9 أبريل، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

مسعود برزاني مدير ناحية كردستان

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما اشتدت الأزمة بين حكومة حيدر العبادي وحكومة مسعود برزاني قبل اسابيع , لأسباب عديدة , وجه احد الصحفيين الاجانب سؤالا للسيد مسعود برزاني عن سبب عدم توجهه الى بغداد للاجتماع مع المسؤولين فيها من أجل حل المشاكل والخلافات القائمة والعالقة منذ مدة طويلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم , خصوصا وان الازمة الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها الطرفان قد بلغت حدا جعلتهما يترنحان في البحث عن حلول تنقذهما من خطر الافلاس اقتصاديا والانهيار سياسيا ؟ فاجاب السيد مسعود الذي يعتبر نفسه ما زال رئيسا لأقليم كردستان العراق بكل حزم وجرأة _ لا أخلاقية _ أنه لن يذهب الى بغداد لأنه يكره بغداد ولا يرغب في زيارتها . اما بالنسبة للاستقلال أو الانفصال فقد ذكر ان عملية استقلال كردستان مستمرة ولا يمكن التراجع عنها , وأضاف أن مبدأ الشراكة في الحكومة لم يعد له اي وجود أو معنى ثم اردف قائلا ( ان الاكراد العراقيين سيجرون استفتاء حول قضية السيادة بعد نجاح المعركة الحالية ضد داعش ) .
السيد مسرور برزاني رئيس مجلس الأمن في كردستان العراق قال لمندوب صحيفة الواشنطن بوست يوم 18 ايلول الماضي ( من الآن وصاعدا نحن لسنا مواطنين عراقيين ولا توجد أية روابط ثقة بيننا وبين بغداد ) .
في الاسبوع الأخير من شهر ايلول الماضي لبى رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي دعوة الرئيس الامريكي له لزيارة واشنطن , وكانت دعوة الرئيس الامريكي له عبارة عن استدعاء بصيغة دعوة . شكل الدعوة وصيغتها امور لا تهم السيد العبادي بقدر اهتمامه بالذهاب الى واشنطن والظهور بمظهر رجل امريكا القوي في العراق , بعد ان أفل نجم المالكي ومات احمد الجلبي وخفت بريق اياد علاوي وانكشفت حقيقة حسين الشهرستاني .
كان بامكان اوباما تبليغ ما يريده من العبادي من دون ان يستدعيه , لكن استدعائه كان اشارة لأيران وعملائها في العراق كالتحالف الشيعي والحشد الشعبي والمليشيات المسلحة بأن امريكا ما زالت هنا, وفي ذات الوقت افهام الجميع ان معركة تحريرالموصل يجب ان تكون نظيفة , او على الاقل , أقل قذارة مما جرى في جرف االصخر وتكريت والرمادي والفلوجة .
لم يكتف اوباما بتبليغ العبادي بما يريد ان يفعله في العراق قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية لضمان فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون , بل وصلت وصاياه واوامره _ ولا نقول تهديداته – الى جهات وشخصيات معينة داخل وخارج العراق . ما يهمني هنا هو دور مسعود برزاني الذي لم يستدعيه اوباما ولم يطلب ضمه الى الوفد العراقي المصاحب للعبادي , بل كان عليه ان يتلقى التعليمات وينفذها بلا تردد ولا مناقشة .
ماذا جرى بعد ان عاد حيدر العبادي من واشنطن ؟
1- طار مسعود برزاني بصورة فجائية من اربيل وحط في بغداد التي لا يحبها , وهذه اول مرة يزور فيها بغداد منذ اكثر من ثلاث سنوات عجاف .
2- التقى مسعود – وهو رئيس غير شرعي لأقليم كردستان – برئيس الوزراء ومسؤولين عراقيين آخرين , وتباحثوا في موضوع معركة تحرير الموصل الوشيكة .
3- صرح ناطق باسم الادارة الامريكية ان قوات البيشمركة لن تشترك بمعركة تحرير الموصل , و سبق لمسعود ان صرح ان من حق حكومة اقليم كردستان الاحتفاظ بالاراضي التي تحررها قوات البيشمركة في محافظة نينوى , والمقصود هو ان ما تحتله البيشمركة من اراضي سيضم الى اقليم كردستان .
4- صرح ناطق باسم تحالف الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير ان مسعود برزاني لم يعد رئيسا لأقليم كردستان وان ما يتفق بشأنه مع المسؤولين في بغداد لا يلزم سوى الحزب الديمقراطي الكردستاني .
5- في ما يخص انفصال اقليم كردستان عن العراق صرح مسعود في بغداد بقوله ( ان من حق الامة الكردية ان تخطو الخطوة الحاسمة في الحصول على استقلالها ) ثم استدرك قائلا ( لكن الظروف الحالية لن تسمح لها بضمان الاستقلال ) .
6- اصدر مجلس النواب العراقي قرارا يمنع بموجبه احداث أي تغيير في حدود محافظة نينوى التي كانت عليها عام 2003 وذلك بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش الارهابي
7- اتفق مسعود مع العبادي على قيام الاقليم بتصدير 150 ألف برميل من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي يوميا , على ان يتم اقتسام الايرادات مناصفة مع بغداد .
8- اعلن السيد عبد السلام المالكي من دولة القانون ان من المفروض القاء القبض على مسعود برزاني الرئيس غير الشرعي لأقليم كردستان لاسباب كثيرة منها التخابر مع اسرائيل والتسبب باحداث ازمة مالية في الأقليم وعدم دفع رواتب الموظفين لعدة اشهر وغيرها من الاسباب , وقيل في هذا الخصوص ان ما قاله عبد السلام المالكي هو ما أملاه عليه نوري المالكي حليف مسعود السابق .
9- طار نيجرفان برزاني الى طهران واجرى مباحثات مع المؤولين الأيرانيين تمخضت عن قيام الحكومة الايرانية بتوجيه دعوة رسمية لمسعود لزيارة طهران .
المعروف عن مسعود برزاني انه من اكثر الساسة الاكراد الذين يغيرون مواقفهم السياسية واسرعهم في اصدار تصريحات تنفي أقواله التي تفوه بها قبل ايام بل وحتى قبل ساعات , فالسياسة التي يفهمها هي احتفاظه بلقب الرئيس حتى ولو كان غير شرعي كما هو حاله اليوم . هو يصر بجرأة على اجراء استفتاء فوري لاستقلال كردستان العراق عندما يتوتر الموقف السياسي في بغداد , ثم ينقلب و يدرك بعقلية سياسية داهية ان الظروف لن تسمح بضمان الاستقلال عندما يتغير الحال في بغداد و يستدعي اوباما العبادي ليحادثه . هو يتحالف مع المالكي الذي كان يلهث للحصول على ولاية ثالثة كرئيس للوزراء , شرط ان يضمن له المالكي ولاية ثالثة كرئيس للأقليم , وعندما هبطت اسهم المالكي واصبحت حظوظه ضحلة في كل شيء , هبطت علاقة مسعود معه هي الاخرى وصارت ضحلة في كل شيء جعلت المالكي يدعو لألقاء القبض عليه . الامثلة على تغير آراء و مواقف و أمزجة وحظوظ مسعود برزاني كثيرة .
لقد طار مسعود الى بغداد , وسيطير الى طهران قريبا , وهو على استعداد لأن يطير الى أي مكان في العالم , شرط ان لا يطير منه كرسي الرئاسة , حتى لو أصبح مديرا لناحية اقليم كردستان .
كتب المحلل السياسي الكردي المعروف ( مريوان . ق ) في موقع ( لفين برس ) ما يأتي :
( مسعود هو رئيس غير شرعي وغير قانوني , رغم عدم وجود اي تبرير قانوني او سياسي او حتى اخلاقي لتمديد بقائه في ذلك الموقع , ورغم ان هذه الظاهره ادت الى تعطيل كافة المؤسسات السياسية في الاقليم , فان الذي خول هذا الرجل لادامه بقائه في ذلك الموقع هوفقط منطق القوة الغاشمة لاغير ).
أكرر هنا ان هذا الرجل لا يمانع في ان يجعل اقليم كردستان مجرد ناحية , شرط ان يكون هو مديرا للناحية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب