لأنّ الأزمة الخليجية القائمة تختلف عن اية ازماتٍ شهدتها المنطقة العربية , فقد كان متوقعاً حدوث متغيرات ومفاجآت في مواقف كلا طرفي النزاع ومنذ بدايتها او انطلاقتها , وبالصددِ هذا بدأت الأردن بالتلويح والتلميح بالتهديد بألغاء خفضها التمثيل الدبلوماسي مع قطر , اذا لم تدفع لها السعودية تعويضاتٍ مالية عن الخسائر التي تكبدتها الأردن جرّاء وقف امارة قطر لأستيراد المواد الزراعية من الخضرة والفواكه .! , ومن الصعب التصوّر أنّ المملكة السعودية ستدفع مثل هذه التعويضات حيث من غير المعروف كم ستطول الأزمة القطرية , وايضاً فأنّ الأردن التي خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر ولم تقطع العلاقات معها , فسوف لن يؤثر بشيئٍ اذا ما اعادت رفع هذا التمثيل الى درجةٍ أعلى .! , لكنّ ذلك يسجّل اوّل فجوة او ثغرة في جدار المقاطعة العربية لقطر , وأنّ الفجوات غالباً ما تغدو قابلة للتوسّع !
من الجانب الآخر , ففي حوارٍ صحفيّ , صرّحت المعارِضة القطرية ” منى السليطي ” وهي شقيقة وزير الأتصالات والمواصلات الحالي ” جاسم السليطي ” بأنّ أخاها كان المسؤول على ملف تسليح الجماعات الإرهابية في مصر اثناء فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي , واعلنت المعارِضة السليطي بأنها اضطرت للخروج من قطر بعدما تمّ اعتقالها لعدة مراتٍ وتمّ سحب حقوقها بما فيها سحب والغاء شهادتها الجامعية , واضافت أنّ اسرائيل متواجدة بقوة داخل قطر وخصوصاً في المفاصل الحسّاسة للدولة .!
ومن المشاهد الأخريات في تطورات هذه الأزمة الخليجية – العربية , وبالرغم انها لم تبلغ المستوى الستراتيجي , فقد اكّدت الصحافة السعودية أنّ قطرقررت السماح بدخول المواطنين البنانيين الى اراضيها من دون تاشيرة دخولٍ مسبقة .! ممّا يخفي في داخله مخططاً لنقل اعدادٍ كبيرة من ميليشيات حزب الله اللبناني وتطويعهم للعمل في الجيش القطري , وتجدر الأشارة أنّ جريدة عكاظ السعودية كتبت بأنّ قطر سبق لها أن رفضت منح تاشيرات الدخول لعددٍ من كوادر المجاميع الأسلامية المتطرفة , لكنه في الأيام القليلة الماضية , اتّصلت السفارة القطرية في بيروت بتلك الكوادر لإبلاغها بالموافقة على دخول الأراضي القطرية .!
ما نستخلصه من مواقف حكّام الدوحة هو التركيز الذهني المبسّط على جزيئيات الأزمة وليس على اساسياتها , فكأنّ السماح لدخول هذه الميليشيات سوف يزلزل الأرض من تحت اقدام الدول الخليجية والقوات المصرية والدول الأخرى التي قاطعت قطر .!
وخلال الأيام والأسابيع المقبلة لا بدّ لنا من من مشاهدة مشاهدٍ اخرى من الدراما والكوميديا السياسية والميلودراما التراجيدية في هذه المعضلة القومية .!
