هم (وعاظ السلاطين) كما وصفهم العلامة الدكتور علي الوردي ,اولئك الذين زينوا ويزينوا دوما ظلم الطغاة ,بمساحيق الدجل,هؤلاء الذي انتشر وباؤهم وتسربلت فيروساتهم الى كلزاوية من زواياحياتنا, وعلى العموم فان امتنا قد ابتلت بهذه الافات,بما نفخوه عبر ابواقهم من سموم تراكمت فوق الرواسب الاسنة لعهود الاحتلالات سابقا ,وماتلاها من اوجاع عقود القمع والارهاب,تلك التي كانت عنوانا (سياسيا) عريضا ل(عقود الدم) تلك.
لقد شهد عقد الخمسينات من القرن الماضي وبالذات بعد تبلور شعارات حركة الضباط الاحرار,تلك الحركة التي انبثقت في مصر وذلك في 23/يوليو/1952, وقد تعمق ذلك الموقف وتكرس ايجابيا.ولاسيمابعد العدوان الثلاثي على ذلك البلد,وقد قطفت قيادة الرئيس عبد الناصراشواك ذلك العدوان لتحوله وببراعة الى رياحين استمدت هويتها السياسية منه ,وقد غدت مصر وتحولتالى مركزا استثنائيا ليس لحركة التحررالعربية فحسب,وانما لعموم حركة التحررالعالمية,وبالتحديد في محيطها الاقليمي,وقد كانت القارة الافريقية هي الملعب الاكثر داينميكيا في تحرك قيادة مصر الجديدة,وقد كان لدورعبدالناصر في مؤتمر باندونغ عام1955 ومن ثم كانت ذات مصروذات القيادة هي منالقيادات المؤسسة ل(منظمة دول حركة عدم الانحياز) هذا الواقع السياسي قد حول هذا البلد الى مركزا للجاذبية السياسية,وقد استطاعت هذه الجاذبية من ان تحجب اي عنوان فكري او سياسي اخر,فقد خبت كل اشعة الافكارتلقائيا جراء قوة المثل الذي وسم تلك التجربة ,بحيث غدت افكار ومبادئ ثورة يوليووباصطفاف افكار البعث معها ,ذلك الاصطفاف المتماهي والذي انجز مشروع الوحدة بين كل من مصر وسوريا والتي جاءت تحت عنوان (الجمهورية العربية المتحدة).
ان الغياب المبكر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر في 28/سبتمبر/ 1970, ولخلو الساحة السياسية من اية نقطة جذب فيها شئ من المقاربة مع التجربة الناصرية,فالتجارب الشبيهة ولو
بالعنوان لم تستطع ان تمتلك ذات الجاذبية التي امتلكتها تلك التجربة ,كما ان حركة التحرر العربي,ذات الصبغة اليسارية ,لم تستطيع هي الاخرى ان تواكب العمل صعودا صوب انجاز مهامها الوطنية والاممية ,وقد جرى هذا الامر في ظروف متغيرات اقليمية ودولية وايضا ذاتية,بحيث ان غياب(كاريزمات)قيادية لحركة التحرر العربي ساهم الى جانب عوامل اخرى ومنها التامر المستمر على هذه الحركة وماتمثله من طموحات عاشت وتعيش في وجدان كل مواطن في الارض العربية.كل هذا وذاك من عوامل الضعف والانكفاء لنموذج (القطر القاعدة) ومن في صفه من النماذج الشبيهة, قد مهد الطريق امام القوى المتربصة ,هذه القوى ذات الصلة بمشاريع الخصوم ,فقد(خلى لها الجو فباضت واصفرت) ,وهكذا فان قوى الظلام هذه قد قفزت الى مواقع الفعل ,مستثمرة غياب النموذج, وتعثر واخفاقات النماذج الشبيهة, بل ان مظاهر الخلل والفسادالتي احفت بتلك التجارب ,فتح الابواب مشرعة لنفاذالمتخلف من الفكر الانساني, ليجد ضالته في عقول بسيطة عطشى للحصول على حقوقها,او بالاحرى (استردادها من غاصبيها) ومن اجل اعادة هيكلة وصياغة هؤلاء الناس ,بموجب قياساتهم والتي تحقق ما في (اجندتهم) من اهداف بعيدة كل البعد عن تطلعات هذه الجمهرة المناصرة لهم,الا في شكلها , هذا الشكل الذي يعتمد الصورة والتي تبدا باطلاق لحا مقززة,وارتداء (جلابيات) من طراز (الميني جوب) ويختاروا لهم مسبحات بطول الافاعي ,ومن ثم تكحل العيون, ويستخدم السواك على بشاعته, ومن اجل ان تكتمل( الصورة الجهادية),فيجهز هذا (الرجل الالي)بدرزينة بلطات ومعاول و(قامات)وسكاكين,(سننننننننننننننة) .وفي ذات السياق,ومن اجل ان يسبغ على مهرجا نات الذبح والدم (الشفاعة الشرعية) والتي اوكلت مقاولة لحفنة من المسبحين بحمد الظالمين, والنموذج الاسوء لهذا النوع من (الشفاعات),ما افتى به (سسسسسسسيخ الفتنة القوارضي) وفي معرض تعقيبه على ماشهدته الساحة السورية من اراقة للدماء وتدميروابادة كل شئ حي , فكان تعليق هذا الافاق على ماجرى في هذا البلد الجريح بقوله(ومالو) وماللللللللللللللللللو!!! ,ياشيوخ الرجس ,افا انتم مسلمون ,حاشا لله ان يحسبكم كذلك,لابل افا انتم بشر,ونحن هنا لانتحمل اي عناء فيما سنوصفكم به ,فانكم حفنة من الساقطون ,اللذين حجزوا مبكرا مقاعدا لهم (عشرة نجوم )في سعييير,فالى جهنم وبئس المصير!!!.