أخذ بيان المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني اهتماماً واسعاً في الأروقة الإعلامية, حيث كشف في جواب له حول التحولات الأخيرة في التظاهرات وما حصل أمام المنطقة الخضراء وداخل مجلس النواب قائلا((ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.
ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت إيران في تحقيق غايتها إلى حدٍّ كبير)) وهذا تحليل دقيق جداً حيث إننا نعلم جيداً أن أول المتضررين من تظاهرات العراقيين هي إيران, ولا ننسى تلك الهتافات التي كان قد خرج بها المتظاهرون “إيران بره بره بغداد تبقى حرة” وتطالب بمحاكمة الحليف والعميل الرئيسي لإيران نوري المالكي, وكردة فعل تجاه تحركات إيران وتدخلاتها في المنطقة تحركت المملكة العربية السعودية سياسياً باتجاه العراق وكأمر طبيعي للنظم الدولية فالسعودية وجدت في التيار الصدري خير منفذ للتدخل في العراق فالصدريون يحاولون التملص من المخالب الإيرانية والارتماء في الحضن السعودي لاعتبارات منها التقلبات الدولية وضعف إيران أمام المحور الغربي وما تدفعه السعودية في قبال ما تقدمه إيران من دعم لنوري المالكي غريمهم الأساسي. كل ذلك حدا بالصدريين . للانقلاب مع المحور السعودي. في الواقع أن إنشاء علاقات مع الدول العربية ليس امرأ سلبياً لكن مع ما تعودناه من الكتل السياسية وتبعيتها فإن دورها لا يخرج عن أنها ستقوم بتمرير مشاريع الدول التي تحالفها فالدول تعمل وفق مصالحها وكتلنا السياسية تعمل لصالح تلك الدول لسبب بسيط هو ضعف الدولة وضعف قوانينها وتصارع الكتل السياسية على المناصب واستخدام التبعية والعمالة للوصل الى الغاية. وعلى هذا فالنتيجة أن التظاهرات حين ركبها السياسيون من زعماء الكتل الدينية والبرلمانيون في اعتصاماتهم فستؤول الأوضاع في البلد إلى ما لا يحمد عقباه فهذه الجماهير التي خرجت عفوياً بتظاهرات بريئة سينتهي المطاف بها إلى أن يتحول الأمر إلى صراع مليشياوي .. وفي الواقع أن المرجع العربي الصرخي الحسني حين طرح مشروع الخلاص بحل الحكومة والبرلمان وإقامة حكومة إنقاذ مدنية فأنه أخذ بالحسبان معالجة تلك الحالة المأساوية التي أدت إلى تمزيق العراق.