ايام طويلة مضت ولازال موضوع استفتاء اقليم كردستان يشغل الرأي العام العراقي بل وحتى العالمي،وتحول الموضوع الى حلبة صراع كان الفوز فيها من نصيب حكومة المركز وتمكنت من فرض سيطرتها على اغلب مواقع الاقليم واعادة تحجيم سلطته الى حدود سابقة،صب الجميع غضبهم على مسعود البارزاني بما فيهم الاحزاب الكردية بسبب ماقام به وكانت نكسة جديدة للحلم الكردي،لست هنا بصدد تقييم قرار البارزاني في موضوع الاستفتاء لكن بصدد الموقف الحكومي الذي عاش دور المُستغرب من اقرار رئيس الاقليم للاستفتاء،وكأنهم لايفقهون شيئاً عن تطلع الاكراد وحلمهم بدولة وكيان مستقل في شمال العراق،فهل ترغب حكومة المركز الان بتمثيل دور الوطني الحريص على رأس مسعود؟ألم تكن هذه الحكومة على تحالف معه منذ ايام المعارضة وفي مجلس الحكم والجمعية الوطنية وما تلاها من تشكيلات؟الم يفسحوا له المجال ان يتمدد من خلال كتابتهم لدستور أعور سمح وله ولغيره من احزاب حكومة المركز من اللعب بمقدرات ومصير البلد؟الم يلجأ له رأس حكومة الضياع مقدماً فروض الطاعة والولاء لكسب ولايته الثانية مقابل منحه مالم يحلم به طوال سنين هو ومن سلفه؟هل كانوا اعضاء الحكومة في غيبوبة عن نواياه كل هذه السنين؟ الم يتركوه منذ عام 2003 يُرسي قواعد حلمه حتى بات نقطة الجذب العراقي للعالم اجمع متجاوزاً حكومة بغداد حين نجح بتكوين دولة كاملة لا ينقصها الا الاعلان وصار ملاذ حتى لاعضاء حكومة المركز واموالهم السحت وهذه اهم اسباب سكوتهم،ام ان مسعوداً اصبح شماعة جديدة لتعليق الفشل يُضاف الى تركيا والسعودية وايران وغيرها،انه النفاق الحكومي لا غير،لنلصق مانشاء بمسعود ومن له شتيمة فليطلقها عليه ومن يملك تهمة فليُلقها،لكن مسعود استقال بهدوء بعد الاستفتاء سواء كان مُخيراً او مجبراً،تنحى بعد عدم نجاح ماكان يرومه وترك المنصب دون تهديد ومحاولات للتشبث،فهل تملك حكومة المركز مسؤولاً استقال بسبب فشله؟خسرنا مايقارب الاربعين بالمئة من العراق،والدواعش وصلوا لحدود بغداد حسب الرواية الحكومية،وخسرنا مليارات الدولارات والاقتصاد العراقي في انهيار والمشاريع الوهمية مستمرة والبنى التحتية خربة والمسؤلون عن كل ذلك لازالوا في اماكنهم ولم نشاهد من عرق جبينه منهم وتنحى عن المنصب،بل يتنقلون من منصب لاخر ليسرقوا مرة اخرى،ومن ينكشف منهم بصورة علنية يرحل عن البلد حاملاً ماسرقه من اموال ولايقبض عليه ولا على مايحمله، ،المثير في الامر ان جزءاً كبيراً من الشعب تناسى الدور المُخزي لحكومة المركز الذي فسح كل المجال امام اهداف مسعود بل منحه الموافقات في كل مافعل، كل ماجرى هو بمساعدة حكومة بغداد الم يكون الاجدر محاسبة المركز قبل غيره،فكيف غابت العقول وانطلت اكاذيب الوطنية على المجتمع،مشكلتنا ليست مع الاكراد ولا مع مسعود،لا مشكلة لنا غير غياب النظام الحقيقي وانعدام الولاء للبلد عند من يحكم،وكل مايجري سببه الاول هو تماهل الشعب في حقوقه،لنعتبر من الشعب الكردي وقائده كيف سعوا لتحقيق حلمهم بغض النظر عن طريقتهم سواء كانت صحيحة ام خاطئة لكنهم يضعون نصب اعينهم هدفاً يسعون لتحقيقه منذ سنين ويتحينون الفرصة للحصول على مبتغاهم ولم يكلوا عن ذلك ابدا لا في سراء ولا ضراء،فمال شعب الحضارات يسير بلاهدف ولا مبتغى بل رضي ان يعيش في هوان مستمر يشرعنه بصوته ودمه،هل غابت العقول هل ضاعت الموازين هل عششت المذهبية عندنا حتى أعمت البصيرة.