لا ريب أنّ هنالك قواسم مشتركة بين الحركات والاحزاب الدينية المنتشرة في العديد من الدول العربية , وبعض تلكُنَّ القواسم مرئيّة أمام الجمهور بوضوح , واخرياتٌ غير مرئيّة عن عمدٍ وقصد , وسنتطرّق هنا الى الجزء الظاهر من جبل الجليد .! والموضوع هنا يتضمن بعض المداخلات والمشتركات بين المنتمين لأحزاب الأسلام السياسي , وبين رجال الدين الآخرين الأفاضل .
من اساسيّات المنتسبين لأحزاب السلام السياسي وسواهم هي < إطالة اللحى > بأطوالٍ او ارتفاعاتٍ متباينة .! ومن مبرّرات ذلك لديهم أنّ الرسول ” ص ” كانَ ملتحٍ , بينما في الواقع وقبل ظهور السلام وقبل ظهور الجاهلية , فكافة الناس كانت ملتحية , فلم تكن آنذاك شفرات وماكينات حلاقة اصلاً , بالأضافة الى أنّ طبيعة المجتمعات واعرافها كانت بذلك الشكل ذو اللحايا .. أمّا حركة ” الأخوان المسلمين ” الأرهابية وخصوصاً في مصر , فقد نسبت للنبيّ محمد ” ص ” منذ زمنٍ طويل , نسبت اليه حديثاً بالقول < إحلقوا الشارب واطلقوا اللحى ! > وهو حديثٌ لا اساس له اصلاً , فأية شركة اسلامية او كافرة كانت تصنع شفرة ومعجون الحلاقة ومستلزماتها الأخرى .! , والى ذلك فأنّ اولئك ” الأخوان المسلمين ” غالباً ما يرتدون الدشداشة البيضاء القصيرة من الأسفل .! ولعلّ ذلك مؤداه الى وسوسةٍ تنتابهم من احتمال أن تقفز قطرات ماءٍ ملوّثة او سواها على ازيائهم البيضاء الناصعة . !
هنالك سرٌّ مبهم يصعب فكّ رموزه , وهو ولع العديد جداً من رجال الدين وسيما من مجموعة احزاب الأسلام السياسي بأرتداء اكثر من خاتم في اصابعهم ! خلافاً لكلّ الناس , ولا يوجد مسوّغ لرجل دينٍ يتّسم بالوقار ليرتدي الخواتم .!
ومن جانبٍ آخر وهو الأهم , فأنّ الغالبية العظمىى إن لم نقل جميع الحركات والتنظيمات الدينية – السياسية في الوطن العربي , تمتلك اجهزة استخبارات دقيقة للغاية ومدرّبة بغية تحديد الأهداف التي يراد اغتيالها او تفجيرها في بعض العواصم والمدن العربية , وهذه الأجهزة ذاتها هي التي تتولى التنسيق مع جهات خارجية او اجنبية والتي بدورها او يقع على عاتقها التمويل اللوجستي والمالي , ويلاحظ ايضاً وجود تنسيقات مرحلية بين بعض تلكم التنظيمات ” حتى لو لم تكن ضمن الدولة الواحدة ” وذلك بناءً على تعليماتٍ خارجيةٍ ترتبط بها .
يلاحظ ايضاً أنّ رجال الدين في كافة اقطار الوطن العربي يُحتّمون على انفسهم ارتداءَ غطاءٍ للرأس بدءاً بالعمائم او الشماغ او الغترة وما الى ذلك , بينما لا توجد موانع في المنطق الأجتماعي وغير الأجتماعي بوجود رجل دين بدون غطاء الرأس , وبهذا الصدد ففي الأردن هنالك عدد من رجال الدين يرتدون البدلة الأعتيادية مع ربطة العنق ويرتدون الكوفيّة والعقال معها , ولفت نظري قبل سنواتٍ اثناء ادائي لفريضة العمرة , عدم وجود ايّ شخصٍ معمم لا في مكة المكرّمة ولا في المدينة المنورة بالرغم من الآلاف المؤلفة من المعتمرين .! , لكنما مع هذا وذاك فأنّ زيّ رجال الدين اضحى تقليداً متجذّراً لا يمكن التخلّي عنه على الأطلاق .
وبسبب لجوء وتبنّي عدد من الأحزاب والتنظيمات الدينية – السياسية في بعض الاقطار العربية لمبدأ العنف ” الذي يخلو من أيّ مبدأٍ ” ولا يهدف إلاّ للتسلّق الى السلطة بواسطة السلاح غير الشرعي ” اي الأغتيالات والتفجيرات ” , فانّ عموم جمهور المجتمع العربي بات ينظر الى رجل الدين غير المنتمي لأحزاب الأسلام السياسي بنظرةٍ عاطفيةٍ وفطريّةٍ – تقديرية لا يمكن التحكّم بها وبدرجاتها .!
نشيرُ هنا من زاويةٍ خاصّة , بأنّ في فترة نبوّة الرسول ” ص ” التي دامت 23 سنةٍ , وفي فترة الخلفاء الراشدين التي استمرت 29 عاماً , فلم يكن آنذاك ايّ وجودٍ على الإطلاق لِ < رجال دين > , بأعتبار أنّ الديانة السلامية قد استقرت وترسخت في النفوس , وغدت حقيقة قائمة , ولم تكن اية دواعٍ للتبشير بالأسلام الذي انتشر وشرح تفاصيله , وبالطبع لا نقصد عبر هذهنّ السطور بأجتثاث رجال الدين والغاء دورهم , فهذا ضربٌ من الخيال .
وإذ لا نقتصر في ضرب بعض الأمثلة عن التنظيمات الدينية – السياسية , على حركة الأخوان المسلمين ” التي ضيّعت فرصتها الأولى والأخيرة في سنة حكم الرئيس السابق محمد مرسي ” , فأنّ هنالك العديد من تلك التنظيمات في الوطن العربي التي تلتقي مع ” الأخوان ” في غلق ميادين الفن بمختلف صنوفه او تحريم وتجريم الموسيقى وما الى ذلك و مما يجعل المراقبين او بعض الجماهير تنظر لتلك المجاميعالأسلامية المسيّسة , وكأنها تطوّر مقولة كارل ماركس الشهيرة التي ذكر فيها < بأنّ الدين أفيون الشعوب > , وذلك عبر تنفيذها بتخدير الشعوب ببعض الطقوس دون الإعلان عن النيّة في ذلك .!