سالني رجل كبير في السن عن العراق وقال اهذا هو العراق الذي عشت فيه عمري انا واولادي وعشيرتي ,ام انه بلد غريب لااعرفه؟
فاجبته نعم هو عراقك الذي عشت به وليس غير فطلب مني وصفه , فقلت انه يمتد من الموصل الى البصرة ومن ديالى الى الرمادي وتحده الدول المعروفة تاريخيا وينقسم ناسه الى 72 جزء من مختلف الاطياف والاعراق والاديان والمذاهب وهم كباقة الورد الجميلة ,وفيه دجلة والفرات وفيه نصب الحرية والجواهري والسياب والرصافي وفيه وفيه وفيه . فابتسم وقال لايزال بلدي بخير الحمد لله.
– اعترض طريقي طفل وطلب مني ان اصف له الاسلام واهله وهل نحن مسلمون ام ماذا ؟
فشرحت له ماامكنني عن الاسلام واهله وقلت له نحن مسلمون .فاخرج من جيبه صورة لطفل وقد قطعت راسه ووضعت في احدى المناطق المعروفة جدا في العراق وقال هذا في العراق بلد الاسلام والمسلمين ,فتلعثمت وقلت له كل يحاسب بذنبه ,فقال كلا انتم جميعا كعراقيين فشلتم في انقاذ العراق مما فيه فلا تستحقون الحياة لانكم لستم اوفياء له .
وانا اظر الى التلفزيون ظهر امامي منظر دجلة وشاعر يقول
حييت سفحك عن بعد فحييني …..يادجلة الخير ياام البساتين
حييت سفحك ظمآنا الوذ به ……..لوذ الحمائم بين الماء والطين
فشعرت برغبة في ان اكمل الفلم ولكني توقفت واغلقت الجهاز لاني لااحتمل النظر الى عراق الخير السابق وارى عيون الشر تتلاقفه اليوم تريد ذبحه وشطبه من الخريطة الانسانية .
والله لااقول اي شيء سوى كلمة قالها قبلي عارفون (رحم الله قومي عاشوا وماتوا وهم لايعرفون البعير من الناقة )
حيكم الله