قد لا يدرك بعضنا السبب الحقيقي للعداء من الإسلام, وبالتحديد من شخصية الرجل المسلم, بيد أنها تتضح يوماً بعد آخر, فمراكز القرار في أوربا وأمريكا, وكذلك الصين والهند، تعتمد على دراسات الفكر اليهودي من أصحاب المال والنفوذ والعنف, فيشيعون أجواء البغض والعداوة؛ بسبب زيادة أعداد المسلمين بكل بقاع المعمورة.
إن أسباب اللجوء الى الإسلام من قبل الناس واضح لكونهم يجدون فيه الملجأ الآمن, والعيش الكريم, بدلاً من الكرامة المسلوبة وعرض الأجساد, فالمغزى بات معروفاً, وهو تنامي الفكر الإسلامي داخل هذه المجتمعات المفككة إجتماعياً, فلا ضمانات كريمة إلا في ظل الإسلام، وهذا ما يرعبهم، ويجعلهم يقتلوننا بدم بارد.
المشكلة واضحة جداً، فمجرد خلق الدسائس, وإيهام الشعوب بأن الإسلام دين التطرف والإرهاب, فهذا يعطيهم حق في الإساءة والقتل, وهذا ما يحدث الآن في بورما، ولم يدركوا للحظة واحدة, أن أصولهم اليهودية والمسيحية, كانت تعيش جنباً الى جنب مع المسلمين, ولهم كامل الحقوق والواجبات، ولكن حفلات الإبادة والقتل المتعمد، والتمثيل بالجثث المسلمة أصبح سائداً في يومنا هذا، والسكوت المخزي لدعاة الإسلام، له تفسيران لا ثالث لهما.
التفسير الأول هو البعد الجغرافي لمسلمين بورما، حيث تتواجد في القارة الآسيوية، في شمال شرق الصين، يحدها الهند بشمالها الغربي، والبعد الجغرافي يجعل عدم الإستفادة في هذا التدخل، من قبل دول المحور الإسلامي المتمثلة بقطبيها الإيراني والسعودي واضحاً، وصراعهم الأبدي الذي لا ينتهي إلا مع انتهاء الدولتين من الخارطة الجغرافية، رغم أنه صعب الوقوع، وهذا ما تسعى اليه أمريكا والمتأسلمين من أذيالها، بدلاً من التعاون والتكاتف بينهم والإنتفاضة بوجه القتلة، ومحاربتهم إقتصادياً وفكرياً، وأن تطلب الأمر عسكرياً، من أجل إنقاذ المسلمين من الإبادة الجماعية البشعة والمقصودة.
التفسير الثاني يكمن في المصالح الإقتصادية والسياسية بين البلدان، على حساب الدماء المسلمة، ومن يريد الحفاظ على منصبه وكرسيه، لابد أن يكون خنوعاً وذليلاً، ولا يُقدِم على أي حماقة من أجل الإسلام، لأنها مجرد ديانة إعتنقها رغما عنه، وهي موجودة في هوية الأحوال الشخصية، فمنصبه يضمن له العيش الرغيد في الحياة الدنيا هو وأبناؤه، وللمسلمين رب يحميهم، وما دخل العبد المسلم بذلك!
ختاماً: ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية لا تمحوها السنين، إنها مذابح بورما يا سادة، التي أصبحت سكيناً بخاصرة الدعاة، فتباً لساسة المناصب والمتأسلمين، وتبدو القضية في نظرهم وكأنها مسألة مزاجية لا أكثر.