لمواجهة الثورة الكردية المسلحة منذ ستينات القرن الماضي كانت تلجاء الحكومات العراقية المتعاقبة إلى تشكيل قوات من العشائر تعتقد تلك الحكومات ان مصالحها العشائرية مع الحكومة تتضرر من إنتصار إنتفاضة شعبهم التى كانت في أغلب الاحيان ترفع شعارات بناء مجتمع كردي معاصر والحكومة تستغل هكذا شعارات لتحريك رؤساء بعض العشائر(معظمهم من الاقطاعين والملاكين المسطرين على الناس ) من خلال إفهامهم بأن تلك الشعارات تضر بمصالحهم أكثر (كما تفعل الحكومة الحالية في بعض المناطق وتحت عنوان قوات او مجالس إسناد من العشائر )‘ فشكلت في زمن قاسم ما سمي بـ(فرسان صلاح الدين !) وتم تسليحهم لمواجهة أنصار الثورة الكردية (بيشمه ركه ) وبعد إنقلاب 8 شباط 63 أضافة حكومة (عارف – البكر ) مجامع من العشائر العربية سميت بـ(فرسان الوليد) تيمنناًبـ(خالد بن الوليد!) ‘ بعد إندلاع الثورة الكردية الجديدة على إنقاض الحركة التي تم القضاء عليها نتيجة اتفاق الجزائر 1975 ‘ لجاءة الحكومة الى تشكيل ما سمي بـ(أفواج دفاع الوطني !) من رؤساء بعض العشائر من الموالين للحكومة حتى توسع مهامهم حيث شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية في قواطع (الشمالية – أقليم كردستان) ‘ القصد من هذه المراجعة تأريخية هو الحدث التالي :
– يروى ‘ والقول على الراوي أن احد أمراء تلك الأفواج (الدفاع الوطني ) في أحدى المدن الكردستانية (يقال انها أربيل ) عندما يمر موكبه في شوارع المدينة ‘ كانت سيارته وسيارات الحماية معه ينشرون ضجيج الطواريء من خلال ابواقهم ‘ وعندما يصلون الى الإشارات الضؤئية (يضربون الإشارة) ويسببون إرباك في الشارع ‘ وأي شرطي مرور موجود في المنطقة يحاول إيقاف هذه المخالفة يصاب بخيبة أمل لان موكب (الامير !) لايبالي به ‘ ويقال انه وبعد ان زادت شكوى افراد مرور المنطقة التي يمر من شوارعها الموكب ‘ اجبر مدير المرور بنفسة أن يحضر في احد الايام الى التقاطع الذي يمرمنه موكب أمر الفوج ‘ أملاً ان يوقفه على حده كما يقولون ‘ فعند ظهور الموكب من مسافه بعيده من التقاطع يأمر المدير بوقوف سيارات المرور لقطع الشارع امام الموكب وإجبارة للوقوف ‘ ونجحت الخطة وأجبر الموكب لاول مرة على الوقوف ! فذهب المدير بإتجاه سيارة (الأمير المسلح !) وقال له : ياسيدي كثرت عليك شكوى وأنت وموكبك تتجاوز إشارات المرور وهذا شيء بإضافة الى أنه مخالفه قانونية ‘ عمل خطير يمكن ان يؤدي الى الاضرار بك وجماعة الحماية عندما يحدث لاسامح الله تصادم بأي سيارة مارة بسرعة في التقاطع ! يقال ان أمر فوج الدفاع الوطنى اجابة مدير المرور و بـ(خشم عالي ! )كما يقولون في الامثال بمايلي :
– طيب إذا اني ما اضرب إشارة المرور وماامشي مثل ما اريد في الشارع وما اضرب من يخالفنى ‘ اذن لماذا حملت السلاح وادعم الحكومة ؟
تذكرت هذه الحكاية عندما روا لي صديقي أنه سمع حوار طريف من أحد السادة المسؤلين المتلبسين بالفساد من الوزن الثقيل والذي ينشر و (يومياً ) و وأن هذا الشخص المسؤل و(بعد ماكان لاشيء !)وأصبح صاحب الفلل و العقارات وأرصدة و…………..الخ وبعد كشف عنه المستوروتحرك القضاء ضدة لمحاسبته ‘ وهو يقول :
– موصوج الي يطلب محاسبتي ‘ الصوج مني شاركت بدعم العملية السياسية و أكشف مثيري الفتن الطائفية وأدعم الوحدة والمصالحة الوطنية وأدعم الإنفتاح كطريق لبناء مجتمع حر كل واحد حر فيما يعمل ويختار
ونِعم ….. بعد ماذا يريد هذا الشعب ؟ وماذا يعني إذا واحد مد يده على مبلغ من المال تعويضاً لجهد بناء الديمقراطية ؟! ياجماعة أليس ظلم أن يحاسبو وهو مسكين له هذا الفهم العميق لمعنى الحرية والمسؤولية ؟ !