22 نوفمبر، 2024 10:15 م
Search
Close this search box.

مشتركات بين احزاب الأسلام السياسي

مشتركات بين احزاب الأسلام السياسي

لا ريب أنّ هنالك قواسم مشتركة بين الحركات والاحزاب الدينية المنتشرة في العديد من الدول العربية , وبعض تلكُنَّ القواسم مرئيّة أمام الجمهور بوضوح , واخرياتٌ غير مرئيّة عن عمدٍ وقصد , وسنتطرّق هنا الى الجزء الظاهر من جبل الجليد .! والموضوع هنا يتضمن بعض المداخلات والمشتركات بين المنتمين لأحزاب الأسلام السياسي , وبين رجال الدين الآخرين الأفاضل .

من اساسيّات المنتسبين لأحزاب السلام السياسي وسواهم هي < إطالة اللحى > بأطوالٍ او ارتفاعاتٍ متباينة .! ومن مبرّرات ذلك لديهم أنّ الرسول ” ص ” كانَ ملتحٍ , بينما في الواقع وقبل ظهور السلام وقبل ظهور الجاهلية , فكافة الناس كانت ملتحية , فلم تكن آنذاك شفرات وماكينات حلاقة اصلاً , بالأضافة الى أنّ طبيعة المجتمعات واعرافها كانت بذلك الشكل ذو اللحايا .. أمّا حركة ” الأخوان المسلمين ” الأرهابية  وخصوصاً في مصر , فقد نسبت للنبيّ محمد ” ص ” منذ زمنٍ طويل , نسبت اليه حديثاً بالقول < إحلقوا الشارب واطلقوا اللحى ! > وهو حديثٌ لا اساس له اصلاً , فأية شركة اسلامية او كافرة كانت تصنع شفرة ومعجون الحلاقة ومستلزماتها الأخرى .! , والى ذلك فأنّ اولئك ” الأخوان المسلمين ” غالباً ما يرتدون الدشداشة البيضاء القصيرة من الأسفل .! ولعلّ ذلك مؤداه الى وسوسةٍ تنتابهم من احتمال أن تقفز قطرات ماءٍ ملوّثة او سواها على ازيائهم البيضاء الناصعة . !

هنالك سرٌّ مبهم يصعب فكّ رموزه , وهو ولع العديد جداً من رجال الدين وسيما من مجموعة احزاب الأسلام السياسي بأرتداء اكثر من خاتم في اصابعهم ! خلافاً لكلّ الناس , ولا يوجد مسوّغ لرجل دينٍ يتّسم بالوقار ليرتدي الخواتم .!

ومن جانبٍ آخر وهو الأهم , فأنّ الغالبية العظمىى إن لم نقل جميع الحركات والتنظيمات الدينية – السياسية في الوطن العربي , تمتلك اجهزة استخبارات دقيقة للغاية ومدرّبة بغية تحديد الأهداف التي يراد اغتيالها او تفجيرها في بعض العواصم والمدن العربية , وهذه الأجهزة ذاتها هي التي تتولى التنسيق مع جهات خارجية او اجنبية والتي بدورها او يقع على عاتقها التمويل اللوجستي والمالي , ويلاحظ ايضاً وجود تنسيقات مرحلية بين بعض تلكم التنظيمات ” حتى لو لم تكن ضمن الدولة الواحدة ” وذلك بناءً على تعليماتٍ خارجيةٍ ترتبط بها .

يلاحظ ايضاً أنّ رجال الدين في كافة اقطار الوطن العربي يُحتّمون على انفسهم ارتداءَ غطاءٍ للرأس بدءاً بالعمائم او الشماغ او الغترة وما الى ذلك , بينما لا توجد موانع في المنطق الأجتماعي وغير الأجتماعي بوجود رجل دين بدون غطاء الرأس , وبهذا الصدد ففي الأردن هنالك عدد من رجال الدين يرتدون البدلة الأعتيادية مع ربطة العنق ويرتدون الكوفيّة والعقال معها , ولفت نظري قبل سنواتٍ اثناء ادائي لفريضة العمرة , عدم وجود ايّ شخصٍ معمم لا في مكة المكرّمة ولا في المدينة المنورة بالرغم من الآلاف المؤلفة من المعتمرين .! , لكنما مع هذا وذاك فأنّ زيّ رجال الدين اضحى تقليداً متجذّراً لا يمكن التخلّي عنه على الأطلاق .

    وبسبب لجوء وتبنّي عدد من الأحزاب والتنظيمات الدينية – السياسية في بعض الاقطار العربية لمبدأ العنف ” الذي يخلو من أيّ مبدأٍ ” ولا يهدف إلاّ للتسلّق الى السلطة بواسطة السلاح غير الشرعي ” اي الأغتيالات والتفجيرات ” , فانّ عموم جمهور المجتمع العربي بات ينظر الى رجل الدين غير المنتمي لأحزاب الأسلام السياسي بنظرةٍ عاطفيةٍ وفطريّةٍ – تقديرية لا يمكن التحكّم بها وبدرجاتها .!

   نشيرُ هنا من زاويةٍ خاصّة , بأنّ في فترة نبوّة الرسول ” ص ” التي دامت 23 سنةٍ , وفي فترة الخلفاء الراشدين التي استمرت 29 عاماً , فلم يكن آنذاك ايّ وجودٍ على الإطلاق لِ < رجال دين > , بأعتبار أنّ الديانة السلامية قد استقرت وترسخت في النفوس , وغدت حقيقة قائمة , ولم تكن اية دواعٍ للتبشير بالأسلام الذي انتشر وشرح تفاصيله , وبالطبع لا نقصد عبر هذهنّ السطور بأجتثاث رجال الدين والغاء دورهم , فهذا ضربٌ من الخيال .

وإذ لا نقتصر في ضرب بعض الأمثلة عن التنظيمات الدينية – السياسية , على حركة الأخوان المسلمين ” التي ضيّعت فرصتها الأولى والأخيرة في سنة حكم الرئيس السابق محمد مرسي ” , فأنّ هنالك العديد من تلك التنظيمات في الوطن العربي التي تلتقي مع ” الأخوان ” في غلق ميادين الفن بمختلف صنوفه او تحريم وتجريم الموسيقى وما الى ذلك و مما يجعل المراقبين او بعض الجماهير تنظر لتلك المجاميعالأسلامية المسيّسة , وكأنها تطوّر مقولة كارل ماركس الشهيرة التي ذكر فيها < بأنّ الدين أفيون الشعوب > , وذلك عبر تنفيذها بتخدير الشعوب ببعض الطقوس دون الإعلان عن النيّة في ذلك .!

أحدث المقالات