الكثير من الأحياء الموتى يتحركون يتحدثون يأكلون يشربون يضحكون لكنهم موتى.. يمارسون الحياة بلا حياة، إنهم كالأواني الفارغة التي لا تحدث إلا ضجيجاً ولا تسمن ولا تغني من جوع ، وليس لها موقف يذكر يعالج قضايا الأوطان والشعوب التي توالت عليها الخطوب كقطع الليل المظلم، مثل هؤلاء حبيسي الذات والأنا وأسرى من صنعهم وسلَّطهم على الرقاب من قوى الشر والظلام وعلى رأسها مصدر الشرور إيران الحالمة بإمبراطوريتها الهالكة….في المقابل نجد المصلحين العباقرة الذين غيروا مسيرة الحياة، وأحيوا إرادة الشعوب، وأيقضوا ضميرها الذي خدَّره أفيون مراجع الكهنوت، عباقرة أشعلت جذوة التحرر من قبضة الدين الأفيوني في قلوب شعوبها فقلبت السحر على الساحر فكان حقاً على التأريخ أن يكتب عنهم بحروف من نور لأنهم عاشوا من أجل سعادة البشرية…لقد كان لبيانات وخطابات ورؤى وقراءة وتشخيص حلول ومبادرات ومشاريع ومواقف المرجع العراقي العربي الصرخي الأثر البالغ في عقول المفكرين والمُحللين والنخب الثقافية والوطنية والعربية والشعوب وخاصة الشعب العراقي، والتي منها ما عبر فيها عن كشفه وفضحه للمشروع الإمبراطوري الإيراني القائم على أساس خراب البلدان واستعباد الشعوب، ووقف ضد المد الصفوي ووضع إستراتيجية شاملة متكاملة ناجعة لمواجهته، ومن مصاديق تأثر الشارع العراقي بما صدر ويصدر من المرجع العراقي هي التظاهرات وخاصة تلك التي انطلقت قبل أكثر من ثمانية أشهر،حيث كانت خطاباته التي وجهها للمتظاهرين الدور الرئيسي في صياغة حركة التظاهرات وبلورت مطالبها التي ارتفعت إلى سقف التغيير الجذري لكل الموجودين وتشكيل حكومة مدنية عادلة ينعم فيها جميع العراقيين والمطالبة بخروج إيران والذي تجلى بشعار (إيران بره بره بغداد تبقى حره) الذي صدحت بها حناجر الشرفاء فكانت تلك المطالب ترجمانياً حقيقياً للإستجابة السريعة لما صدر من السيد في بياناته ومنها بيانه تحت عنوان “من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني” والذي كان مما جاء فيه (( لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها إيران بأن أيَّ محاولةٍ للإنتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وإرجاع الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وإفرازاتها الفاسدة المُفسِدة…))، وكذلك بنود مشروع خلاص الذي أكد فيه على أخراج إيران من اللعبة العراقية، كما جاء في البند العاشر منه: ((10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح.))، فضلاً عن حضوره الميداني في سوح التظاهر كناشط ومتظاهر مما أعطى زخماً قوياً للشعب المنتفض بالرغم من محاولات ركوب الموج وسياسة التغرير والتخدير التي انتهجتها المرجعية الكهنوتية والحكومة والممارسات القمعية وحالات الإعتقال والخطف والإبتزاز التي تعرض لها المتظاهرون على يد أدوات إيران …الحضور الفعال والتأثير الكبير الذي أحدثه المرجع العراقي في الساحة العراقية والعربية كان ولا يزال مصدر قلق وإرباك لإيران ومشروعها التوسعي بل أقض مضاجعها، فعملت بكل الوسائل على قمع هذا الصوت الوطني العروبي الإنساني ولعل ما حدث في مجزرة كربلاء هو من أبشع صور القمع والأجرام التي مورست بحق الصرخي وأتباعه، لكن هذا لم يوقف الحملة العدائية التي تشنها إيران على المرجع الصرخي ففي خطاب لولي المليشيات والأحزاب الإرهابية الخامنئي تطاول على المرجع العربي وأتباعه عازياً هو والقنوات الطائفية التابعة لهم أسباب التحرك الجماهيري الرافض للوجود الإيراني في العراق ولمنظومة الفساد والمفسدين الخاضعين لإرادة إيران عازياً كل ذلك بسبب منهج المرجع الصرخي وخطاباته ومواقفه الرافضة لإيران وهو لعمري وسام للصرخي وأتباعه واعتراف من أعدائه أعداء العراق والعرب والإنسانية بحضوره وقوة تأثيره في المشهد العراقي على المستوى الجماهيري وغيره، بل وحتى العربي، ومهما تغطرست إيران وأذنابها فإن صوت الوطن والوطنيين هو الذي يعلو وصوت العروبة والإنسانية سيزلزل عروش الولي اللافقيه في إيران وسيطيح بعروش مراجعها الكهنوتية وأدواتها المليشياوية والسياسية.