11 أبريل، 2024 11:18 ص
Search
Close this search box.

مسكينُ أنتً يا عراق .. دوماً يقتل أبناؤكً باسمكً ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

مسكينُ أنتً يا عراق .. دوماً يقتل أبناؤكً باسمكً أو تحت يافطتكً.. والحقيقة يذهب أبناؤكً حطباً لحكام فرضوا عليكً وعلى شعبكً.. والمصيبة أن شعبكً لم يستفد من كل دروس الماضي والحاضر.. ويبدو أنهم لن يستفيدوا من دروس المستقبل المنظور.. وسنبقى ندافع عن أسوأ ما خلق الله من بشر.. فمتى نستفيق ؟.. متى يا عراق ؟.. متى يا وطني ؟.. متى يا وطني ؟؟.. متى ؟؟؟؟؟؟؟

ـ في العراق الملكي :

لم نسمع في العهد الملكي.. اسم الوطن.. والفداء للوطن تتداول على الألسن.. على الرغم من وجود العديد من الأحزاب أسمائها يرتبط باسم الوطن منذ عشرينيات القرن الماضي.. كالحزب الوطني العراقي.. والوطني الديمقراطي.. والوحدة الوطنية..والإخاء الوطني.. والاتحاد الوطني .. أول الأغاني الوطنية وآخرها في العهد الملكي: (مليكنا .. مليكنا .. نفديك بالأرواح.. عش غانماً عش سالماً بوجهك الوضاح).. فقد كان اسم (الوطن) يسموا على كل الأسماء والعناوين.. وبرغم عدم تداول عبارات (الوطن.. والوطنية).. فان جميع العراقيين كانوا وطنيون بحق وحقيقة.. صحيح لكل قاعدة شواذ.. فقد كان هناك عملاء للأجنبي.. لكنهم يعدون بعدد الأصابع.. ومكروهين وممقوتين من كل أبناء العراق.. كما إن هناك طائفيون.. لكنهم قليلون جداً.. ولا احد يسمعهم أو يحترمهم.. وإذا استطاع بعضهم تسلم مناصب رفيعة.. فقد كانت نهايتهم مريرة.. ولأول مرة يذبح الحكام الكبار غدراً.. ويصفق الشعب انتصاراً للوطن ؟ فقد قتل مليكنا المفدى.. ولم يفدى.. ولم يبكي عليه أحد.. بل إن قاتله لم يحال الى القضاء.. وحتى لم يحال على التقاعد ..

ـ أما في العراق الجمهوري الأول.. ظهرت مصطلحات لم نسمعها من قبل (وطني.. متآمر.. عميل.. عفلقي.. قاسمي.. ناصري.. فوضوي).. وهي تسميات سياسية أكثر منها موضوعية.. وكان بعضها تهمة تصل للقتل.. ليس من قبل الحكومة.. بل من خصومها السياسيين.. وهكذا تحولت الأحزاب إلى قوى مفرطة لسحق الآخر.. ونسيت دورها (الوطني والقومي والتوعوي).. وخسر العرق الآلاف من شبابه.. بتهم قد لا يفهمها القاتل والمقتول) ..

ـ وفي حكم البعث الأول.. فقد أفرزت مرحلة الحكم الجمهوري الأول تخندقاً وصراعاً بين العراقيين.. خندقين متقابلين متصارعين.. ليس بالأفكار بل بالدم.. وهكذا كان بحر دماء العراقيين.. يجري بشكل لا يصدق بعد انقلاب 8 شباط 1963 ..

ـ أما حكم الأخوين عارف.. فقد استطاع عبد السلام محمد عارف بعد طرد الحرس القومي.. وتسلم السلطة كاملة.. امتصاص وإيقاف الفوضى ونزيف الدم.. وخطى خطوات جيدة في هذا المجال.. لكنه سلك طريق القرابة والديرة في إشغال المناصب العليا.. بشكل كبير ..

ـ أما أخيه عبد الرحمن عارف، فقد استطاع أن يكمل طريق التهدئة.. وتبييض السجون.. ومنح الحريات بشكل واسع.. وسجلت سياسته في التهدئة والحرية نشاطاً محموماً من القوى المنافسة له لإسقاطه.. وفي مقدمتهم أبناء ديرته من الفلوجة والانبار (عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود وسعدون غيدان).. الذين نكثوا عهدهم معه.. وتحالفوا مع البعث وأسقطوا حكمه ..

ـ في حكم البعث الثاني .. حاول البعث في البداية.. وبكل جهوده تغيير صورته الدموية.. ورفع شعار (الثورة البيضاء).. أفلح كثيراً.. فحلً المسألة الكردية على أساس الحكم الذاتي.. وتحالف مع ألد أعدائه الشيوعيين.. وكسب الغالبية العظمى من القوميين لحزبه.. واستطاع أن يكسب كل دول الخليج.. وأقام علاقات دولية متينة؟؟ ليبدأ ببناء اقتصاد قوي.. لكنه سقط من جديد بأبشع الممارسات الدموية.. ضد منافسيه المحتملين.. وغير المحتملين.. ولم يبقي صديقاً أو حليفاً معه حتى أعدم اغلب قياديي حزبه.. ليلتفت إلى شعبه ويدخله في حروب لا طائل منها.. ويسجل أرقاماً قياسية عالمية في سجن وتعذيب وقتل مواطنيه.. وبإسم الوطن امتلأت مقابر العراق بخيرة الشباب ..

ـ وجاء الاحتلال الأمريكي.. تحت يافطة الديمقراطية.. ليقيم لنا نظاماً طائفياً قائماً على التخلف والحقد وسرقة المال العام.. وكانت من نتيجة سياسة القتل والحروب لنظام البعث أن احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق.. بدعم قوى المعارضة العراقية في الخارج.. باستثناء بعض الأحزاب الإسلامية الصديقة لإيران.. التي رفضت الاحتلال في البداية.. والعراق أول بلد في التاريخ العالمي القديم والحديث تجتمع فيه قوى المعارضة.. وتتعاون مع الأجنبي لاحتلال بلدهم.. وعلى الرغم مما قيل مقاومة المحتل.. فأن المتضررين من الاحتلال هم من قاوما الاحتلال ..

ـ العملية السياسية.. ليلد الاحتلال من رحمه العملية السياسية: التي سيطر عليها من لا يفقه على العراق وعلى شعبه.. وكان كل همهم وهدفهم سلب العراق.. ليرثوا حكم صدام والبعث.. وكانت النتيجة بحار من الدماء ستستمر لعشرات السنين المقبلة..

ـ فهل يستطيع العراقيون أن ينتجوا قوى جديدة من رحم المعاناة.. نظيفة.. مؤمنة بالوطن.. بقيادات شابة علمية ومخلصة ؟..أم نبقى جالسون.. ونقول كما قال اليهود لموسى : (اذهب أنت وربك.. إنا هنا قاعدون).. أم نتظاهر بقيادات غير معروفة أو مغامرة.. لتسرق الانتفاضة من الأسوأ والأخس من الحاليين.. مسكينٌ أنت.. يا عراق.. متى نستفيق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب