23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

مشروع الشباب الواعد ومضة أمل في الاعتدال والوسطية

مشروع الشباب الواعد ومضة أمل في الاعتدال والوسطية

 

لا تزال جموع الزائرين المتوجهين لزيارة الامام الحسين – عليه السلام –
متواصلة في مسيرة باتجاه قبلة الروح والفكر والعقيدة كرلاء المقدسة ، ومع
كل تلك الظروف التي تحيط بالعراقيين من عوز وفاقه نرى ظاهرة انسانية
غريبة وقف العقل عاجزا عن تفسيرها ، وهي البذل والكرم العراقي على طول
الطريق الذي يمتد لمئات الكيلومترات ، والمحير في هذا الامر ان من يبذل
هو الغني والفقير، المؤمن والمسيء، الصغير والكبير، الرجال والنساء،
الشباب والاشبال، وكانها تجارة مادية مع الاخرين .
ومع كل هذه الصور الانسانية لفت انتباهي صورة اكثر من رائعة وهي مواكب
تدعى” مشروع الشباب المسلم الواعد” الذي يديره مجموعة من الشباب المثقف،
ومع موائد الطعام والشراب رايتهم يبذلون موائد الفكر والعلم للزائرين،
فيوزعون الخطابات التوعوية وينشرون الكتب الثقافية والعقائدية في منظر
بهيج، وعندما سالت احدهم عن تلك الكتب والخطابات قال لي عبارة استوقفتني
كثيرا ” كلما قرأ الزائر كتابا او خطابا فان عقله سينفتح ويتجرد من
خلالها من الشوائب الفكرية التي تحرفه عن الحقيقة” وتابع هذا الشاب ”
اننا نبذل للزائر مع الطعام والشراب مائدة من الفكر تحصنه من الانحراف
وتجعله مؤمن قوي يحبه الله” .
هذا النهج وهذا الفكر وهذه الثقافة التي ابهرتني فعلا علمت ان هؤلاء
الشباب الواعد استقوها من خطابات ودروس المحقق الاستاذ الصرخي الذي يدعو
الى التوعية الفكرية وسلوك المنهج الوسطي المعتدل حين يقول ” نحن ننتهج
منهج الوسطية والاعتدال، وليس عندنا مصلحة طائفية او سياسية او شخصية او
قبلية” .
اذن بهذا الفكر وبهؤلاء الشباب ترتقي الامة وتصبح امة متبوعة لا تابعة
يقودها مثقفوها وشبابها الواعد.