الحقوق لا تضيع بل تتجذر وتتأصل والمطاليب لا تحرق بل تتقد وتتوسع والسلمية السلاح الذي لا يهزم وهو الذي افزعهم وجعلهم يتخبطون بما يمتلكون من سلاح وجريمة وإرهاب . السلمية السلاح الذي أنتصر المعتصمون به لحد الآن ولا يلغي أي سلاح آخر يمكن أن يملكه الشعب ويستطيع الإستفادة منه لإستعادة الحقوق وإصلاح الخلل والدفاع عن التظاهرات والإعتصامات السلمية بوجه القتلة الإرهابيين وعلى رأس تلك الأسلحة هو الإعلام الذي ينقل تلك الحقوق والمطاليب إلى العالم ويثبت مشروعيتها بل الأهم من ذلك يقنع العراقيين بها سواء السُنة منهم وغير السُنة.
والدم الذي سال في الحويجة سقى المطاليب لتدب بالحقوق الحياة ولتنتصر إرادة الشعوب بعون الله .
وما مجزرة الحويجة إلا محاولة غبية وحمقاء لحرق سلمية الإعتصامات والتظاهرات ولقد كشفت سوءة النظام البوليسي إلى العالم وأسأت للجيش العراقي (تعاطف يعض أفراد الجيش مع المتظاهرين) و أعطت مثالاً حياً و واقعياً لما يجري للشعب العراقي من ظلم وتعسف وتحيز طائفي على يد قوات حكومية أقرب لمليشيات موثقاً بالصورة والصوت و ما زاد بللهم وعمق فضيحتهم التصريحات المتناقضة والجاهلة الستخفة بعقول الناس التي اطلقها السياسيون وبقت صورة الدكتور عامر الدوري وإبنائه المقيدين المقتولين بعد أسرهم وثيقة تجللهم بالعار والجريمة بموجب كل القوانين والأعراف العراقية والدولية ومواثيق حقوق الإنسان وكل الشرائع والأديان السماوية وليس هناك من يجيز قتل الأسرى سوى شريعة المتخلفين من أكلة لحوم البشر و لابد من مقاضاتهم عليها محلياً وعالمياً وإسلامياً ولقد حققت مجزرة الحويجة ومأساتها تعاطف الملايين من البشر في العالم أجمع والعالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص وكذلك لفتت أنظار الجامعة العربية وأنظار العالم إلى قضية المعتصمين لابد من الإصرار على مواجهة هذا التحدي بالسلمية والقانون وذلك هو واجب الإعتصامات والتظاهرات تاركين ما سوى ذلك لما سوى ذلك .
لابد ان تبقى الصورة شاهد اثبات على جريمة النظام لابد ان يعرف العالم كيف ولماذا ومن قتل وكيف قتل ؟ ولابد لصورة الدكتور عامر هو وكل شهيد سقى بدمه أرض الحويجة من أن تتحول الى شعار وكل قطرة دم اريقت هناك لابد ان توثق وان تتحول الى شعار ورمز لثورة لقد خسروا هنالك وباطل ما فعلوه وهذه هي لغتهم الوحيدة التي يعرفونها وهم يرفضون السلمية لأنهم مجرمون متخلفون يعميهم الحقد وانتم تمسكوا بها فانتم الاعلون بأجسادكم العارية وسينتصر الدم على السيف بكل تأكيد .
لقد كشفت هذه الجريمة كل الجرائم السابقة التي كانت غامضة كمجزرة ( الزركة ) وما سواها وكشفت من يجروء على قتل الأبرياء في الشوارع وتفجيرهم وتفخيخ المساجد ودور العبادة والمدارس و من يجروء على قتل الأبرياء ومن (يحوسم جثثهم وسياراتهم) ناعقين بالفاظ تعبر عن حقيقة مستواهم إلا إنساني
هي ليست مجزرة فقط بل هي اكثر من مجزرة اقتحام ساحة اعتصام سلمية بقوة مفرطة وانتهاك ممارسة دستورية اقرها الدستور والقوانين والأعراف و عرقلة كل الحلول السلمية التي سعى اليها اكثر من طرف ؛ تعمد الاصطدام بالمتظاهرين وفض اعتصامهم بالقوة قتل خمسين متظاهر سلمي جرح اكثر من مائة وخمسين متظاهر وترويع المتبقين وقتل ( أسرى) مقيدين ومنهم شاهد الإثبات الكبير الاستاذ الدكتور عامر الدوري والشهداء المقييدين أمامه
قتل السلمية واشهار حرب غاشمة بقوة الدولة على مظهر حضاري مسالم وإجبار المتظاهرين على التخلي عن الطريق القانوني والحضاري نعم سقطت السلطة واخضر الدم وأينعت المطاليب وتجذرت الحقوق ولابد من التخلص من سلطة الجريمة التي يقودها إرهابيون مجرمون خارجون عن القانون أساءوا إلى الدولة وأسائوا إلى الديمقراطية والتحضر مثلما أساءوا للمتظاهرين العزل في الحويجة ولشعب العراقي كله أن يتظاهر أو يعتصم دون أن تمتد اليه يد ودون أن تمسه عصى. لذا لابد من :
اعتبار ما حصل في الحويجة جريمة ضد الانسانية والأقتصاص من القتلة والتحقيق في المجزرة على أعلى المستويات والصعد ولابد من عودة الجرحى إلى الساحة قبل أن تبراء جراحهم ليقصوا للعالم ماذا حصل ؟!
لابد من اعتماد المؤسسات الأمنية الرسمية والشرعية والقانونية للدولة وحل الاجهزة الغير شرعية وعلى رأسها قوات سوات ؛ وإعتماد القوانيين والأنظمة التي تضبط عملها .
إعتماد خطاب موحد للمعتصمين ليس له أي علاقة بأي شأن آخر غير المطاليب والحقوق التي لا تتعارض مع القيم الإنسانية والوطنية لكل مكونات الشعب العراقي إن لم تكن تساهم في حماية حقوقه وكرامته والتخلص من كل ما يسيء إلى وحدته وتاريخه العريق ونحن في إنتظار جمع قادمة إن شاء الله منها
جمعة انتصار الدم على السيف ؛ إنتصار الحق على الباطل ؛ إنتصار الإبرياء على القتلة ؛ إنتصار الحضارة على التخلف والسفالة . جمعة تأصيل الحقوق وتوحيد المطالب ؛ جمعة الحقوق حية لا تموت ؛ جمعة الشهيد الأستاذ الدكتور عامر الدوري ؛ حقوقنا نسقيها بدمائنا
عاشت السلمية وحرية الرأي حق إنساني مكفول لا تستطيع هراوة الشرطي ولا زنازينه أن تستأصلها ولكن هم زائلون وموت الجنرالية ملازم لموت الدكتاتورية مهما جن الدكتاتور وزاد حمقه وحمق عسكرتاريته وحمق من حوله ولن يسلم العراق لمشرط الحمقى يعبثون به ؛ مات نيرون وتبقى روما عالية مزدهرة بحضارتها . والعراق “يستاهل” العدالة والتحضروالسلام والحب ومن يطب جراحات العراق آت وصبحه قريب لا محالة وستندمل جراحك يا عراق يا قرة العين نعلن حبك دائما من فوق كل المنصات