13 أبريل، 2024 10:53 م
Search
Close this search box.

مسلمو (الروهينغا) ، والهولوكوست الصامت

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ العام 2012 ، كنا نتشارك على مواقع التواصل الإجتماعي ، صورا مهولة ومرعبة وبمنتهى السادية التي يأنف منها إبليس ، لممارسات الطغمة العسكرية في (ميانمار-بورما سابقا) على يد رهبان بوذيون متشددون ، بحق مسلمي (الروهينغا) هناك ، لكني كنت أعتقدها مفبركة أومبالغٌ بها نظرا لسوء إستخدام هذه المواقع من قبلنا ، وجعلها مضيعة للوقت وارضية للخرافات وللأخبار الكاذبة والإشاعات ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كنت أرى أن كل أبواق العالم الحر قد خرست تماما عن مجرد ذكر هذه الممارسات ولو بخبر عابر ، ولم أتصور بتاتا مدى بشاعة المعايير المزدوجة لتلك الأبواق رغم بقاء النار تحت الرماد ، حتى شبّت تلك النيران إلى عنان السماء ، فقد طفح الكيل وطافت الأخبار المفزعة على السطح ، عن ممارسات بثتها محطة (BBC) هذا اليوم ، عن قطع للرؤوس بالجملة ، وحرق الناس أحياءً بوضعهم داخل أكوخ خشبية مغلقة ، وإبادة للأطفال بشكل خاص ، فتدفّق اللاجئون إلى (بنغلاديش) ، ذلك البلد الفقير أصلا عبر الزوارق ، فغرق منهم من غرق هربا من الجحيم ، ووصل عددهم إلى مئات الآلاف ، هولوكوست جديد ، كان الأجدر من العالم الحر أن يعتبر ذلك عارا على الإنسانية ، فيتخذ إجراءات رادعة وفاعلة لأيقافه ، لكن خرس الجميع وخصوصا عربيا وإسلاميا .

أين كانت الحركات الإسلامية المتشددة من كل ذلك ؟ ، لماذا لم (تتنافخ شرفا) ، ماذا كانت تنتظر ؟ أين كانت (القاعدة) ،ِ عندما شُنّت حرب الإبادة المنظمة على مسلمي (البوسنة) في مدن (موستار) و(سيبرينيتشا) و(كوسوفو) المسلمة ، عندما قُتل أكثر من 200 ألف مسلم وهُجّرَ أكثر من مليوني إنسان وإغتُصبت أكثر من 60 ألف إمرأة مسلمة ؟ أين كان (داعش) من معاناة (الروهينغا) ؟ ، أين كانوا من مسلمي (الأويغور) المنسيين في الصين وتركستان الشرقية ، وقد كانوا منشغلين بذبحنا ؟!.

هذا والمسلمون في (بورما) و(البوسنة) أقلية ، لكن ماذا لو كانوا أغلبية ؟ الأمر بسيط ، أن تُسلّط عليهم أنظمة قمعية فاسدة (من أنفسهم) ، وأعترف لكم أن أشد ما واجهه المسلمون من حروب إبادة كانت على يد أنظمتها وبالذات في الدول العربية ، وبدلا من أن يحرك (المتشددون) ساكنا ، نراهم يبررون حملات الإبادة تلك كما هو شأنهم على مر التاريخ ، إنطلاقا من مبدأ (الخروج عن طاعة ولي الأمر) ! ، أو أن يُبادون على يد أبناء جلدتهم ، والتدخل الخليجي في اليمن هو أسوأ مثال ، بحيث أغدقوا مليارات الدولارات وبمنتهى الكرم ، (لشراء) الدمار والمجاعة والكوليرا لهذا البلد المسكين ! ، وأخيرا وليس آخرا ، ما فعلته تلك الجماعات المتشددة بالبلدان العربية وبالأخص العراق وسوريا ، من هلاك هائل للحرث والنسل والموارد وتدمير للإمن والأستقرار على المدى البعيد ، بل ربما نسينا جريمة العصر وهي جريمة (الحصار) ، التي حصدت الملايين من الأطفال والمرضى العراقيين بقرارات أممية رسمية إنسانية للغاية ! .

ربما فاق ما واجههه العراقيون وحدهم على مدى الأربعون عاما المنصرمة من حروب النظام وقمعه ، أو بسبب القرارات الأممية والأحتلال الأمريكي ثم ضحايا الإرهاب (المُسلم جدا) ، ربما فاق عدد ضحايا (الهولوكوست) المزعوم ، هذا الذي لا يجرؤ أي سياسي أوربي أو أمريكي على مجرد التشكيك بمصداقيته ، فهل يوجد دليل أكثر نصوعا على مدى العمالة والدور المشبوه لتلك الحركات الإسلاموية ؟!

قال (مظفر النوّاب) قبل نصف قرن :

سنصبح نحن يهود التاريخ

ونعوي في الصحراء بلا مأوى !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب