1- غاندي العراق
هل سيتحول الصدر غاندي العراق ويعتق رقاب العراقيين من سياسي المنطقة الخضراء بالاعتصامات السلمية ؟ وبدأ صفحة جديدة في المشهد السياسي العراقي المتهرىء والمتهاوي .
اعتقد بتجرد كل خطوات سيد مقتدى الصدر لحد اللحظة هي بهذا الاتجاه فقد بدأت المنطقة الخضراء ضيقة على اباطرة الأحزاب ولم يستطيعوا اتخاذ اي قرار حاسم بالتغيير او الاصلاح ولن ولم يعلنوا موقفهم الصريح كما عودونا وضاق بهم مجلس النواب ومجلس الوزراء وتقطعت بهم سبل الحوار كما عهدنا مشاهدته في بروفاتهم التمثيلية الهزيلة السابقة . ومن الجدير بالملاحظة يجب ان لا نحكم على النتائج لان من يقف على التل من احزاب وكتل سياسية ربما يهرب او يلتحق بالاعتصامات التي بصمها السيد الصدر بالمشاركة الشعبية ولم يدعي انه وحده من قام بها بل هناك شرائح وطيف واسع من الشعب المظلوم الذي كلما يسعى اليه هو العدالة وتطبيق القانون بعيدا عن حكم الأحزاب التي يجب ان تكون تحت خيمة القانون والوطنية .
لحد اللحظة يجب على كل من يطالب بالتغيير ان يقف ويساند مايقوم به السيد الصدر والأمور الاخرى مؤجلة لصندوق الانتخابات والاجراءات الدستورية والقانونية في حينها بعد ان تضع الدولة على سكة المؤسسات التي تدار وفق القانون والدستور لا المحاصصة ، ولا فضيلة تحكم بيننا كمواطنين الا القانون .
الأيام حبلى بالتطورات الدراماتيكية ولا يصح ان نبتعد او نتخاذل في قول الحق او توصيف الواقع وقراءته برؤية موضوعية .. ان الصدر بخطوته الذكية والسلمية الغير مسبوقة خلط اوراق العملية السياسية التي تقوم على المحاصصة الطائفية والحزبية من اجل الانتقال الى تغيير بالطرق السلمية وبكل تاكيد لم يك التغيير أسوأ وأمر من الواقع القائم والمستقبل المجهول في ظل عملية سياسية عقيمة ..
ان ما قام به السيد الصدر وتياره والتحامه مع الشعب ثورة جافاها الاعلام العربي المنحاز وأسكتت وأخرست دول الإقليم ، الأمور في خواتمها والرجال في مواقفهم سوى ربحوا الجولة أم خسروها ليس هذه اخر الجولات في بلد يعاني من خيانة
ابناءه وارتباطاتهم للدول الاجنبية وليس للعراق. ومن يضع دمه في قتال داعش او محاربة الفساد لا ينتظر ربح سوى الحرية وأمن وكرامة وسيادة العراق . لا يبيع جهاده براتب او امتياز دنيوي رخيص كما فعلتها الأحزاب الاسلامية ببدعة الخدمة الجهادية وهذه بدعة لم يسمع بها قراء التاريخ الاسلامي بكل مذاهبه وهي من ضلالات السلطة بعد ٢٠٠٣م ، والتغيير الوزاري الجزئي لايقطع ايدي السراق ولا يرجع الاموال المنهوبة وهو تغيير شخوص معتمدا على المحاصصة والالتفاء على المعتصمين ليعودوا بخفي حنين الى بيوتهم . وبعد ان نجحت الكتل السياسية بتحويل المطالب الشعبية وعلى راسها محاسبة الفاسدين الى الانشغال بالتغيير الوزاري وكان مشكلة العراق بالوزير “س” او “ص” وليس بمنظومة القضاء الفاسد وهيمنة الاحزاب على مقدرات العراق وبرلمان لايستطيع الرقابة والمحاسبة لاداء الوزارة .
2- الذئاب المنفردة
يبدو ان كل الثقافات والميثولوجيات الشعبية تتفق على النظرة السلبية للذئاب ، بدليل تم إطلاق على مَن يقوم بعمل ارهابي منفرد سواء كان ينتمي للقاعدة او داعش او ماعش بالذئاب المنفردة رغم ان هذه الذئاب “الاٍرهاب بكل عناوينه “ارتكبت جرائم قتل جماعي تفوق ضحاياها بملاين الأضعاف ما قتلت الذئاب من البشر منذ ان وجدت على وجه الخليقة وبهذا أصبح التجني حتى على الذئاب بعد ان تجنى الانسان على كل الحيوانات لا لسبب فقط لانه حيوان ناطق والا افعاله الوحشية والسيئة لا يقوم بها اي حيوان مفترس . الحيوان يفترس يقتل بغريزة البقاء او الجوع .
ولو سلمنا بهذا الوصف والنعت لم اجد وسيلة إعلام واحدة تتحدث عن قطعان الذئاب التي تقتل بمخالب الشرعية وتفتك بأنياب العملية السياسية والديمقراطية .
وهناك محميات عديدة تتواجد فيها كالمنطقة الخضراء في بغداد .
هل ماتقوم به قطعان السياسة الذئبية من نهب وتخريب وخداع دون هوادة ضد شعب مستأنس بفقره ليس المادي فقط بل والمعرفي والامني .. إدلجته دينيا وسياسيا بلا وازع اخلاقي او ضمير انساني .
وهذا ليس في العراق وحده هناك محميات كثيرة في أماكن متفرقة في المعمورة . والمؤسف جدا انها ليست محمية فقط بل تلاقي مباركة وشرعية من الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والصندوق الاسلامي للتنمية .
ماذا قدمت هذه المنظمات للشعب العراقي ومسلمي بورما والشعب الفلسطيني وافغانستان ؟! شخصيا رأيت ذئاب مدجنة مثلها مثل اخواتها من فصيلة الكلبيّات لكن يصعب تدجين داعشي او سياسي طائفي او نازي وهذا ضرب من الخيلاء
3- الزهايمر السياسي …
وانا اتابع الاخبار الأوربية طيلة فترة تفاقم أزمة اللاجئين في اوربا لفت انتباهي ان معظم رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية في الاتحاد الأوربي هم من الشباب دون سن الثلاثين وبعضهم دون سن الخمسين عام هذا امر يدلل على وعي بالاستثمار للطاقات الشبابية في إدارة الدولة بكفاءة اعلى وثقافة سياسية عالية وديمقراطية حقيقية ولا نقول مثالية .
وقارنت هؤلاء القادة مع ما موجود عندنا من عجائز بعضهم مصاب بالخرف . وجدت انهم لا يختلفون عن النظم الاستبدادية في العالم العربي وفي التاريخ ، منذ الاحتلال ليومنا هذا يتناوبون على اغتصاب المناصب والوزارات والسفارات وآدمغتهم مليئة بأنواع من الفيروسات المحاصصية والمناطقية والطائفية القذرة هذا نوع جديد من الزهايمر السياسي .
ويؤكد علماء الصحة والأطباء ان الفيروسات والبكتريا التي تصيب الدماغ تسبب الزهايمر ، لو اخذنا اسماء قادة العراق مابعد السقوط لوجدناهم كلهم تجاوزا السبعين عام ، صالح المطلك الذي وصفه هادي العامري بالمطية البريطانية ، عادل عبد المهدي الذي قال عنه حسن علوي في كتابه “شيعة العراق وشيعة السلطة” أجبن سياسي في المجلس الاسلامي الاعلى ، الإخوانجي اياد السامرائي ، الهارب طارق الهاشمي ، الفيلسوف علي الأديب ، حسين الشمر الثاني الذي صدر كهرباء لنيوزيلندا ، كاكا مسعود البرزاني صاحب اكثر استفتاءآت انفصالية في التاريخ على الورق فقط ، القاضي المتقاضي مدحت المذموم ، بيان جبر صولاغ “ست البيت” ، خضير الخُزاعي خبير هياكل المدارس ، وصاحب القمقم ابراهيم الجعفري “البايع ومخلص على حد قوله” وأخيرا وليس آخراً صاحب نظرية والله ما ادري اياد علاوي .. الى اخر السلسلة الطويلة جدا . لا يفارقون الكراسي الا ان يغيبهم الموت وماحدث لمام جلال الطالباني في اثناء مرضه بقي عامين في المشفى بالمانيا ولم يقال او يستقيل علما ان الدستور لايسمح بذلك لانه بات عاجزا عن اداء مهامه كرئيس للجمهورية ” وطالت غيبته علينا” ومن غيبهم الموت عدنان الدليمي كان مصاب فعلا بزهايمرين في المخ والسياسية واحمد الجلبي الذي طويت صفحته بغموض وتعتيم تام .. الخ .
كل هذه الكوكبة التي تتحكم وحكمت مفاصل الدولة من الالف للياء اما تجاوزوا السبعين عام اوعلى بعد ايام من السبعين .
يبدو ان مقولة السلطة مقابل الحب اكثر من صحيحة فهؤلاء لا يعرفون معنى الحب وتجلياته ولايريدون الاستمتاع بالحياة بما تبقى من أعمارهم مع عوائلهم وأحفادهم بسلام “تزوجوا الكرسي زواج كاثوليكي ” انصرفوا مع ثرواتكم واكتبوا مذكراتكم للاجيال القادمة او التفرغ للعمل الخيري كما موجود في بقيت الامم والأمثلة كثيرة من الأحياء والأموات نيلسون مانديلا ، جيمي كارتر، بيل كلنتون ، ورئيس الأورغواي السابق خوسية موخيكا ومتي اهتساري رئيس فنلندا السابق … وكذلك المشاهير والشخصيات العامة نهجت نفس النهج بعد ان يصلوا لعمر معين يكتفوا بما قدموا من إنجازات لان الوظيفة العامة او الشهرة تحتاج الى جهد وتفكير مضاعف ونشاط وصحة وتوازن نفسي . دابت الدول التي تحترم قادتها ومبدعيها ان تحيلهم على التقاعد في سن قانوني محدد مع عالي التقدير والاحترام بدرجة فارس وتستفيد منهم كمستشارين للقادة الجدد ولا تستغني عن امتزاج خبراتهم والاخذ باراءهم وهم يلاقون اعلى درجات التكريم ..
هل يفعلها كهول المنطقة الخضراء وجلهم مصاب بالسكر والضغط والبواسير وتصلب الشرايين والبعض الاخر يحمل اكثر من مرض اضافة الى تشوه فكري وضعف نظر في قراءة الأوضاع السياسية الداخلية والمتغيرات الدولية .
هل يتحلى هؤلاء بالشجاعة والحكمة ؟ ليدعوا الشباب ان يديروا مؤسسات الدولة المختلفة والاستفادة من طاقاتهم وروح الحداثة فيهم ؟ متى سيتخلى هؤلاء الفراعنة الجدد المتكبرين .
ان الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار .
هل نتكلم بلافائدة ؟
“وما انت مسمع من في القبور” يبدو لي كذلك هؤلاء اموات لا يسمعون ولا يرضوا ان يؤمنوا بسنن الزمن وسنن الله والقانون ومتغيرات العصر المتسارع بجنون لا يحتمله العقل المسطح ..
ملاحظة : لماذا عدد الشيعة اكثر لأنهم الأغلبية ويمتلكون اكبر كتلة برلمانية ولديهم اكبر خزين نفطي واهوار وأرض شاسعة يمكن استصلاحها للزراعة ، ولديهم أكبر عدد من الفقراء والمرضى والمهمشين والأيتام والأرامل والمطلقات وتمتاز مناطقهم بانعدام الخدمات وفي كل مدينة إشارة ضوئية واحدة او اثنين تعمل
بقرب مجلس المحافظة او قرب ديوان المحافظ ولا يوجد خطوط عبور. يعني السابلة والحمير وعربات الدفع البدائية والسيارات تسير بنفس الشارع لان الارصفة محتلة من اصحاب “البسطات “المساكين من الخرجين العاطلين عن العمل والذين لا تتجاوز أعمارهم ٢٥ عام . مشهد مؤلم لم تجده في دول فيها اعلى نسبة فقر مثل باكستان والهند وبنغلادش .