ليس هناك من أي شك بأن مشروع خميني”المکروه والمرفوض إسلاميا” يعتمد على نظرية ولاية الفقيه التي تعتبر بنظر أغلب الاوساط و المراجع الدينية بمثابة نظرية غير موثقة و غير متفق عليها بالاضافة الى الاختلافات الکثيرة بشأنها، فإنها وفي خطها العام نظرية إستبدادية تقوم على أساس القمع والقتل والاقصاء والتعذيب، هذه النظرية إتخذ منها نظام الجمهورية الاسلامية مشروعا سياسيا ـ فکريا له من أجل بسط نفوذه وهيمنته على العالمين العربي والاسلامي.
مشروع خميني، بدأ رجال الدين المتشددون بتطبيقه بالاعتماد على رکنين اساسيين هما:
ـ قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته وإقصاء کل التيارات والاطراف السياسية الايرانية المختلفة.
ـ تصدير التطرف الديني والارهاب لدول المنطقة والتدخل المفرط في شٶونها.
مراجعة سريعة لما قام به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال ال40 عاما الماضية، من أجل تطبيق هذا المشروع المشبوه، تبين بکل وضوح قيام هذا النظام بإلحاق أضرارا روحية ومادية إستثنائية بالشعب الايراني بصورة خاصة وشعوب المنطقة بصورة عامة وکان أسوء مافيه تسببه في إندلاع مواجهات طائفية دموية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وإحداث بلبلة في السعودية والبحرين والکويت، وقد کان واضحا من إن طهران قد جعلت من نفوذها وهيمنتها على دول المنطقة ورقة ضغط ومساومة في يدها تلعب بها وقتما وکيفما تشاء، وهذا مايتوضح دائما من خلال التصريحات التي يتم إطلاقها من جانب قادة النظام.
الواضح إن النظام الايراني قد جعل من نفوذه في المنطقة جسرا وممرا استراتيجيا من أجل تحقيق أهدافه و غاياته المبيتة من وراء هذا المشروع المشبوه جملة وتفصيلا وهو لم يکترث او يهتم مطلقا للأضرار الجسيمة التي ألحقته وتلحقه بالبناء الديموغرافي لشعوب المنطقة من خلال مساع بالغة الخبث للعبث بهذا البناء وهو أمر سبق وإن سعت من أجله في المغرب والسودان ومصر وتونس وتم فضح مخططاتها المشبوهة وقطع العلاقات معها او طرد دبلوماسييها وإغلاق ممثلياتها الثقافية التي هي مجرد أوکار للتجسس والتخريب ضد بلدان العالمين العربي والاسلامي کما قد أوضحت المقاومة الايرانية لمرات عديدة من خلال تقاريرها وبياناتها وطالبت بإغلاق سفارات وممثليات النظام بإعتبارها أوکار للتجسس والتخريب والنشاطات الارهابية المخابراتية التي تلحق الاضرار بأمن وإستقرار البلدان.
مواجهة مشروع خميني، والذي هو مشروع الشٶم والبٶس والظلام، ضرورة ملحة لأنه ومنذ اليوم الاول الذي دخل فيه العراق فإنه جلب معه کل أنواع المصائب والمآسي والويلات، وإنه وکلما ترسخ هذا المشروع وتوفرت له الاجواء لتنفيذه في العراق فإن ذلك يعني مضاعفة الاوضاع سوءا وبٶسا وسقما وإنه يجب إعتبار الذين يستميتون من أجل تطبيقه في العراق بمثابة أعداء للعراق والشعب العراقي لأنهم يدفعون بالعراق نحو الظلام والفقر والدمار!