اليوم ذي قار قالت كلمتها نيابة عن العراقيين , واثبتت انها منبع حضارة وارث شعب كامل ممتد عبر التاريخ , شعب لا يقبل الضيم توجهة بوصلته نحوالقيادة والتاريخ العريق , اثبت اهل ذي قار بجموع من مئات الألاف من هم اهل القيادة , شعب ذي قار احتضن السيد عمار الحكيم واشرقت شمسه بالحقائق التي في صلب جوهر تطلع المواطن , بشبابها وشيوخها ونسائها , وكشفت عن زيف الدعايات التي اغاضها الحكيم بفكره المدافع عن حقوق المواطن والانتفاض له ومحاربة المفسدين , حتى سخرت كل الامكانيات الحكومية والمال العام وشراء الاصوات ولم يستطيعوا ان يجمعوا اكثر من ألفي شخص , بشعارات انشائية ووعود مكررة , وقوف الحكيم مع اهل ذي قار وفاء لأخوة الأمس وحملة سلاح الثوار والفكر والثقافة والتاريخ وكل الحضارات ,
كانوا ثوار واليوم بناة للوطن مدافعين عن النظام الجديد ولكنهم مهمشين .
سميت ذي قار لكثرة القار في ابينتها وهي بلاد سومر في العصور القديمة , بقيت جرحاً نازفاً يشهد على حضارة لم يولي لها أحد أدنى إهتمام في العراق القديم والحديث وتنزف دماً لتاريخ كان شاهداً على السياسات المهملة للتاريخ وقدرات ابنائها وتضحياتهم .
اقتضاء حكمة الله سبحانه أن يختار الأرض التي هي قطرة في بحر الكون الهائل لتكون محل خلافة الله، لنزول النبي ادم (ع) للأرض ليكون خليفة الله فيها, مولد أبو الأنبياء إبراهيم الخليل (ع) , ومنها انبثقت رسالات الله للعالم (اليهودية والمسيحية والإسلام)، وبيته قرب بقايا زقورة اور العملاقة., فيهاأول قانون دستوري مسنون وسبق قانون حمورابي البابلي ومسلته وهو قانون (أورنمو) أحدملوك حضارة اور,
و أول سباق رياضي عرفته البشرية سباق أور الملكي قبل (4500) سنة,
أول حضارة عرفتها البشرية وعمرها أكثر من (6000) سنة (الحضارة السومرية) وأول نظام تعليمي وإكتشفت الحضارة السومرية أن الشمس مركز تدور حولها كواكب كما هو واضح في لوح سومري موجود في متحف برلين، وفيهاأول نظام سياسي برلماني وكانت الأولى في الموسيقى والشعر والأدب والفنون التشكيلية من فخار ورسم ونحت وفنون العمارة، و أول عزف موسيقي وآلة موسيقية وهي القيثارة السومرية، وهي احد مقتنيات المتاحف العالمية اليوم، وواحدة من مفردات جعلت بلاد الرافدين تسبق اليونان والرومان بثقافاتهم قبل الاف السنين فيها حضارات (سومر) و(اور) و(لكش) و(أريدو) وغيرها, انها مسقط ارض الكون ومنها اشرقت , سياسات كثيرة مجحفة بحق اهل ذي قار لاتزال قائمة , حيث تعد رابع مدينة من حيث السكان في العراق ولكنها من بين الاربع مدن الاكثر محرومية وفقرأ وعاطلين وأمية , مدينة طالما استخدم ابنائها للدفاع عن السياسات العبثية وكانوا دروع بشرية وحطب لنارها , تعرضت لأبشع الحملات من القتل الجماعي ووزع اهلها في مقابر جماعية حينما كانت عصية على رأس النظام الجائر جفتت اهوارها , اليوم مدينة الحضارة والتاريخ . تحتاج لأن يعاد لها ألقها وهي قلب الجنوب , ومنها انطلقت الديانات والفكر والقوميات , وهي نقطة التقاء محافظات الجنوب التي لا تزال مقطوعة عنها باهمال طرق مواصلاتها, ورغم تلك الحضارة العميقة الاّ ان انظمة الاستبداد ألصقت الأتهامات والصفات الغير لائقة بها لغرض استعبادها ولكن اهل ذي قار كانوا اباة الضيم صابرين من اجل مستقبل مزدهر يتطلعون لوطن يحتضن كل مكونات العراقيين ومسقط رؤوسهم ومنها تشرق الشمس وتنطلق كلمة العراقيين.