ألتركيبة العراقية المكونة للصورة ألبهية لخارطة ألعراق ألسكانية ألوانها زاهية وتماسكها يبعضها ألبعض تعطي رونق متميزا قلما نجده في بلد من بلدان ألعالم
طوائف وأقوام ذائبة في بوتقة ألعراق مكونة بناء وأساس قوي للبيت ألعراقي .
الأيزيديين,ألمسيحيين,الصابئة ألمندائيين,ألعرب ,الكرد,الأشوريين,ألتر كمان
أقوام وجدوا مع وجود ألعراق واختلطت وذابت بأرض هذا ألوطن ألعملاق .ففي ألملمات وفي ألأفراح وفي الخير والشر لا تسمى هذه الطوائف باسمها ألمجرد بل تسمى باسمها الكبير العراقيين أو أنه ألعراقي.
كل طائفة أو مكون من هذه ألمكونات وجدت على ارض العراق قبل الأخرى وأنها شاركت بكتابة التاريخ ألقومي للعراق بدماء وشقاء أبناءها وخطت على جدران البيت ألعراقي أجمل ألصور.
السنين تمر والتاريخ يكتب سفره بأكف الأجداد والأبناء ولا توجد تسميات من كتب ألتاريخ..ولا أحد ادعى انه كتب التاريخ بل ألجميع خط وشارك بكتابته.
وقفت هذه الأقوام على مر هذه ألسنين ألموغلة في ألقدم وقفة رجل واحد عندما تعرض ألعراق لغزوات ألأجنبي , مات من مات منه شهيد من أجل هذه ألأمة وجاع الجميع يوم ألجوع والقحط وتعرض من تعرض للفيضانات عندما غضب دجلة وفاضت مياهه وبكى ألجميع دون استثناء عندما جرح ألعراق في الصميم بكى العراقيون جميعا وطببوا جراحه واستشهد الكثير من أبناء هذه ألطوائف عندما تعرض ألعراق للقصف الأجنبي ؟ لم تفرق الأرض العراقية بمن يدفن فيها فلا تلفظ ألمسيحي وتقبل ألكردي ولا تستقبل أليزيدي وترفض الأشوري إنها ارض واحدة معطاء وهؤلاء أبنائها .
الجنسية عراقية والجواز عراقي والاسم عراقي ,الأرض عراقية .أليست هذه ألصفات تجعل ألجميع شركاء على هذه ألأرض ؟
أليست هذا ألتصميم الألاهي ألمتراص هو أساس لبقاء ألوطن ؟
هل بخل نهر دجلة على طائفة دون أخرى؟
الم يمر ألفرات على جميع هذه المدن هل منع ماءه عن تلك ألقومية وأعطى ماءه لقومية أخرى ؟ففي الحلة كنيسة مسيحية وفي ميسان مقبرة للصابئة ألمندائيين وفي بغداد أكراد وفي ألبصرة سنة وشيعة ..انه ألعراق ودون أبناء طائفة لا يسمى العراق .لكن في ألآونة ألأخيرة دخلت علينا لغة جديدة همجية طارئة لم يكن لها وجود بيننا لغة ألقتل والتهجير والخطف فتنة غذيت نارها بحقد ألجار وارتفعت مأساتها ضد ألأخ والصديق .
أنت شيعي يجب أن ترحل وأنت مسيحي لا مكان لك بيننا وأنت تركماني ليست عراقي أنت, وأنت يزيدي منبوذ وأنت كردي لك وطن أخر .
من أين جاءت هذه أللغة ألدخيلة؟ ولماذا ألان ؟ولماذا لم نسمع بها قبل هذه ألفترة ؟ الم تكن ألجامعات ألعراقية زاخرة بأبناء ألعراق جميعا بكل طوائفهم ؟الم يكن شارع ألسعد ون في وقت العصر زاخرا بمحلاته ومشاربه وناسه ومرتعا لكل أبناء هذه القوميات؟ الم تكن مصايف العراق مضيف للجميع؟ هل شاهدنا أو سمعنا يوما احد ينادي أنا ليس عراقي بل أنا مسيحي لماذا أذن ؟ وكيف نقبل أن نفتت هذا ألوطن ؟
صورة جميلة هذه التي تجمعنا وبأزياء مختلفة ولغات مختلفة وطقوس مختلفة كنائس جوامع حسينيات دور عبادة إنها صور جميلة مكونة لصورة واحدة صورة ألعراق الواحد ..سماء واحدة ونهرين يتعانقان في ألجنوب بعد أن ارتوى من ماءهما كل تلك ألقوميات .
بالأمس سمعنا إن اثنان من أبناء ألطائفة المسيحية اختطفا ودفعت الفدية لكن أحدهما قتل
تبت يد من مدت عليهما إنهما رمز للتسامح والسلام ورمز للمحبة والوحدة إن الأيدي ألتي خطفتهما أيدي وقحة قذرة لم تشرب من منهل دجلة والفرات .
ماذا قال ألا رهابيون لهؤلاء السادة؟
إنهما حمامتا سلام وإنهما غصن زيتون إنهما ألمسيح على الأرض يمشي .
قطع الله أليد ألتي مدت عليهما . كأني أراهما قد غفرا لهؤلاء ألقتلة وأعطوهما درسا في ألتسامح وغيروا مفاهيم عقولهم ألعفنة .
لعمري والله كأني أرى هؤلاء المسيحيان وقد ضربا للقتلة أروع معاني ألمواطنة ألعراقية ودلوهم على طريق ألخير .
لعمري كأني أرى ألقتلة لم يناموا تلك الليالي بعد أن أقحموا ألكنيسة ألمسيحية وعرفوهم بمعنى الدين والحب والسلام وألا من والوطن والسماء والماء والطفولة الأمومة والأخوة والله…
الم يكن ألدرس بليغا لكل أبناء ألعراق ؟
انتبهوا أيها السادة للمسيحيين إنهم أصل ألعطاء ألصامت أنهم أعطوا كل ما لديهم .
وهل ألعراق من غير ألمسيحيين تكتمل صورته؟ وهل ألعراق يستطيع أن ينام يوما واحدا دون أبناء المسيح ؟ وهل ماء ألعراق يكون زلالا في أفواه أبناءه دون أن يرتوي منه أبناء ألمسيح ؟
إنهم ألأصل وإنهم نخلة العراق الشامخة التي تعطي ثمرها دون أن تمن على أحد ولا تريد من أحد إن يخدمها ترمى بحجر وهي فرحة لتعطي ثمرها لأبنائها.