18 ديسمبر، 2024 6:43 م

مشروع إنقاذ وطني

مشروع إنقاذ وطني

يتقلب على الجمر بإنتظار البرد، ويتعلل بالصبر لعله ينال مايتمنى بعد طول إنتظار. هذا هو شعب الرافدين، صانع ملاحم العذاب والمعاناة، والتضحيات المرة، ومن زمن الى زمن يأمل بالتغيير، وقدوم الفرصة الحقيقية التي يتحقق له معها مايريد على قاعدة : الشعب يريد.
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
بعد كل ذلك الصبر، ومرور السنين العجاف في مواجهة الفساد والضياع والتخريب السياسي، وتجاهل معاناة الناس وأحلامهم، ووأد أمنياتهم التي نحرت على مذابح الإنتظار، وبعد تجريب المجربين، وتحمل حماقات السياسيين، وصلافة الفاسدين والجشعين وذوي الأطماع والمارقين عن كل قيد وقانون وذمة وشرف، وماقدمته أحزاب وجهات ومشاريع لم يجن الشعب منها سوى الزيف وإنتظار مالايأتي، وبعيدا عن تحالفات، الإنتهازيين وأصحاب المشاريع الوهمية والحيل والأكاذيب والتضليل والوعود الزائفة هانحن ننتظر بزوغ مشروع وطني قادم وبقوة ليكون في مقدمة ركب التغيير والإصلاح، تطبعه الإستقلالية الكاملة دون إنحياز لطيف ما، أو فكر بعينه، يحتوي الجميع، ويفتح لهم الأبواب نحو دور فاعل وحقيقي، يعمل بحكمة وروية وصمت، يقوده رجال آمنوا بالوطن، وأحبوه، وفهموا عذابات مواطنيهم، ويرغبون بإصلاح مافسد، بعيدا عن الأطماع والرغبات والمصالح الخاصة التي دار بفلكها الشعب سنين طوال، ولم يحصل على شيء، وكان مطلوبا منه أن ينتخب، ويضحي، ويموت، ثم لاينال شيئا سوى الوعود التي لاتتحقق.
هانحن نشرع بمرحلة جديدة مع مشروع سياسي وطني عابر لكل أشكال التفريق بين المواطنين ، يضم تحت جناحيه الطوائف والقوميات والمدن البعيدة والقريبة، وأطيافا من الطامحين والحالمين بوطن بعيد عن المحاصصة، قريب من أحلام الناس، يشرع في البناء والإعمار، لايتحالف مع احد سوى الشعب، ومايريده ويبتغيه ويأمل فيه، شعاره التضحية والعطاء، وليس الرغبة في مكاسب ستزول.
قريبا سيكون لنا وطن كما نتمناه.