض لها القمر خلال رحلته من جهة ، وتقليل الاستهلاك الوقودي من خلال تقليل الوزن قدر الإمكان ، لتأمين أكبر زمن وقدرة كافية لحركة القمر خلال أداء مهمته في المدار الخاص به .
وبالنتيجة تعتبر المواد : الألمنيوم ( خفة الوزن ) والتيتانيوم ( قساوة ومتانة عاليتين ) والكرافيت ( صلادة ) ، هي أكثر المواد استخداما في صناعة هيكل الحافلة في القمر الصناعي  .
-الهوائي ذو الربح العالي High Gain Antenna
جزء من منظومة الاتصالات الاحتياطية التي تستخدم لإرسال الكميات الهائلة من البيانات بسرعة كبيرة بين الأرض والقمر الصناعي .
-الهوائي أومني Omni Antennas
جزء من منظومة الاتصالات الاحتياطية ، تستخدم لنقل وتبادل الرسائل بين القمر والتحكم الأرضي في المحطة الأرضية الخاصة بالقمر .
-الكاميرا الرقمية Digital Camera
توجد الكاميرات الرقمية في أقمار الاستشعار عن بعد ، وهي جزء من نظام الحمولة الاحتياطي ، وتستخدم لتسجيل الصور الدقيقة لسطح الأرض .
-الحاسب الملاح Flight Computer
يعتبر هذا الكمبيوتر جزء من منظومة القيادة وإدارة البيانات الاحتياطية ، التي تشكل دماغ القمر الصناعي الذي يتحكم بفعاليات القمر المختلفة .
-معالج الــ الدخل / الخرج I/O Processor
جزء من نظام القيادة وإدارة البيانات الاحتياطي ، الذي يتحكم بحركة البيانات من والى الكمبيوتر المركزي في القمر .
-عجلات التوجيه Reaction Wheels
جزء من منظومة التحكم والتوجيه الاحتياطية في القمر الصناعي ، تتكون من عجلات ثقيلة تدور مغزليا باتجاهات مختلفة ، يتولد نتيجة لتلك الحركة عزم دوراني يسبب حركة القمر الصناعي وانتقاله الى الوضعية المطلوبة .
اتصالات الأقمار الصناعية .. نظرة تقنية :

القمر الصناعي Satellite هو عبارة عن جهاز يدور حول الأرض في مدارات معينة ، لتقديم خدمات مختلفة ، مثل الاتصالات ، الاستشعار عن بعد ، تحديد المواقع ، الاستخدامات العسكرية ، و غيرها.
بدأت تقنية اتصالات الأقمار الصناعية عندما نجح الروس بعد الحرب العالمية الثانية بإطلاق قمر Sputnik 1 عام ١٩٥٧ م
في هذه المقالة سأوضح كيفية الاتصال مع القمر الصناعي ، و ما هي الأدوات و التقنيات التي تستخدم في هذه العملية بشكل مجمل دول الدخول في تفاصيل تقنية ..
نظام الاتصال الفضائي:
يتكون نظام الاتصال الفضائي من ثلاث وحدات ، محطة البث الأرضي Earth Station ، و القمر الصناعي Satellite ، و هوائيات الاستقبال Antennas .

محطة البث الأرضي : Earth Station
تقوم محطة البث الأرضي بتوليد موجات كهرومغناطيسية بتردد معين و ترسل تلك الموجات للقمر ، و يقوم القمر بدوره بتقوية تلك الموجات ثم إعادة بثها للأرض من جديد ، الهدف من هذه العملية إيصال الإرسال لمناطق بعيدة جدا عن مكان المحطة الأرضية ،، تقوم هوائيات الاستقبال بالتقاط الموجات ثم تحولها إلى بيانات تقرأ ..
محطة البث من الممكن أن تكون مركز مخصص للإرسال مثل محطات بث القنوات الفضائية ، و ممكن كذلك أن تكون عبارة عن جهاز صغير مثل المستخدم في أجهزة تحديد المواقع GPS، فكلمة محطة لا تعني بالضرورة مبنى ، إنما مصدر الإرسال.

للأقمار الصناعية تقاسيم عدة ، فمن الممكن أن تقسم حسب طبيعة الإستخدام ( عسكري ، اتصالات ، الخ ( و من الممكن أن تقسم حسب ارتفاعها عن الأرض إلى ثلاثة أقسام :

١- أقمار ارتفاعها أكثر من ٣٥٠٠٠ كيلو متر و تسمى Geostationary Earth Orbit و اختصارا تسمى GEO))

٢- أقمار ارتفاعها بين ٨٠٠٠ إلى ١٨٠٠٠ كيلو متر و تسمى Medium Earth Orbit – MEO) .)

٣- أقمار ارتفاعها بين ٥٠٠ – ١٥٠٠ كيلو متر و تسمى Low Earth Orbit (LEO) .
كل واحد منها لها ايجابيات و سلبيات ، و كذلك تغطية و استخدامات تختلف عن الآخر . نظراً لوجود طبقة الآينوسفير في الغلاف الجوي و التي تسبب بعكس الموجات الكهرومغناطيسية الأقل من ٣٠ ميجاهرتز ، لذا فإن اتصالات القمر الصناعي جميعها تتم بترددات تبدأ من ١ جيجاهيرتز ، النطاق الرسمي المستخدم هو ما يعرف بنطاق سي  C Band و الذي له التردد من ٤ – ٨ جيجا هرتز ..

استخدامات الأقمار الصناعية:
للأقمار الصناعية كما أسلفنا استخدامات كثيرة ، فمن الممكن أن تستخدم للبث التلفزيوني ، للاتصالات الهاتفية ، لتحديد المواقع ، لتصوير الأرض (جوجل أيرث) ، و لربط أكثر من موقع ببعضها البعض ( أجهزة الصراف الآلي للبنوك ) و غيرها
ـ لربط موقعين ببعض
ـ لربط أكثر من موقع ببعض
من الممكن أن تتصل أكثر من محطة أرضية واحدة بقمر صناعي واحد في نفس الوقت ، و في هذه الحالة يخصص لكل منها زمن معين للإرسال،
أما في حال البث من القمر الصناعي فإنه يبث لجميع المحطات الأرضية في نفس الوقت ، و كل محطة ينبغي لها معرفة الوقت المخصص لها للاستقبال.

عوائق الاتصال بالقمر الصناعي:
هي نفس عوائق الاتصالات اللاسلكية عموما من تشويش و حرارة و العوامل الجوية بأنواعها ، لكن يضاف لها طبقة الآيونوسفير ، و كذلك زاوية هوائي المحطة الأرضية .
نماذج من البرامج الفضائية في المنطقة العربية :ـــ
البرامج الفضائية للمملكة العربية السعودية:
تمكن مجموعة من الخبراء السعوديون من إطلاق ستة أقمار، ووضعها في مداراتها بنجاح، وذلك بواسطة الصاروخ الروسي الأوكراني (دنبر) في عام 2004، من قاعدة بايكونور بكازاخستان.وتمتلك المملكة العربية السعودية حالياً 12 قمراً صناعياً في الفضاء. ففي 26 سبتمبر 2000، أُطلق القمران (سعودي سات-1أ)، والقمر الصناعي (سعودي سات–1ب)، ثم تبعهما في 20 ديسمبر 2002، القمر الصناعي (سعودي سات-1ج). وفى 29 يونيه 2004، أطلقت ثلاثة أقمار وهى (سعودي سات-2أ)، بالإضافة إلى قمرين ضمن منظومة (سعودي كم سات).الدفعة الجديدة من هذه الأقمار ضمت أول قمر صناعي للاستشعار عن بُعد،هو القمر (سعودي سات- 3)، بالإضافة إلى خمسة أقمار أخرى، أصغر حجماً، ومخصصة لنقل البيانات والاتصالات، وهى من نوع (كم سات).إن وجود مثل هذا العدد من الأقمار الصناعية السعودية في الفضاء يؤهل المملكة العربية السعودية لأن تكون من ضمن الدول التي تمتلك التقنية المتقدمة عالمياً، وتؤهلها لأن تتدخل في عصر المعلوماتية، وعصر تبادل ونقل البيانات والاتصالات بكفاءة عالية، ولتحقق نوعاً من الاستقلال الخاص ضمن منظومتها المتطورة من الأقمار الفضائية المخصصة لتطوير قطاع الاتصالات وأبحاث الاستشعار عن بُعد في المملكة العربية السعودية.
البرامج الفضائية لمصر:
 القمر إيجيبت سات، تلاه قمر صناعي ثاني، إيجيبت سات2، بعد خمس سنوات، ثم يتلوه ثالث عام 2017، لتتخطى مصر عقبة مهمة من عقبات البحث العلمي والتقدم التقني، وتندرج ضمن الدول صاحبة برامج الفضاء بحثاً وتصنيعاً وإطلاقاً، وليس مجرد شراء التكنولوجيا بنظام تسليم المفتاح، وتدور مباحثات مع الصين بشأن تصنيع إيجيبت سات2.
الخطوة القادمة هي إنشاء وكالة الفضاء المصرية، حيث إن مقوماتها موجودة، فوجودها سوف ينسق ويدفع العمل للأمام، ويحافظ على المستوى الفني، كما أن عدم إنشاء وكالة الفضاء المستقلة فوراً، سوف يفقد مصر خيرات شباب تجاوزوا المائة في تخصصات دقيقة مكلفة، علماً بأن تكلفة القمر بلغت ستة ملايين دولار، فيما بلغت تكلفة البرنامج الفضائي المصري ككل 21 مليون دولار. القمر إيجيبت سات 1 يدور حول الكرة الأرضية مرة كل 90 دقيقة، منها أربع مرات يومياً فوق محطات الاتصال الأرضية المصرية، ويصور في كل مرة شريطاً مساحته 46 كم، ليصور مصر كلها بمعدل كل 70 يوماً، ويوفر هذا القمر مبالغ ضخمة كنا ندفعها للأقمار الأجنبية مثل قمر “سبوت” الفرنسي، و”لاندسات” الأمريكي، مقابل شراء صور للأراضي والموارد المصرية تفيد رجال التخطيط والمساحة والزراعيين في عملهم.
البرامج الفضائية للجزائر :
أنشئ المركز الوطني للتقنيات الفضائية، في مدينة أرزيو بوهران، ليكون المسؤول عن إعداد البرنامج لمختلف الحاجات الخاصة بالمستخدمين الوطنيين، من طريق تطوير الموارد المائية ـ الفلاحة ـ الاتصالات، كما يعتبر هذا المركز هو الأداة التنفيذية للوكالة الفضائية الجزائرية.
تهدف الوكالة الفضائية الجزائرية إلى الآتي:
(1) تصميم إطلاق القمر الصناعي الجزائري (ال سات-1) وانجازه، بالتعاون مع المركز الفضائي البريطاني (ساري)، في عام 2002.
(2) تطوير المشاريع التطبيقية حول مختلف الحاجات الوطنية.
(3) تكوين قدرات علمية ذات مستوى عالٍ وتجنيدها حول التقنية التطبيقية للبرنامج الفضائي.
(4) تطوير التعاون الدولي.
بالتعاون مع فرنسا تم إطلاق (ال سات-2)، في تموز 2010.
البرامج الفضائية لإسرائيل :
ولا أحد يمكن أن يتجاهل التفوق التقني والترسانة العسكرية للكيان الصهيوني ، بالمقارنة مع العالم العربي. وعلى الرغم من تعهد الدول الغربية بدعم إسرائيل وحمايتها، إلا أن مثل هذه العهود والمواثيق لم تثن إسرائيل عن طموحاتها الذاتية للتربع على كرسي الريادة في أكثر المجالات، تقنية كانت أو عسكرية، ولم يكن الفضاء بمنأى عن ذلك التفوق، حيث بدأ البرنامج الفضائي الإسرائيلي، عام 1959، وأنشئت اللجنة القومية لأبحاث الفضاء، وتلا ذلك إنشاء مركز بحوث الفضاء ، بمعنى أنَّ إسرائيل فكّرت ببرنامجها الفضائي في هذه المنطقة من العالم العربي قبل جميع دول المنطقة التي سبقتها وجودا، وهي لمّا تزل قلقة الوجود السياسي كدولة وكحكومة وكشعب ، عمرها بفلسطين السليبة (11 سنه فقط) من ولادتها عام 1948ـ 1959!!!..
والعراق !!! وطن الحضارات الضاربة الجذور بعمق (< 8000 سنة) ، وحكومة عراقية ـ عراقية منذ 1924، وهي لم تحسم المسير في هذا الركب العلمي، الذي سارت فوق أمواجه شقيقات العراق .. مخرن عباب بحار الفضاء الخارجي بأقمارهن الصناعية، والعراق ما زال يستجدي من نايل سات وعرب سات خدماته الفضائية ، العراق العريق .. العراق البترول .. العراق العقول المهاجرة.. العراق العقول العائدة !!!
……………………((باقتباس من مصادر بحثية معتمدة عديدة))

*رئيس مهندسين أقدم في وزارة النقل العراقية

أحدث المقالات