23 ديسمبر، 2024 2:09 م

مشاهد عراقية … بعيداً عن السياسة – 5

مشاهد عراقية … بعيداً عن السياسة – 5

1- رمضان مبارك على جميع العراقيين والعرب والمسلمين … شهر رمضان الكريم هــذه الســنة ( 2012 ) له طعم خاص ونكـهة مميـّزة بطعم أمنيــة لطالما تمنيـّناها ولطالما ناشدنا المعنيين والمراجع الدينية المـُحترمة أن تسبغها على هذا الشهر الفضيل .. ذلك هو طعم الوحدة والمحبة والتآلف بين طوائف المسلمين في العراق .. كنتُ من بين الناس الذين يتمنون ويدعونَ لأن يصوم الشيعي والســُنـّي في يوم واحد ويستقبلون عيد الفطر بيوم واحد .. وكنا نقول دائماً أن وحدة وتآلف ســُنة العراق وشيعته أســمى وأهـَم من تقديم أو تأخير يوم الصيام أو يوم العيد … بعيداً عن التلسكوبات وبعيداً عن حسابات النجوم والأفلاك ..وبعيداً عن تـَعصـّب أعمى وأطرش وأخرس ..!  ومن أجل هــدَف نبيل كهذا تـُحفظ فيه حياة العراقيين ووحدتهم وتعاضدهم .. فأن الله تعالى ونبيه الكريم وصحابته الأجلاّء وآل بيته الأطهار سيـُباركون هذا المسعى ويمنحون رضاهم على من سعى اليه وتنازل من أجله و عمل به … وسوف تحفظ الأيام والسنين رمضان هذا العام رمزاً للمحــبّة والتسامح بين العراقيين … وفي نفس الوقت سيـُلعن كل من يحاول أن ينفخ في الرماد ليـُشعل نار الفتنة من جديد .. وسيـُلعن كل من أعترض أو خالف هذه الخطوة الوطنية وهذا التوجه الرائع …  واللعنة على الفضائيات ووسائل الأعلام التي تصبّ الزيت على النار وتروّج للتناقض والأختلاف .. بدلاً من أن تبارك وتـُشيد بهذه الخطوة ..!
والآن دعونا نستمتع بمتابعة مسلسل الزوجات الأربع .. أطال الله بحلـقاته ..!
2- في ستينات القرن الماضي كان المرحوم طاهر يحيي رئيس وزراء العراق آنذاك ( 1964 – 1966 ) وفي أحدى أمسيات ذلك العام كان يتجوّل سيراً على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل ساحــة الميدان .. فصعدَ أحدى باصات مصلحة نقل الركاب        ( الأمانة ) كما كانت تــُسمـّى .. كأي راكب عادي .. وبعد سير الباص صعد ثلاثة ركـّاب دفع كل منهم الأجرة ( 15 فلس ..! ) ولكن قاطع التذاكر ( الجابي ) قطع التذاكر دون أن يــُسلـّمها لهم فأخفاها على أساس أنهم سينزلون في المحطة التالية .. وفي المحطة التالية نزل الركاب الثلاثة وصعد ثلاث ركاب غيرهم .. فأعطاهم الجابي التذاكر التي أخفاها .. وكان رئيس الوزراء يـُراقب ما يجري أمام عينيه .. فنادى على الجابي وسأله : لماذا فعلتَ هذا ..؟ فتغافل الجابي ( سوّه روحه ما يدري ..! ) وقال : على شنو د تحجي أخوية ..! فأجابه : هل تعرفـُني فقال له الجابي لا .. فقال له : أنا طاهر يحيي رئيس الوزراء ..! وهنا أخذ الجابي يتلعثم ويتوسـّل ويشكي حالته التعبانة وأنه صاحب عائلة كبيرة .. الخ سحبَ طاهر يحيي دفتر التذاكر من يد الجابي وقطـَع أربع تذاكر ( بقيمة 60 فلس ) ومزّقها عقاباً للجابي .. أي غــَرّمــهُ 60 فلس .. وقال له سأحيلك الى المحكمة بتهمة الأختلاس..  فأخذ الجابي يبكي ويتوسل ، وهنا تدخـّل الركـّاب راجين من ( دولة ) رئيس الوزراء الصفح عنه وأنه لن يـُكررها مرة ثانية ..! فسامحهُ قائلاً : هــذه أمانة وعليك أن تصونها وتـُحافظ عليها .. وأعطاه خمسة دنانير من جيبه الخاص وقال له : خذ هذا المبلغ واصرفـهُ على عائلتك .. ولا تـُكرر فعلتك مرة ثانية ..! حزّورة رمضانية : كم عبد الكريم قاسم وطاهر يحيي نحتاج الآن أعزائي المشاهدين …؟!
3- فـَقـدَ البلد يوم أمس واحد من أعلامـه البارزين هو الباحث والمؤرخ والصحفي زهير أحمد القيسـي عن عـُمر ناهز الثمانين عاماً   ( رحمـهُ الله ) .. ولد القيسي عام 1932 في بغداد في منطقة العيواضيـّة والتي كانت تـُعتبر من الأحياء الأرستقراطية في بغداد في فترة الحـُكم الملكي .. ألا أنه قضى سنينهُ الأخيرة منسياً في منطقة الغزالية التي رحلَ منها الى مثواه الأخير .. أشتغل الفقيد بالصحافة والأدب والتأليف وكان موسوعياً متميزاً .. ألـّف العديد من الكتب نذكر منها : ديوان شعر بأسم ( أغاني الشباب الضائعـة ) و كتاب ( طرزان هاملت الأرتحال ) و كتاب ( الزراعة في التراث العربي ) و كتاب ( الشطرنج ) وكتاب ( أبن بطوطـة ) و ( أصوات وأصداء ) و كتابه الذي أرتبط ببرنامجه الشهير في الثمانينات والتسعينات ( أسمك .. عنوانك ) .. كما ألـّف العديد من الكتب التي تتناول العشائر والأنساب منهما ( معجم العشائر والأسـَر ) و ( فرسان الله في الأرض ) كما كتب في التراث والتاريخ الأسلامي عدة دراسات ومؤلفات منها : ( أجنحة العلوم ، و القلم والمطرقة ، و الرياضة في التراث العربي و والنفط في التراث العربي ) .. نال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية داخل وخارج العراق .. كما قدّم العديد من البرامج الأذاعية والتلفزيونية .. كان أشهرها برنامج ( أسمك عنوانك ) .. له مقولة شهيرة هي : أكــرموني .. قبل أن تـدفـنونـي ..!!  رحــِم الله زهير أحمد القيسي .. الذي مات مـُهملاً ومنسياً ..!
 يقول الفيلسوف العراقي الكبير محروم المظلومـي : لم ألتــَفت في حياتي الى الوراء أبداً .. ألاّ في الأمتحانات الوزارية ..!
 دخـَل رجل الى بيته فوجد زوجتـهُ مع رجل غريب في فـِراش الزوجية  .. فثارت ثائرته وهـَـمّ بقتلهما ..! فصرخت زوجته : شتريد سوّي بيـّه .. أضربني .. طلــّـكني .. مـَوّ تني .. بس لا تسحب الثقـة عنـّي …!