23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

مشاهدات حية وغريبة من زيارة الاربعين الحسينية

مشاهدات حية وغريبة من زيارة الاربعين الحسينية

انبرى الكثير من الاخوة الكتاب الافاضل في تحليل وتفسير وذكر آثار زيارة الاربعين وبشكل واسع وفي مواقع ومنتديات عديدة طوال الفترة الماضية وقد لاقت كتاباتهم الاستحسان ,اليوم اكتب لكم مشاهدات ميدانية عن هذه الزيارة المباركة لكوني اديت الزيارة حبا وتطوعا ووفاءا لتلك الشخصية العظيمة التي سطرت عبر هذا التاريخ الطويل ماثرة خالدة فتحت آفاقا كثيرة للانسانية جمعاء وعلمتهم كيف يكون الثبات على الموقف وكيف ينجح رغم الخسارة المادية .
مراسيم الزيارة تبدا من كل محافظات العراق باتجاه كربلاء المقدسة مشيا على الاقدام في منظر بهيج يدل على عمق المحبة والارتباط الروحي بين المسلمين في كل انحاء الارض وسبط النبوة الامام الحسين عليه السلام ,وهذه الطرق الطويلة ومايرافقها من جهد كبير يبذل تاخذ من الزائر الشيء الكثير وتمنحه في المقابل راحة نفسية تجعله يجدد الثقة بالمجتمع نوعا ما ويامل بان يرى الاكثر من حب لله تعالى وتنفيذا لطاعاته ,وهذا حال العراقيون كل عام فالمشاركة بالزيارة تاخذ اشكالا متعددة فهذا الذي يوفر الطعام والشراب والمنام للزوار وذاك الذي يخدمهم صحيا وذاك امنيا واخر فقهيا وعقائديا وتتنوع اشكال المشاركين في الزيارة فتبدا من الطفل الرضيع الى الشيخ الكهل نساءا ورجالا واطفالا ,فهذا الي يمشي وذاك غير القادر يدفع بالعربة وذاك الذي يحمل على الكتف ,وهذا العام تميز بشيء بسيط عن سابقه بزيادة الوعي والتعاون بين الزائرين وكل الجهات المشرفة على الزيارة ,ولكن الذي لفت انتباهي هو كثرة الاعداد الوافدة من دول بعيدة عن الاسلام واغلبهم يعتنقون المسيحية فقد لاحظنا وجود اعداد من الزوار الصينيين والباكستانيين والفلبينيين وهنود وبنغال اضافة الى عدد كبير جدا من الزوار الايرانيين وكذلك زوار من دول اوربية متعدد كفرنسا وبريطانيا والنرويج والاهم في هذا كله اقبال هؤلاء الزوار على المكاتب الشرعية التي تجيب عن الاستفسارات الفقهية وسؤالهم عن الكثير من الموارد الفقهية بطبيعة الدين وممارسة هذه الشعيرة الخالدة وبهذا الحجم الذي لم تصل له شعيرة اخرى في العالم كله ويسالون ايضا عن قابلية العراق في توفير الخدمات لاكثر من عشرين مليون زائر برغم الازمة الاقتصادية الحادة حتى ان احد منهم قال بالحرف الواحد ان هذه الزيارة والتجمع لو كان في بلدنا لانهارت الدولة مباشرة لعجزها عن سد نقص المنفق على الممارسة من خزينة الدولة ولكن العراقيين متكافلين اقتصاديا ولم يظهر عليهم التاثر السلبي الاقتصادي بل بالعكس هناك وفرة مالية متمثلة بعوائد الزيارة على الخزينة المركزية وهذا مايسمى اقتصاديا بالنجاح في توفير العملة الصعبة .
كذلك لفت انتباهي حجم وسائط النقل المخصصة لخدمة الزوار وكيف ان كل المركبات الاهلية تنقل الزوار مجانا رغم كلفة الوقود والدهون واحتمال عطل المحركات .
اقول هنا ان هذه الزيارة الكريمة هي فيض من الرحمن ودرس اجتماعي وسياسي بليغ للشعب العراقي اضافة الى كونه درسا دينيا مجانيا يستفيد منه العالم اجمع ,اذن كيف الاستفادة الواسعة من هذه الممارسة وانعكاسها الروحي على الزوار هذا ماسنراه في الايام القادمة ونامل جميعا ان يكون بمستوى وحجم الزيارة وصاحبها .في امان الله تعالى.