23 ديسمبر، 2024 5:03 م

مشاهد عراقية … بعيداً عن السياسة – 6

مشاهد عراقية … بعيداً عن السياسة – 6

1- لم يشهد العراق من قبل حالات انتحار الا ما نـَدر ، ولو حدثت فانها تكون على كل لسان ويتم تداولها على أنها حدث غريب وأستثنائي لما تـُمـَـثـّله من حالة غير مألوفة في المجتمع العراقي الاصيل الملتزم بالعادات والاعراف السامية التي شرّعـتها اديانه السمحاء وقـيـَمـُه النبيلة والتي تـُحرّم هذه الممارسة بشدة ، الا انه بعد الأحتلال الامريكي للعراق بعد عام 2003 ، انتشرت في المجتمع العراقي ظاهرة الأنتحار من ضمن ما أنتشر من سلوكيات وقيـَم وظواهر دخيلة وغريبة عنه ، ويعزو المـُختصّين أسباب ذلك الى ثلاث عناصر : الأنفتاح المـُـنفلت في وسائل الأتصال الداخلية والخارجية كالهواتف النقالة والأنترنيت والقنوات الفضائية ، وثانيهما الأضطراب الأقتصادي والمعيشي الذي أفرز طبقة فاسدة من اللصوص والأنتهازيين المـُترفين وطبقة المحرومين من أبسط مستلزمات العيش الكريم ، والثالث هو الأضطراب القيـَمي ما بين ما هو سائد في المجتمع وما بين فوضــى الحرية التي دخلت مع الدبابات الأمريكية والتي تتعارض في عدد من تجلـَياتها مع قيـّمنا واخلاقياتنا وسلوكياتنا المعروفة ..! أمـّا على الصعيد الشخصي فالأسباب عديدة .. ولكن يمكن أجمالها في الضغوط النفسية والعاطفية والمعيشية والأســريـّة .. والتي تدفع المرء وخصوصاً الشباب والمراهقين الى حالة من الأحباط  الشديد نتيجة التناقض بين الأحلام والرغبات والطموحات وبين الواقع المـُعاش يـُـصاحبه غموض الرؤية نحو المستقبل .. المُلفت للنظر هو ظاهرة انتحار فتيات وفتيان دون سن الثامنة عشر في عدد من المحافظات ، أكثرها في أقليم كردستان وبغداد و ذي قار والموصل ، وآخر ما ورد في أخبار هذه الظاهرة المـُريعة هو أنتحار 6 صبيان من البنين والبنات في ناحية النصر / محافظة ذي قار خلال الشهرين الماضيين . وحتى أساليب الأنتحار في الحالات المـُسجـّلة تتـّـسم بالغرابة كقطع شريان اليد والحرق أو تناول مادة سامـّة أو الشنق ..الخ ..
الموضوع بالطبع يحتاج الى دراسة أشمل وأعمق من هذا المرور السريع والذي تقتضيه طبيعة هذه المقالة .. ولكن أردنا فقط أن ندق جرس التنبيه لغرض الألتفات اليها من قبل المعنيين والمـُختصين ومن ثم التعجيل بوضع المـُعالجات والحلول .

2- خصخصة الكهرباء .. موضوع مطروح بقوة هذه الأيام في أروقة البرلمان والحكومـة .. في عام 2007 كتبتُ دراسة عن مشكلة الكهرباء وسـُـبل المعالجة وحسب ماأجتهدت بالطبع .. ولكل مجتهد نصيب ..! نـُـشرَت الدراسة في حينها في جريدة الزمان ، أتصل بي وقتها المفتش العام لوزارة الكهرباء وأثنى على الموضوع وقال لي بالحرف : ( سأرفع دراستك الى مجلس الوزراء ..!) فقلت له : لو تكرّمت أن تـُرسل لي نسخة من الكتاب الذي سترفعه الى مجلس الوزراء .. فوعدني خيراً .. بالطبع لا الرسالة وصلتني ولا المفتش العام بقي في منصبه ..! ظل السؤال الكبير يدور في أذهان العراقيين المساكين من أمثالي : ما سر مشكلة الكهرباء ..؟ لماذا نعجز عن حلها في الوقت الذي نمتلك الموارد المالية والخبرات البشرية الكافية ..؟  ومع كل موسم صيف يـُعاد تنشيط السؤال أين الكهرباء يا ناس .. يا حكومة .. يا برلمان .. صـُرف على تحسين الكهرباء مليارات الدولارات .. وصـُرفـَت على عقولنا مئات الوعود والأحلام بتوفير الكهرباء .. من أعلى المستويات الرسمية الى أدنـى المستويات الكهربائية …! وبقي الحال كما هو وظلّ السؤال يبحث عن جواب … حتى أنكشفت الغـُـمـّة عن هذه الأمــة …!! واذا بالقصة كلها أيصالنا الى مرحلة سن اليأس من الكهرباء الوطنية .. ليـُطرح البديل السحري ألا وهو موضوع الخصخصة أي طرح قضية الكهرباء للأستثمار .. من كان وراء كل ذلك ..؟ من المستفيد من خصخصة الكهرباء .. كم ستنفق الدولة من مليارات الدولارات لترتيب عملية الأستثمار مع الشركات المعنية وهي عملية متشابكة ومـُعقدة بين المنظومة القائمة وبين التطوير القادم على يد المستثمرين ..؟ وهل سيكون الأستثمار في الكهرباء على غرار شقيقه الأستثمار في جولات التراخيص النفطية …! وهل سنصبح تحت رحمة المستثمر والذي لا يختلف في نواياه وأطماعه عن أصحاب المولدات الأهلية ..! ثم ماذا سيتبقى للحكومـة من مسؤولية تجاه المواطنين ..! عشرات التساؤلات مطروحـة حول الموضوع وهي برسم العراقيين الشرفاء فقط …!

3-  التقرير الأخير لمجلة السياسة الأجنبية ( Foreign Policy ) الأمريكية أشار الى أن العراق من ضمن الدول العشر الأوائل الأكثر فشلاً من بين 177 دولة ..! على الرغم من أن التقارير التي تـُصدرها مثل هذه الجهات لاتخلوا من أغراض معينة .. ولكنها تبقى مؤشرات يجب عدم أهمالها .. اعتمد التقرير على مجموعة من المعايير العالمية من أبرزها الديمقراطية السائدة في البلد، وتماسكه العرقي والثقافي، والمستوى الاقتصادي والتعليمي، ومدى حرية وسائل الإعلام ، حقوق الإنسان ، احتجاجات وشكاوى المواطنين من أوضاعهم المعيشية، إلى غيرها من المؤشرات. وقد وَضـَع مقاييس التصنيف خبراء اعتمدوا فيه على الأخبار الواردة من 90 ألف مصدر .. خاصة من وسائل الإعلام الحكومية وغير الحكومية ، و منظمات المجتمع المدني و المنظمات الإنسانية وغيرها من المصادر. كان العراق يحتل المرتبة الثانية عام 2007 في نفس التصنيف ، والمرتبة الخامسة عام 2010 والآن المرتبة التاسعة .. أي أن هناك تقدّم واضح وتطوّر ملموس …! دقــّـوا على الخشب ..!

* يقول الفيلسوف محروم المظلومــي : أذا الشعبُ يوماً أراد الحياة … فلا بـُـدّ ان يــُهاجر فوراً ..! 

* التقى صديق بصديقه فوجــدهُ مـُحتاراً .. فسألهُ : خير خو ماكو شي .. أجابه : لا والله .. بس بعد يومين عيد زواجنا الخامس وآني محتار شقدّم هدية لمرتي .. دا أفكر آخذهــه للصين .. فاستغرب صاحبه وقال له : أذا بالعيد الخامس لزواجكم تاخذها للصين .. لعد بالعيد العشرين شسـّـوي ..؟ أجابهُ : أرجـّـعها من الصين …!

[email protected]