23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

مسعود البرزاني يغامر بمستقبل الكرد

مسعود البرزاني يغامر بمستقبل الكرد

بعد عسقلان وشاحنة النفط المهربة الى اسرائيل , جاءت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين , حول الدولة الكردية الضرورة في كردستان , وخارج حدود اللياقة البروتوكولية التي تفتقدها القيادات الكردية قي هذه الخطوة , فأنا اضعها بشكل صريح على انها خروج واضح على المصلحة الوطنية او السياسة العامة للدولة العراقية التي يحتمي بها الاكراد فقط في نسبة السبعة عشر بالمئة من عائدات اهلنا في البصرة والعمارة والانبار وكركوك وغيرها من محافظات العراق , وبما يثبت تحالفا استراتيجيا لقيادات كردستان مع اسرائيل , كما ان ماسبق هذه الاحداث المعلنة مؤخرا والمتواصلة بالخفاء منذ اكثر من عشرة سنوات فان حديث نيجيرفان البرزاني حول مرحلة ما قبل الموصل وبعدها , كاشارة واضحة الى التمسك بالاراضي موضوع الاختلاف المحتلة من قبل البيشمركة كأمر واقع والتي تحاول الادارة البرزانية من خلاله الى تأسيس مشروع تقرير المصير على اساس استغلال الظرف , باعتماد الاستثناء على انه واقع وحقيقة حسب مفردات الوضع الحالي , دون الخوض بمؤثراته على الاطراف الشريكة الاخرى بهذا الوطن , بعد كل هذا ومضافا اليه بعض التطمينات التي حصلت عليها الزعامة البرزانية من قيادات مضغنة على العراق بمؤثرات مذهبية , او صاحبة مخططات استراتيجية لتدمير العراق , يقف السيد مسعود البرزاني في كركوك مستلهما حلم الدولة الكردية التي لا ننكرها عليه , ولكن طبقا لآليات منطقية محكومة بقواعد مشتركة غير مبنية على اساس هدم المصلحة الوطنية للعراق , او خارج النظم الدستورية , والتي لم يصغي لها وكأن حالة الاستثناء التي يمر بها العراق ستكون قاعدة مستقبلية ثابتة , او ان العراق حسب رؤيا السيد البرزاني هو عبارة عن قرية في غابات افريقيا في القرون الوسطى , متناسيا الدور المحوري لهذا البلد واهميته ومنظومة علاقاته والمصالح المشتركة مع دول هي الاعظم على الخارطة الكونية , بالاضافة الى قدراته في عبور ازمة الوضع الاستثنائي , سواءا كنتيجة حتمية لما يمتلكه من مقومات بشرية واقتصادية , او اهميته كتجربة ضاربة في اطناب الموروث الثقافي والتاريخي , ووقوفا على مشروع السيد البرزاني باعلان الدولة الكردية بدون او بالمناطق المتنازع عليها , اود ان اضع الدولة الكردية كانها واقع قائم نتعامل معه , سواءا بالتمسك بالمناطق المتنازع عليها فانا اتوقع ان الدولة الكردية ستكون مثار متاعب وصراع لا تستطيع اي قوة او منظمة دولية الوصول فيها الى حلول , لكونها تمثل صراعا اجتماعيا اكبر من كونه سياسيا او اداريا , وبالتالي فهي دولة صراع يورثه البرزانيون الى احفاد احفادهم , وستبقى هذه المناطق ركيزة التسابق بين الطرفين , اما للحفاظ على مكتسبات البقاء فيها حسب مفهوم البرزانيين , او لاعادتها حسب طبيعتها التاريخية كجزء من ارض العراق قبل وجود الكرد قي شمال العراق بآلاف السنين , وبالتالي فان كردستان لن تنعم برفاهية الاستقرار في ظل صراع اجتماعي متوغل حد العظم لدى العرب والتركمان , بالاضافة الى ان اعلان الدولة الكردية في ظل هذا الاحتدام الدولي يولد خطرا لايران , الجارة القوية لحدودها , والتي تضم قومية كردية واسعة متمركزة على حدود كردستان الشرقية , كما ان اردوغان ومشروعه بدعم المشروع الكردي بالعراق لايمثل مشروعا شعبيا تركيا بل هي رؤيا حزبية سياسية , كا ان ظروف الاحداث في تركيا ومن خلال توجهات حزب الشعب المنافس لاردوغان , بالاضافة الى ردود الافعال الجماهيرية تجاه سياسة اردوغان الخارجية المتطرفة , كل هذه العوامل تؤكد ان اردوغان وحزبه ونظريته سوف لن تصمد الى مدى بعيد مع الواقع الدولي الجديد , بالاضافة الى عودة روسيا والصين كدولتين مهمتين في التعاملات الدولية بالذات في موقفيهما في قضية سوريا , يضاف اليها المتغيرات التي سوف تفرضها التوجهات تجاه نظام الحكم العائلي السعودي المخرف والقطري الحاضن للمشروع الاسرائيلي في حوض الخليج , واللذان يعانيان تراجعا واضحا وردة فعل داخلية وخارجية , وتلك هي اهم تحالفات ال مسعود الحالية , اما على الجانب الاقتصادي قريب الامد فان اعلان الدولة الكردية سيتسبب بالضرر لعشرات الشركات الكردية العاملة في المناطق العربية من العراق , والتي تحظى بأكثر من ثلاثون مليار دولار كاستثمارات تجارية وانشائية , وشلل حتمي سيسود حركة السياحة الكردية التي تعتمد اصلا على الوافدين العراقيين العرب , والتي اتوقع ان مئات الفنادق ستتحول الى اماكن احاديث من الماضي , كما هي حركة المطاعم التي بالتاكيد سوف لن تجد نفسها الا مقاهي خاوية من البشر , بالاضافة الى نمو منفلت في مستوى السكان الاكراد الذين يقطنون المناطق العربية , الذين سيواجهون صعوبة الاستمرار والتعايش ضمن آليات وتوقيتات اختارها السيد البرزاني في تقرير مصير الكرد بشكل اراه غير مدروس  , واخيرا ستواجه حركة التجارة الكردية الثابتة في المناطق العربية موجة ضغط متوقعة , حيث يمتلك الاكراد مصالح تجارية كبيرة في العاصمة بغداد عبارة عن فنادق وشركات يصل رأس اموالها مليارات كثيرة من الدولارات , بالمحصلة النهائية لن يجد المواطن الكردي مصيرا مميزا بدولته الحلم سوى مزيدا من عائدات نفطية وتجارية هو اعلم بأي جيوب تذهب , هذه دعوة ليست ضد الكرد في تقرير مصيرهم كما اسلفت , كما انها ليست جزءا من صراع المالكي تجاه السيد مسعود فالكرد والعراق ومصيريهما اكبر من كليهما , لكنها صورة واقعية خارج حسابات المصلحة والطموح الشخصي الذي تبنته قيادات تتناصف مع شعبها او اكثر كل ما هو فوق وتحت الارض في اقليم كردستان والشعب الكردي اعلم بهذه الحقائق .
[email protected]