19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

البطل الموهوب ,الرياضي الموهوب , الجائزة الكبرى , المراكز التخصصية , المدارس التخصصية , هذه مشاريع وزارة الشباب والرياضة في عراقنا الحبيب , الوزارة المسؤولة قطاعياً عن الرياضة في بلدنا ,هذه المشاريع الرياضية (هكذا تسميها وزارة الشباب والرياضة مشاريع) قد ارتبطت على ما يبدو بأشخاصها اكثر من ارتباطها بالواقع الرياضي ,فهذه المشاريع التي تعددت اسمائها والوانها وشخوصها لكنها وللامانة تشترك بهدف واحد معلن وهو العمل على توسيع قاعدة الالعاب الرياضية ,من خلال استقطاب الموهوبين من فرق الفئات العمرية الصغيرة والتي تكون بداية لمشروع صناعة بطل في مختلف الفعاليات الرياضية , وجميل جداً ان تنشغل وزارة الشباب والرياضة بهذا الهم الوطني لصناعة بطل رياضي , لكن السؤال المطروح اليوم والذي يراود الجميع هو هل حققت هذه المشاريع اهدافها المعلنة؟  لا يمكن لاحد ان ينكر الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الشباب والرياضة , وكذلك لا يمكن انكار الاموال الهائلة والطائلة والتي صرفتها الوزارة على هذه المشاريع الرياضية وبالمناسبة هناك مشاريع اخرى تضطلع بها وزارة الشباب والرياضة وهي المشاريع الشبابية والتي تخص قطاع الشباب في العراق والتي لها حكاية خاصة فهي مشاريع ليس لها طعم ولا لون او ليس لها تأثير على مجمل حركة الشباب العراقي مثل مشروع المرصد الشباب والذي لا نعرف ما هو ومالذي يهدف اليه هذا المشروع وكذلك مشروع برلمان الشباب والذي اغدقت عليه الوزارة المليارات ولكن دون ان نعرف او نشاهد اي اثر لهذا المشروع ؟ على ما يبدو ان المشكلة الحقيقية في مشاريع وزارة الشباب والرياضة سواء كانت مشاريع رياضية او شبابية هو ارتباط تلك المشاريع بأشخاصها ,فحجم المشروع واهميته وكمية الاموال التي ترصد له متعلق كل ذلك بشخصية صاحب المشروع ومدى قربه او تأثيره على مصدر القرار في الوزارة  وهذه هي الطامة الكبرى فهذه المشاريع تشهد تنافساً وصراعاً حاداً بين شخوصها ,ثم ان هذه المشاريع هي مشاريع تنظير فقط ! فالمشروع الرياضي كما يعرفه الجميع يحتاج الى قائد ميداني يعمل بخبرة السنين في الميدان لا قائد يُنَظر في قاعات المؤتمرات الرياضية او من على شاشات التلفاز ,لذلك نقول ان من يعتمد التنظير طريقاً لعمله الرياضي يفشل فشلا ذريعاً ,فالبقاء في العمل الرياضي لرجل الميدان ,من الممكن ان نشاهد اناس اكاديميون ينظرون ويضعون النظريات العلمية الرياضية لكنهم بالاساس هم من كان يعمل في الميدان والملاعب والساحات والقاعات , فهم يهيئون النظريات العلمية لاصحاب الخبرة في الميدان لانهم يعرفون مالذي تحتاجه الرياضة ومالذي يحتاجه الرياضيون ! ولذلك نقول من الممكن جدا ان يكون الاكاديمي الرياضي بالذات منظر من الدرجة الاولى وناجح في عمله في قاعة الدرس لكنه فاشل في الميدان لانه لم يمارس نظرياته بشكل عملي وتلك طامة كبرى تعيشها الرياضة العراقية ,فحينما يصبح هذا الاكاديمي منظر وصاحب مشروع ومنفذ ومشرف ومسؤول ووو وهذا مارأيناه في مشاريع وزارة الشباب والرياضة ,فالكادر المتقدم في الوزارة يتبنى المشروع كنظرية ويشرف عليه كمسؤول ويصبح هو الآمر والناهي بكل شيء حيث يلغي جميع الحلقات العاملة حتى يقال ان الاستاذ الفلاني او الدكتور العلاني او المدير عام هو صاحب المشروع وهو صاحب هذه النظرية , اذن هي مشاريع اشخاص قبل ان تكون مشاريع تدخل ضمن ستراتيجية عمل الوزارة ولذلك نرى ان هذه المشاريع سرعان ما تضمحل وسرعان ما تفقد هويتها بعد ان تفشل بتحقيق اهدافها , والدليل ان مشاريع البطل الموهوب او الرياضي الموهوب او المراكز التخصصية او المدارس التخصصية فشلت هذه المشاريع حتى هذه اللحظة بتقديم لاعب واحد للمنتخبات الوطنية ولمختلف الفعاليات والبطولات التي تقام باسم هذه المشاريع بطولات تشهد حالات التزوير اضافة الى مشاركة لاعبي المنتخبات بهذه البطولات والتي تبحث مديريات الشباب في المحافظات من خلالها على تحقيق انجاز يحسب لهذه المديرية او تلك  ,فالمشكلة باصحاب هذه المشاريع والذين يتصورون انفسهم بانهم الاباء الشرعيون للرياضة العراقية بشكل عام فهم لايعجبهم العجب ولذلك نراهم يفشلون في ايجاد حالات التنسيق والتفاهم مع بقية المؤسسات الرياضية العاملة في البلد , وهذا ما ظهر وبشكل واضح من خلال الصراع البيزنطي بين وزارة الشباب والرياضة من جهة واللجنة الاولمبية من جهة اخرى ,هذا الصراع الذي يحركه الاشخاص المتنفذون في الوزارة والذين يسعون الى فرض سياسة التسلط على مجمل المشهد الرياضي العراقي بذريعة واهية جداً حيث يتصورون انفسهم انهم يمثلون سلطة الحكومة والدولة باعتبار ان وزارة الشباب والرياضة مسؤولة قطاعيا عن الرياضة في البلد وهذا طرح لا يختلف عليه اثنان اطلاقاً ,فلا يمكننا ان نتصور ان الرياضة العراقية يمكن لها ان تحقق شيئا بدون دعم حكومي وهذه بديهية مسلم بها من قبل الجميع ,لكن ما يعمل عليه المتنفذون في الوزارة غير ذلك والدليل ان المشاريع الرياضية لوزارة الشباب والرياضة تفتقر الى حالة التنسيق والتعاون مع الاتحادات الرياضية ,فلا نعرف مالذي تهدف اليه الوزارة حينما تتعامل ببيروقراطية مقيتة مع الاتحادات الرياضية ومنتخباتها والتي هي منتخبات العراق وما قضية القاعات العشرة (قاعات الجينكو) الا دليل عل مانقول وكذلك حالة التعامل القاسية بموضوع البنى التحتية من ملاعب وقاعات والتي وجدت لخدمة المنتخبات الوطنية نرى الوزارة تتعامل باسلوب كتابنا وكتابكم مع النتخبات الوطنية التي تحتاج الى هذه القاعات فكم منتخب وطني تم اخراجه من قاعة تدريب والسبب ان هذه القاعات تابعة لوزارة الشباب والرياضة ,وبالامس القريب تم منع المنتخب الاولمبي العراقي بكرةالقدم والذي يستعد لدورة التضامن الاسلامي من دخول ملعب الشعب وبأمر من مدير المنشاءات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة !  وان من يتحدث عن التنسيق والتعاون في العمل الرياضي وهذا ما نسمعه من اركان الوزارة عليه ان يعي ان لكل حلقة من حلقات العمل الرياضي في البلد مهماتها واهدافها وآلياتها الخاصة بها والتي لم ولن تتقاطع مع سياسة الدولة العراقية اطلاقاً فالجميع يعمل تخت خيمة الوطن والدولة , فاللجنة الاولمبية لها آلياتها ومهامها واهدافها وهي تعمل وفق منهج واضح لا يتعارض مع سياسة الدولة العراقية فهي مؤسسة ترتبط بمنظومة دولية لها ما لها  وعليها ماعليها ولذلك فشخوص اللجنة الاولمبية جائوا من خلال صناديق الاقتراع وعبر انتخابات (رغم تحفظنا على هذه الانتخابات) في حين نرى ان شخوص وزارة الشباب والرياضة جائوا عن طريق التعيين او عن طريق المحاصصة الحزبية او الطائفية تلك المحاصصة التي فرضها الواقع السياسي للبلد , ونعتقد ان الفرق شاسع وواسع بين الحالتين , ان من يسعى الى تهميش دور الاتحادات الرياضية في مجمل حركة المشهد الرياضي العراقي عليه ان يجد البديل الناجح لتلك الاتحادات ومن يعجز عن ذلك عليه ايضاً ان يفتح آفاق التعاون والتنسيق الواسع بين الاتحادات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة من خلال فتح الملاعب والقاعات وتقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي لهذه الاتحادات لانها تصب بالنهاية بمصلحة الرياضة العراقية في الوقت الذي نبارك جهد الوزارة باعتبارها جهة حكومية بمتابعة ومراقبة عمل هذه الاتحادات ,فلا يمكننا ان نتصور يوما ان الرياضة العراقية ممكن ان تحلق بجناح واحد فللرياضة العراقية جناحان هما وزارة الشباب والرياضة بكل مفاصلها واللجنة الاولمبية بكل مفاصلها ,فالعمل يكون تكاملي وتضامني ايضاً من اجل خلق رياضة عراقية معافاة . وكان الله والعراق من وراء القصد
[email protected]