الأمل للأقوياء، للذين لا تكسرهم الحياة ولن تنال منهم ابدآ، للأبطال الذين لا يستسلمون لعواصف اﻹحباط والفشل، لأصحاب النفوس الكبيرة و الطيبةالذين يملؤون المكان بهجة أينما حلو.
عندما نقول “الأمل” تشيع الطمأنينة في النفوس والثقة بأن غدآ هو اﻵجمل. طوبى لمن غرس تلك البذرة في تربة عانت لعقود من اﻷهمال مما أدى إلى تصحرها.
أن “بذرة اﻷمل” أنما هي شريحة الشباب في المجتمع، لكن المتتبع لاحوال هذه الفئة العمرية على مر السنين الماضية، يجد أنها تعرضت لﻹستهداف المنتظم من قبل النظام المقبور أما بأفتعال حروب رعناء لا طائل من ورائها سوى حصد أرواح الشباب، أو خلق ظروف اجتماعية واقتصادية خانقة “الحصار اﻷقتصادي” ما أدى إلى تكوين بيئة طاردة للشباب وقاتلة لطموحهم ، تسببت بهجرة أعداد كبيرة منهم الى دول العالم، أذ تلقفتهم تلك الدول لﻹستفادة من طاقاتهم الخلاقه، وعقليتهم المبدعة اذ لا تخلو مستشفى أو مؤسسة في دول الغرب من وجه عراقي، أو اسم سومري لامع، أن دل على شئ انما يدل على أن العقلية العراقية عبقرية المزاج، ولا ينقصها سوى تهيئة اﻷرضية المناسبة لها.
أسفا نقول لم يشهد قطاع الشباب أي أهتمام يذكر من الحكومات السابقة بمتطلباته أو على أقل تقدير توفير وظيفة لاختصاص شهادته التي قضى سنينه الاولى في دراستها. والتي يحقق من خلالها ذاته ويخدم مجتمعه.أدى هذا اﻷهمال وسوء اﻷدارة الى تخرج طوابير طويلة من الشباب العاطلة عن العمل، أضافه إلى انتشار المحسوبية والمحاصصة في فرص التعيين، جعله قد يكون أمرآ مستحيلا لبعض الشباب المبدعة، وهذا يعني خسارة للبلد لمثل هكذا طاقات مهدورة.أن غياب الرؤية الوطنية الحقيقة هي السبب في التخبط، وسوء توظيف الطاقة الشابة . كذلك اﻷستمرار بهكذا سياسات غير مدروسة قد تكون عواقبها جسيمة في نهاية المطاف .
أن اﻷمر لا يخلو من بصيص “أمل ” من هنا جاءت مبادرة سماحه السيد عمار الحكيم لتأسيس “تجمع اﻷمل ” وهو يهتم بالشباب العراقي بكل أطيافه سواء كان سنيأ او شيعيا، كرديا، مسيحيا، لان الشباب شعلة والابداع وقودها وهنا يجب توظيفها بأفضل صورة أينما وجدت، وهنا يكمن نجاح هذا المشروع الحضاري، أذ أنه ليس حكرآ على طائفة كما قد يعتقد البعض، وليس له طابع حزبي ينفره الجمهور، ﻷن الناس وبكل بساطة فقدت الثقة بالاحزاب السياسية بعدما عانت من الاخفاقات المتكررة والاحباطات من المشهد السياسي.
هنا كانت مبادرة سماحته بتكوين تجمع يعنى بالشباب المثقف الواعي المنتج “النخبة” وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل وفق معايير دقيقة، منها التعليم الجامعي، الكاريزما القياديةوامكانية الحوار واﻷقناع.
أن التفكير بمثل هكذا مشروع ناهض في هذه الفتره التي سادت بها نبرة ” اﻷنا” بين الساسة العراقيين، إنما يعبر عن رؤيه مستقبلية لعراق الغد ولروح سماحته المحبة للعراق وشبابه.
جعله شغله الشاغل في محاولة على الطريق الصحيح لبناء المنظومة الشابة وفق احدث اﻷساليب التنظيمية والقيادية، ولخلق جيل من القادة الشباب يتولى شغل المناصب المهمة في الدولة في المستقبل.
ان الفخر كل الفخر لمن زرع بذرة “اﻷمل” من جديد في مجتمع انهكه القتل والدمار والاهمال ﻷن بذرة الامل لم تأتي من فراغ، ولم تولد من العدم، بل هي قيمة إيمانية عميقة، الا وهي التوكل على الله.
اذ بدأ سماحته بغرس هذه البذرة وسيجني ثمارها المباركة بأذن الله في الدنيا واﻷخره ” وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” .