تحل علينا بعد ايام دورة جديدة من انتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 وهذه الانتخابات تشكل بحضورها نجاحا آخر يضاف الى نجاحات العملية الديمقراطية التي يمر بها العراق الحديث ,وهذه الانتخابات تجعلنا نشعر ان وضعنا من بعد التغيير مطمئن ولايمكن لعجلة الزمن العودة الى الوراء وان يحكم العراق بيد الدكتاتورية من جديد . الى هنا والكلام جميل ومعبر ولكن ماهو مؤلم ومزعج ان تكون هذه الانتخابات وسيلة للكسب غير المشروع واداة لايصال من هم غير قادرين على ادارة دفة الامور بشكل سليم وبالتالي الوصول بالبلد الى بر الامان .ان التجارب الانتخابية السابقة قد افرزت فيما افرزته امورا غاية في الاهمية من بينها ان الانتخابات استغلت بشكل عرقي وطائفي ومذهبي ولم تعتمد مبدا الوطنية والكفاءة والنزاهة لذلك وصل وفق هذا المفهوم اناس شتتوا العمل والجهد ولم يكن لدى اغلبهم هما سوى المصلحة الشخصية والحزبية الضيقة بخلاف مصلحة الوطن ,وبهذا يكونوا قد اساؤوا بقصد الى العملية الديمقراطية التي يمر بها العراق واضافة الى ماذكرت فقد جعلت معظم اطياف الشعب تفقد الثقة بالعناصر المنتخبة رغم وجود من هو وطني حقيقي ويحاول العمل لاجل البلد وفقدان الثقة هذا انجر على المشهد الاجتماعي اليومي الذي يعيشه المواطن البسيط ,فباستبيان بسيط اجريناه على شريحة من الناس تبلغ حوالي ثلاثة آلاف شخص كلهم ضمن شروط الانتخاب وجدنا النسب التالية :
الذين سينتخبون هم 64 بالمئة
غير المنتخبين 28 بالمئة
الذين سيشطبون استماراتهم في موقع الاقتراع 8 بالمئة
وعندما ناقشنا الغلب منهم وجدنا انهم قد فقدوا الثقة بالجهة التس ستنتخب من اي طرف كانت وان العملية الانتخابية فقدت في جزء كبير منها مصداقيتها وشفافيتها وذهب البعض منهم الى اتهام بعض جهات الدولة المتنفذة بتزوير نتائج الانتخابات عن قصد لتصل مجاميع مؤدلجة لتخريب الواقع العراقي ومحاولة الوثوب على العملية السياسية والعودة بعقارب الساعة الى الوراء ,ووجدنا ايضا ان نسبة الذين يقولون انها اسقاط فرض هي عالية والذين يقولون بصحتها وانها السبيل الوحيد لحماية العراق من الانقلابات والحركات المعارضة الدموية يتفردون عن غيرهم بانهم حسبوها بطريقة صحيحة وياملون ان يسهم الجهد الحكومي بتوفير الفرص الامنة لاجراء انتخابات نزيهة وعادلة .
ان العملية الانتخابية القادمة انا ارى انها ستشكل مفصلا هاما بضوء الظروف المعقدة التي نمر بها والتي اراد البعض منها ان تكون اداة لكسر شوكة الدولة والحكومة وجرها الى قانون المنطقة والعشيرة والفئة والطائفة والعرق والمذهب وهذا لعمري اخطر انواع قتل العملية السياسية الحالية ,كذلك هي ستكون رسالة عملية واضحة لتاكيد مبدا الوحدة العراقية الغائبة عن مفكرة اغلب ساسيي اليوم هذه الوحدة الوطنية التي يتمناها الجميع لانها صمام الامان للعراق ,صحيح ان هنالك اخطاء واخطاء كبيرة يجب حلها وتطمين الشارع بواقعية اجراءات الدولة بشانها وسوف يسهم الحل في اعادة الثقة بالدولة وسيكون التعاون على اعلى مستوياته مع الدولة من الشعب ,ولكن ان يصار الى استغلال هذه الاخطاء بالشكل الوقح الذي هو عليه الان من المحافظات الغربية وان تكون الدعوة الى اسقاط النظام والدستور والسير الى الحرب المجتمعية وعودة حكم الرجل الواحد كا كان سابق فهذا الذي لايمكن القبول به ولابد ان تتعالى الاصوات الرافضة لهذا المشروع والمنهج اليهودي القذر وان يكون البديل هو التلاحم والوحدة الوطنية على اقل لحماية انفسنا وابناءنا من خطر هكذا مؤمرات لانه لو نجحت لاسامح الله ستاكل الاخضر واليابس وسيكون الداعين للتخريب من اهل البلد اول ضحاياها على ايدي الارهاب الخارجي .
ستنجح الانتخابات ان شاء الله تعالى وسيصل الخيرين الذين رشحوا انفسهم لتبوأ المسؤولية الى مواقعهم ونامل ان يحققوا الشعارات التي رفعوها ويفوا التزاماتهم الى شعبهم وان لايتاخروا عن فعل ماهو صالح وناجح للعراق وان لاتتكرر التجربة السابقة حيث وقف الاخوة اعضاء مجالس المحافظات مكتوفي الايدي امام ارادات فاسدة استغلت الحالة للاثراء على حساب الناس .
اختم بآية قرآنية شريفة :
بسم الله الرحمن الرحيم
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
صدق الله العلي العظيم