في حلقتين سابقتين نشرنا أوجه الفساد المتعدد الاشكال الذي يستشري في مشروع ماء ومجاري البوعيثة ، وكيف يقوم مدير المشروع مع ابنه ( سفيان ) بالسطو على معدات ومكائن المشروع منذ اكثر من عشر سنوات، وعقد صفقات وهمية مع شركات تركية وروسية وفرنسية والمانية يقبض من خلال تعامله معها مئآت الملايين من الدولارات، حتى تحول ( سفيان ) الى ( مقاول ) لبناء الشقق والبيوت لنفسه في مناطق مختلفة من بغداد جراء توكيله من قبل ابيه بالسفر خارج العراق والتعاقد مع شركات تم ذكرها قبل قليل، وبيعها هناك، وتوريد مكائن خردة وبالة بأرخص الاسعار، هذا ان دخلت تلك المكائن اصلا، وان دخلت البلد فقد ذهبت في جيوب مدير المشروع وابنائه ( سفيان ) و ( عمار ) واولاد عمومته وموظفة اخرى تدير اعمالهم من خلف الكواليس، بالتعاون مع ( سفيان ) .
اما الفساد في مشروع ماء ومجاري الرصافة فيحتاج الى مجدات حسبما يقول العارفون بأسرار هذا المشروع الذي لم يكتمل حتى الان، واذا مارجعنا تصريحات ما نشر او اذيع من خلال القنوات الفضائية عن ذلك المشروع فيسيل له اللعاب بسبب مئات الملايين التي صرفت عليه وبقي عالم هذا المشروع الرهيب واحدا من اشكال الفساد المذهل الذي يحتار المرء في كيفية كشف خيوطه حتى وان كشف الكثير من خباياه عبر وسائل الاعلام.
نعود الى مشروع ماء ومجاري البوعيثة، الذي يستغرب كثيرون أن أمينة بغداد لم تدقق حتى الان في الكثير مما كتب عن هذا المشروع وكيف تعرضت منشاته ومكائنه ومعداته للسرقة وكيف وقع هذا المشروع ضحية صفقات تجارية مربحة حولت مدير المشروع واولاده الى كبار مالكي المال والعقارات بعد ان كانوا يقطنون في بيت ( خرابة ) في حي الصحة بالدورة لاتزيد مساحته عن مائة متر ، وهو اشبه بـ ( صريفة ) كما يقال في المثل العامي لكن الاقدار حولته بفضل سطوته على معدات ومكائن المشروع الى ملياردير منذ سنوات طويلة دون ان يكتشف امره من قبل الجهات الرقابية لا داخل امانة بغداد ولا من هيئة النزاهة او لجنة النزاهة البرلمانية الا مؤخرا عندما وضعت هذا المشروع وما تعرض له من سرقات في اولى اهتماماتها بعد ان ازكمت روائح الفساد انوف المسؤولين في امانة بغداد الذين وصلتهم شكاوى من موظفي مشروع ماء ومجاري البوعيثة نقلها عنه ابناء عمومته الذين اختلفوا معه على السرقة، وراحوا يزودون دائرة المفتش العام في امانة بغداد بما يجري من عمليات سطو وسرقة لمعدات ومكائن المشروع، حتى وصل الامر الى الحديث عن تعاون رهيب بين ( سفيان ) ابن مدير المشروع وجماعات من داعش تقطن في عرب الجبور، للسماح لهم بالسطو على معدات المشروع مقابل مبالغ زهيدة ومدير المشروع ليس بمقدوره الابلاغ عن قيام داعش بمداهمة مقرات الموقع وسرقته كونه سيتعرض الى التهديد بالقتل من تلك الجماعات التي حذرته من الابلاغ عن اية مهمة تقوم بها على معدات ومكائن المشروع، لكن ابنه ( سفيان ) تربطه بهم صلات وطيدة وهو من يسهل لهم تنفيذ مآربهم في تلك المنطقة وتسهيل سرقة مايودون الاستيلاء عليه من موقع المشروع، كونه يقع في منطقة نائية ويقوم الدواعش باليحث عن معداته بعد نهاية الدوام ويحصلون على مايريدون بسهولة ويسر.