23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

مسعود في الأتجاه المعاكس..

مسعود في الأتجاه المعاكس..

مسعود زار بغداد… بغداد العراق لم ترحب به فأنحدر نحو بغداد الدسائس الخضراء حيث من هم على شاكلته, مجلس عمار الحكيم وتيار مقتدى الصدر (وازلام) حيدر العبادي وفضلات من دواعش اتحاد القوى, كمن يقطع من ثوب الآخر خرقة ليرقع فيها ثوبه, والعتيق لا يتماسك والعتيق, من خارجهم يتجه مجلس النواب نحو نظام الأغلبية البرلمانية التي ستكتمل فيها الأستعدادات لمسح لوثة نظام التحاصص عن ثوب الوطن, عاجلاً ستصرخ بهم اسئلة الأسجواب ـــ من اين لكم كل هذا وذاك ـــ ؟؟؟ وهذا ما يفزعهم ويوحدهم حول رذيلة فسادهم.

مسعود يودع ملفات ابتزازاته في الأستفتاء والأنفصال والأستقلال في مشاجب سكراب التحالف الوطني والمتبقي من دواعش اتحاد القوى علّه ينجح في تجميع من فقدوا المصداقية مثله مع انهم سيلعبوه قبل ان يلعبهم, لم يستيقظ او ربما مكابرة غبية يتجاهل التحولات الجذرية من داخل مجتمع الأقليم وبعد الأتفاقات التاريخية بين الأتحاد الوطني وحركة التغيير (كوران), اصبحا كتلة بغطاء جماهيري لايمكن الأمساك بها.

مسعود يتجاهل ما يحدث من متغيرات في الواقع العراقي وطبيعة التفاعل مع واقع الأقليم , الحراك الوطني تجاوزه على قارعة الأهمال وتركه ماضٍ في ردهة المسكنات القومية, الشعب الكردي يميز الآن بين قضيته ورمز كاذب من تاريخ مضى, الأيام العراقية تجري بأتجاه الدولة المدنية والمجتمع المدني وسيسقط قراد السلوك الميلشياتي وتتعايش المكونات العراقية حول مشتركاتها في الأخوة والتسامح والعدل والصدق والحرية وتنتعش ثقافة الأندماج الطوعي.

مسعود يهرول واهماً في الأتجاه المعاكس وبدلاً من التصالح الكردي ــ الكردي ثم التحالف حول المشتركات الوطنية مع جبهة الأصلاح والقوى الخيرة من داخل مجلس النواب, انحدر بأتجاه رموز الفساد والأرهاب بغية النيل من العمل المشترك بين الأتحاد الوطني وحركة التغيير (كوران) وخذلان جبهة الأصلاح كما تحالف مع قوات الحرس الجمهوري البعثي عام 1996 للتنكيل الدموي بقوات وجماهير الأتحاد الوطني حيث استنزف الاف الضحايا من الشعب الكردي.

مسعود وبأسم القومية يقامر خسارة بطموحات الشعب الكردي في التحرر والديمقراطية وتحقيق المكاسب الوطنية عبر المصالحة والتكافؤ بين المكونات العراقية وبدلاً عن ذلك يرتمي الآن في احضان احزاب الأسلام السياسي (شيعية وسنية) تلك التي هي وحدها السبب في المأزق العراقي ومعاناة العراقيين, ماذا عساها ان تقدم له ان لم تنتف المتبقي من ريش قضية  شعبه, انه ارتكب ابشع حماقة في تقطييع شرايين العلاقات الأستراتيجية بين المكون الكردي واشقائه من المكونات العراقية الأخرى ومنها مجتمع الجنوب والوسط بشكل خاص.

مسعود يعلم يقيناً اذا أثبتت الوقائع على أي كان يفتح حدود وطن ينتمي اليه امام الطامعين به فتلك خيانة عظمى, او شارك في دسيسة احتلال ارض عراقية وارتكاب مجازر او هرب ثروات وطن وارزاق مكون يدعي الأنتماء اليه, فتلك خيانة عظمى ايضاً وبدلاً من ان يقلب او يطوي صفحات تاريخ عائلته وحزب عشيرته ويعتذر لوطنه ومكونه ليحظى بقدر من عفو العراقيين وتسامحهم, يتوجه ممثلاً لحزبه الى رموز الخيانات العظمى في المنطقة الخضراء وفي دسائس اضافية وقعت الخيانات العظمى على اشكالها لتتواصل كوارث ونكبات من دون قطرة خجل او ندم.

مسعود مصراً على السير في الأتجاه المعاكس حتى تشوهت صورته على مرايا وجدان المجتمع العراقي ولم يتبق منه سوى ندوب ماض عشائري يبتز نفسه داخل ثكنة حكومية في اربيل تغمر الأقليم والعراق معاً بحاضر معتم اكثر سواداً من ماض لم يمضِ وهناك في ذمته اكثر من بركة دم ومقبرة لشهداء تستدعيه ليدفع مستحقاتها ومن لايساعد نفسه لن يجد من يساعده.
 مسعود وكمن يسند ظهره الى ظله لم يحاول اخراج موس مأزقه عبر نزيف اعتذار امام المكونات العراقية والكرد معها ليترك للآخرين اصلاح ما دمرته فرديته ودكتاتوريته وضيق افقه العشائري, راح يهرب الى الأمام بأتجاه بغداد المنطقة الخضراء ليتوسل حكومة صفقة مشبوهة ان تخرج موس مأزقه من الجهة الأخرى لجسد الفضائح وكغريق يطلب النجاة من غريق آخر, يمد يده الى قعر حضيض احزاب الفساد والأرهاب كمن يقول خذوني فالطريق واحد كما النهاية.