قامت بعض القوائم بحملات وتكتيك انتخابي متميز، أتى بنتائج متميزة.
لماذا حصدت قائمة النصر نصرا كبيرا؟
حصلت قائمة نصر على تأييد جماهيري نتيجة تسليط الضوء على إنجازات العبادي خلال أربعة سنوات. أهمها تأسيس جيش عراقي ودحر داعش و الإشادة بما تم من توحيد كثير من الصفوف نتيجة الخطاب السياسي العقلاني للعبادي.
ربما يتساءل البعض ألم يكن من الأولى أن تحصل قائمة الفتح على هذا التصويت لطالما هم من قاتل على الأرض.
ما يميز خطاب قائمة النصر هو الحيادية في الخطاب والابتعاد عن التسقيط السياسي و وسطية الطرح، و قيام المسؤولين عن الحملة الانتخابية بتواصل ممتاز مع الجمهور العراقي و توجه المتحالفين كل الى جمهوره كوضع خالد العبيدي و بسمة بسيم في الموصل، و هذا ما أخفقت به قائمة الفتح جملة و تفصيلا.
كيف تمكن الحزب الديمقراطي اجتياز أزمته؟
قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بحملة انتخابية ممتازة رغم تحميله أزمة التصويت على استقلال الإقليم و ما ترتب على هذا الامر لاحقا، و كان من المتوقع ان هذه التداعيات ستؤثر على شعبية الحزب و بشكل كبير.
تمييز هذه القائمة كان في ادراك الحزب و كوادره المتقدمة لحجم الازمة لذلك اعتمد الحزب في استراتيجية الانتخابية اولا على استعادة الثقة الجماهرية، وصلت حد زيارة كوادر الحزب الناس مباشرة في بيوتهم، و الاتصال بالعشائر الكردية في معقل البارتي بهدينان ( محافظة دهوك ) و تعزيز الارتباطات بلغة العشيرة، من إيجابيات هذه الحملة هي تمكن الحزب من إيجاد لغة حوار مشتركة بينه و بين جماهيره، و لم يغفلوا عن أهمية وجود العرب في الإقليم، صوت الكثير من العرب لشخصيات كردية مثل النائب فارس البريفكاني في الموصل و عزز الحزب عمله بدعم حملة انتخابية قوية في أوربا استخدم فيها أيضا لغة الترابط العرقي. نجح الحزب باستعادة الكثير من اتباعه بعد الاحتجاجات والمظاهرات التي انطلقت في الإقليم خلال الأشهر الماضية، و على ما يبدو ان الربيع قد عاد الى رمزية السيد البارزاني، و سيعود الحزب الديمقراطي الكردستاني الى الساحة السياسية.
قامت بعض القوائم بتقليد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزيارة العوائل على سبيل المثال قائمة القرار. قام السيد السيد اسامة النجيفي رئيس قائمة القرار بعدة زيارات لعوائل موصلية عريقة و عقد مؤتمرات لأبناء الموصل الا ان طول فترة إخفاق هذه القائمة لم تمكنه من استعادة الثقة و لا حتى في معقل رئيسها.
كيف لم يؤثر موت نوشيروان مصطفى على شعبية التغيير؟
تغلب حزب التغير على تأثير غياب رئيسه نوشيروان مصطفى بتعزيز التواصل بين قياداته داخل وخارج البلد و قيامهم بحملة جيدة و استخدامه لغة خطاب متحضرة تناسب نخبهم. حزب گوران تمكن من قلب الهرم الاداري فعزز ترابط القاعدة فيما بينها و من ثم ترابط القيادات المحلية لتعويض غياب نورشيروان، و نجح الحزب الى حد كبير بالحفاظ على مؤيديه.
قائمة جديدة بإمكانيات جديدة.
قائمة الحراك الجديد، هذه القائمة الفتية كانت متميزة بعملها الانتخابي الذي ارتقى الى مستوى العالمية واتسم بالحداثة. اعتمدت على التواصل مع كل اطياف المجتمع العراقي وتم ترجمة بعض الكلمات المهمة لبعض القيادات الكردية للحزب ترجمة فورية الى اللغة العربية و بالعكس، و تم إدارة الحملة عبر كل وسائل الاعلام. الاجتماعات التي عقدها رئيس القائمة شاسوار عبدالواحد كانت ممتازة بطريقة طرح الأفكار و طريقة اجراء الحوار المباشر مع الجمهور و بناء جسور تواصل مفتوحة، و قامت بالإضافة لما ذكر أعلاه قناة NRT التي يملكها رئيس الكتلة بتغطية جيدة للحملة الانتخابية.
بما لا يقبل الشك ان تجربة الإقليم منذ عام ١٩٩١ والمخاض الذي مر به جعل سكان الإقليم و الاحزاب الكردية تدرك أهمية الحملة الانتخابية و أهمية المشاركة فيها.
الدكتور محمد صالح زيني!
هذا الرجل كان يسبح ضد تيار جارف من الإعلانات الممولة من قوائم لا تعاني من أي مشكلة في التمويل، بينما هو كانت لديه كثير من المعضلات المادية. فاعتمد أسلوبا بدائيا لكنه تمكن من الوصول الى قلوب من انصت اليه، فقام شباب بغداد بحملة انتخابية في وسائل التواصل الاجتماعي لم توقفها أو تغطي عليها كل الإعلانات المروجة وفاز الدكتور محمد زيني بإرادة شباب بغداد.
اما القوائم التي قامت بشراء الأصوات مقابل مبالغ مادية او استخدمت العنف والتزوير فهي القوائم صاحبة اسوء الحملات الانتخابية، قسم من هذه الأحزاب لم يرتقي عملهم لكي نطلق عليه حملة انتخابية والاصح كانت حملات بيع و شراء.
سيبقى سؤال عالق بالأذهان حتى انتخابات ٢٠٢٢. ماذا تعلمنا من التجارب الانتخابية و أهمية الصوت الانتخابي؟