في أحدث تصريح له مع صحيفة الشرق الأوسط , عاد رئيس إقليم كردستان المنتهية رئاسته مسعود برزاني مجددا إلى أسطوانة الانفصال المشروخة التي سأم الأكراد من سماعها وقال ( في اللحظة التي يتوّلى فيها المالكي رئاسة الوزراء سأعلن استقلال كردستان ومن دون الرجوع إلى أحد وليكن ما يكن ) , وهذه ليست المرّة الأولى التي يهدد بها مسعود بارزاني بالانفصال عن العراق وإعلان استقلال كوردستان , فقد سبق لمسعود في عشرات المناسبات التهديد بالانفصال عن العراق وإعلان استقلال كوردستان من دون أن يتقدّم خطوة واحدة حتى لإجراء استفتاء حول الانفصال , لكنّ الجديد هذه المرّة أنّ مسعود قد ربط عملية الانفصال وإعلان الاستقلال بعودة نوري المالكي لرئاسة الوزراء , وهذا تطوّر جديد بعد أن صدّع رؤوس الأكراد بالاستقلال وحق تقرير المصير , وربّ سائل يسأل لماذا ربط مسعود موضوع الانفصال والاستقلال هذه المرّة بعودة نوري المالكي لرئاسة الوزراء ؟ وما علاقة عودة نوري المالكي لرئاسة الوزراء في بغداد بما يعتبره حقا للشعب الكردي في تقرير مصيره ؟ لا شّك أنّ هذا التصريح لم يصدر من مسعود اعتباطا أو غباء , بل أن مسعود يتابع بدقة واهتمام تصاعد شعبية زعيم ائتلاف دولة القانون على الساحة السياسية العراقية خصوصا بعد تبّني الزعيم نوري المالكي لشعار حكومة الأغلبية السياسية الذي لاقى انتشارا واسعا ورواجا منقطع النظير على الساحة السياسية , وبعد أن أصبح بحكم المؤكد انضواء فصائل الحشد الشعبي تحت خيمة ائتلاف دولة القانون بحلّته الجديدة .
ويبدو أنّ حلم الاستقلال وتقرير المصير الذي يدغدغ به مسعود مشاعر أبناء الشعب الكوردي بين فترة وأخرى من أجل التغطية على موضوع رئاسته المنتهية لإقليم كوردستان , وموضوع نفط كركوك وكردستان الذي يسرقه مسعود وعائلته وحزبه , قد أصبح مكشوفا ولن ينطلي على أحد , خصوصا بعد التظاهرات التي انطلقت صيف عام 2015 بقيادة حركة التغيير الكوردية كوران من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأبناء كوردستان والتخلي عن رئاسة الإقليم بعد انتهاء فترة تمديدها وعدم التّمسك بها , وها هو مسعود يعود لذات اسطوانته المشروخة ولكنّ هذه المرّة بعنوان جديد بربطها بعودة نوري المالكي لرئاسة الوزراء , متخليا عن زيف دعواته السابقة بحق تقرير المصير , ولو كانت الظروف الدولية والإقليمية مؤاتيه للانفصال وإعلان الاستقلال , لكان أول من تبّنى شعار الاستقلال هو الزعيم الكوردي الأبرز جلال الطالباني , ولتبنته أيضا حركة التغيير الكوردية كوران , لكنّ مسعود الذي تمرّس فن الابتزاز والخداع والتلاعب بمشاعر الأكراد , قد جعل من شعار الاستقلال وتقرير المصير غطاء لديكتاتوريته وتسّلطه هو وعائلته وحزبه على مقدرات إقليم كوردستان وسرقة أموال الشعب الكوردي , وإذا كنت كاكه مسعود تتوّقع أنّ زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سيردّ على افتراءاتك وأكاذيبك وينجرّ معك إلى مساجلات ومهاترات سياسية , فها أنا اقولها لك بالنيابة عن الزعيم نوري المالكي ( لا بارك الله بك يا مسعود إن كنت قادرا على الانفصال ولا تنفصل ) , كفاك كذبا وخداعا وتلاعبا بمشاعر بسطاء الشعب الكوردي , لن يسمح لك أبناء كوردستان بالاستمرار بسرقتهم تحت يافطة الاستقلال وتقرير المصير , ولن يسمحوا لأبنائك وعائلتك وحزبك بالتسلط على رقابهم .