15 أبريل، 2024 7:10 م
Search
Close this search box.

مسيلمة الكذاب……وأحفاده في العراق…….!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكذب هو أن يخبر الإنسان عن شيء بخلاف الحقيقة, وتزيف الحقيقة جزئيا او كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة ,وإذا كان الكذب طريق النجاة عند البعض فان الصدق هو كل الطرق والسبل التي تؤدي للنجاة وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس إلى الكذب, منها الخوف من العواقب-اكتساب فوائد-للتجنب من ذكريات مؤلمة-الخيال الخصب-الحفاظ على المكانة الاجتماعية-حب الظهور-العداء للآخرين-النيل من منصب-وابتزاز المواطن للحصول على أصوات انتخابية …وغيرها,وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسيا واجتماعيا وهو عكس الصدق,والكذب فعل محرم في جميع الأديان ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي (الكذب المزمن ) وقد يقترن بعدد الجرائم مثل الغش والنصب والتزوير والسرقة وقد يقترن ببعض المهن أو الأدوارمثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية أو التسويق الإعلامي والأستهلاك المحلي.
والكذب صفة سيئة جدا
ومن عيوب بني البشر المكتسبة من تعاملات الأشخاص والساسيين أمام شعوبهم وكثير من هؤلاء يعرفون ويحسون بأنفسهم عادة الكذب لأنهم داخل هذه الدائرة حالهم حال المجنون الذي لا يعلم بجنونه إلا العقلاء,أما هو فيظن انه عاقل .وهو صفة من صفات الجبناء فإذا كنت تكذب فأعلم أنك جبان فالكذب لا يفيد صاحبه بقدر مايؤذيه ,فالنفس يوما بعد يوم سوف تصدقك كذبك ويصبح عندك الكذب هو الصدق ولا تستطيع نفسك التفرقة فتتكلم بكذب كأنك صادق.
وهناك سبعة أنواع من
الكذب  – حسب المواصفات العالمية – النوع
الأول هو نشر الخوف بخدمة الصالح العام- والكذب بين الدول المتنافسة- والتغطيات الأستراتيجية لتغطية فشل في إحدى السياسات بهدف عدم الأضرار بالدولة,مثل الكذب على الشعب بشان درجة الكفاءة العسكريه إثناء الأزمات- وخلق الأسطورة القومية والهدف من هذا النوع  هو خلق نوع من الهوية الجماعية بين أفراد الشعب (نحن في مقابل الأخر ) – والأكاذيب  الليبرالية التي بموجبها قد تخوض معركة او حرب لأسباب أخلاقية- والأمبريالية الأجتماعية التي تهدف للألتفاف حول الحاكم ولكن بغرض تحقيق مصلحة ذاتية-والنوع الأخير فيتعلق بالكذب من اجل تغطية الفشل في السياسات ولكن لأغراض ذاتية.
وأكد الشيخ محمد بن
حسن المريخي أن صفة الكذب فقد جاءت وذكرت في (280)آية في القران الكريم حيث توضح العاقبة الوخيمة للكذب وأوضح إن هذه الصفة الذميمة تثير غضب وسخط الله عز وجل معلقا بان الكذب محرم على المسلم قولا وفعلا ضاحكآ به او جادآ او مخادعآ بقوله تعالى(أنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واؤلئك هم الكاذبون ) .
وكان مسيلمة بن حبيب
ابن حرب أو (مسيلمة الكذاب ) حسب التسمية الأسلامية له وكان احد الذين ادعوا النبوة في زمن محمد(ص ) كان غالبا ما يكذب على الناس بابتداع آيات وروايات وقصص كاذبة وكثيرا ما أشير له بالكذب وحاربه الناس في ذلك الوقت وعندها هرب إلى عمان وعمل بحارآ في السفن التجارية بين عمان والهند وللأسف والمرارة قد ظهر في العراق أحفاد مسيلمة فأصبح الكذب منهج وديدن الساسيين العراقيين فكثرة كذبهم وحيلهم ومكرهم الذي أستخدموه مع أبناء  شعبهم قد افقد ثقة الشعب بهم وهناك حديث للرسول الأعظم (ص )…إن الإنسان ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ).
 وهناك احتفال في العديد من البلدان يسمى (كذبة نيسان ) يحتفل به في اليوم الأول من شهر نيسان من كل عام وهو لا يعد يوما وطنيا أو معترف به قانونيا كاحتفال رسمي,لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال بالمزح واطلاق النكات وخداع البعض للبعض الأخر وقد تحصل مواقف طريفة وبعضها محزن وقد أستخدمها البعض في العراق الاستخدام السيء جراء كذبة وخبر يؤدي الى الصدمة والموت احيانيآ والإصابة بأمراض السكري والضغط الدموي والجلطة والسكتة القلبية ونحن نعيش في زمن الصدمات اثر التفجيرات الإرهابية والاختطاف والقتل المجاني وغيرها. وهناك في الناصرية مركز محافظة ذي قار,أرادوا استغلال رمزية أول نيسان لصناعة مشروع من نوع مختلف يتمثل في تأسيس (بنك الكذب ) ويقولون انه مخصص-لجمع أكاذيب ووعود المسؤلين والساسة العراقيين وتوثيقها ليتيح للأجيال القادمة للإطلاع على أنواع الأكاذيب التي يستخدمها المسؤلون والساسة لتبرير عجزهم وتمرير أجنداتهم كما يتيح للأجيال التعرف على نوع الساسة الذين كانوا يحكمون ويتحكمون ببلادهم.
أما نحن فأصبح الكذب
في كانون وشباط وكل أشهر وايام ألسنه نكذب في الموازنة والمواثيق والأتفاقيات وصفقات الغذاء والسلاح وحتى جهاز كشف المتفجرات أصابته العدوى فاخذ (يكذب ) فلا يميز السيارة الملغومة من (الستوته ) حتى إن البدو الرحل أيام زمان يعيبون الكذب ,وكان هناك جهاز كشف الكذب عند القدماء فهناك طريقة اكتشاف الكذب عند البدو قديما فمن المعروف ان البدوي يأنف الكذب ولا يرضى أن يتهمه احد به ولكن ماذا لو حدث موقف يحتاج البدوي لإثبات صدقه؟ لهذا الغرض اخترع البدو(البشعه) بكسر الباء وهي باختصار أن يجتمع الخصوم في مجلس عربي عند شخص يقال له المبشع ويقوم هذا المبشع بأحماء قطعة معدن هي أشبه بمقلاة البيض الصغيرة في النار حتى يصبح لونها كالجمر فيلقعها المتهم فان كان صادقا فلا تضره شيئآ وان كان كاذبا فهي تلتصق بلسانه,فهم لا يقتنعون بالحلف واليمين وقد حاول البعض تفسير هذه الظاهرة فقالوا: إن الإنسان الصادق يكون واثقا من نفسه بحيث لا يجف ريقه ويكون لسانه مبتلا فلا تؤثر فيه حرارة المعدن وأما الكاذب فيكون مضطرآ  لدرجة أن ريقه يجف مما يجعل المعدن يلتصق بلسانه .
وهناك اله الكذب عند
المصريين القدماء فقد عثرعليه في حفرة صرف صحي لأحد المقابر الفرعونية.
لاللصدق في وقتنا
الحالي…والآن نعيش عصر الكذب والنفاق والمواعيد فلا تتعب نفسك بقول الصدق لأنه اصبح  شيء من الماضي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب