23 ديسمبر، 2024 2:25 م

مسعود البارزاني والإنفصال الكوردي أمر دُبِرَ بليل

مسعود البارزاني والإنفصال الكوردي أمر دُبِرَ بليل

موضوع الاستفتاء الكردي لم يكن موضوعاً آنياً أو وليد الصدفة أو نتيجة لخلاف آني مفتعل أو غير ذلك هذا الامر مخطط له من بداية احتلال العراق عام 2003 والسكوت عليه كان لحالة ولأمر ” تكتيكي ” استخدمه القادة الاكراد بعد ان أستحصلوا ونفذوا المستحقات الموجبة قبل الخطوة الاخيرة ” الاستفتاء ” الذي تعقبه عملية الانفصال الحتمية . وإلا لماذا لم يطالبوا بالانفصال واجراء الاستفتاء عليه بعد الاحتلال مباشرة أو عند وضوح سلوك ومنهج الاحزاب الشيعية الحاكمة واعتمادهم للطائفية والعمل بها عام 2005 ـ 2006 ولحد الآن أو عند سرقة فوز الدكتوراياد علاوي رئيس وزراء العراق السابق وقائمته التي فازت في انتخابات عام 2010 ولماذا هذا الانتضار لنهاية عام 2017 وانتهاء ورقة داعش وفعلها المؤثر المصنوعة من اطراف معلومة معادية لمصالح العراق والامة العربية والاسلامية ومسعود على علم بتشكيلها واهدافها ” كما اكدت ذلك المخابرات المصرية والروسية ” . من العجيب والمبهم ان بعض القادة الكرد الحاليين يستشهدون بأنفصال جنوب السودان الذي آل من تعيس الى الاتعس بالمطالبة بأنفصالهم ولا يستشهدون ” بالاتحاد الأوربي ” دول مختلفة في كل شيء اتحدت لمصلحة شعوبها ورفاهيتهم . لا نستشهد ونتمثل بهذا بل نتمثل بجنوب السودان ” شيء مثير للإستغراب ”

الدستور اللاوطني تم وضعه من قبل الجهات العدوانية للعراق ولمصالح العرب والمسلمين أميركا واسرائيل وايران والرجعية العربية المتمثلة ” بحكوما ت دول مجلس التعاون الخليجي ” ومفصّل على المقاسات الخاصة لهذه الاطراف كلٍ ضامناً لطرفه متجاهلين المصلحة الوطنية العراقية العامة .

البارزين من الاكراد وخاصة عائلة ” الملا مصطفى البارزاني ” ومنذ استحواذها على القيادة والسيطرة على الاكراد , كانت تمارس نفس اللعبة وبنفس المنهج الذي يتمثل في الدعوة والتمرد مرتكزة على العنصرية القومية والعمالة للأجنبي ولأي طرف كان مثل ايران وروسيا واسرائيل واميركا ” التي مات فيها الملا مصطفى البارزاني ” مصوّرين للبسطاء من اكراد العراق ان هذا السلوك المتناقض في العصيان و العمالة ومع الاطراف المتناقضة ” روسيا وامركا ” يصب في مصلحة اكراد العراق . ومن الجدير ذكره في هذا السياق أعتراف الملا مصطفى البارزاني أبو مسعود نفسه بأن ” اصله عربي ” من اصول عربية وليست كردية ومارس الحالة الدينية واستخدمها لفترة طويلة من عمره وكان ميال للصوفية . ساسة العراق وبتوجيه وضغط اميركي ايراني اشركوا الاكراد في صلب تقرير مصير العراق وشعبه من خلال صلاحيات سن الدستور واقراره من قِبَلهم ومن قِبَل الاطراف والاحزاب والرموز الشيعية اللاوطنية المرتبطة بايران بشكل كامل غير منقوص وجدلي في كل الاعتبارات والمعايير .علينا ان ننظر الى هذه الحالة حالة الاستفتاء والدعوة الى الانفصال كجزء من مشروع ومنهج تآمري شامل يضر بالعراقيين جميعا بكل اطيافهم وقومياتهم واديانهم ومذاهبهم والاكراد طرف اساسي في هذا الضرر العام . وعلينا ان لانعتبر ان ما يثيره الآن مسعود البارزاني حالة تفرد آنية ليست لها علاقة بالمنهج العام المعمول به والمخطط له منذ زمن بعيد للضرر بالعراق والعراقيين من قبل الاحتلال . الحالة التي يثيرها مسعود هي حالة مخطط لها وجزء من المنهج المذكور . يضاف لها العنت البارزاني في الاستحواذ على قيادة الكورد بشكل دائم ومحاربة اطراف كوردية تعمل على ازاحة مسعود عن مسلك القيادة التقليدي الدكتاتوري المتوارث وتحاول تحجيمه . وهو بالمقابل يتصور ومقتنع بأن كل المنجزات والامتيازات التي تكوّنت وتحققت للإقليم الكوردستاني العراقي من تاريخ الحكم الذاتي في 11 آذار عام 1979 ولحد اليوم هو وعائلته كانوا السبب فيه لهذا يصر وبأعلان مبطّن ” اما ان يبقى مسعود وعائلة البارزاني كقادة الى الأبد للكورد أو يخرّب كل ما تحقق من منجزات وهذا الأمر ثابت في عقله وتفكيره ومنهجه العام والخاص ” ” اوراق يستوجب طرقها والعمل بها تباعاً وحسب زمانها المقرر واستحقاقها ” نلفت نظر المثقفين والواعين والمدركين الى حالة تتعلق بهذا الامر وهي “موضوع المناطق المتنازع عليها ” وهذه ستكون الورقة الكردية التي هي بالاساس جزء من عملية الانفصال على امل اتمام الموافقة عليه مقابل التنازل عن هذه المناطق لحكومة المركز . وممكن طرح مشروع تقسيم كركوك بين الاكراد وحكومة المركز وهذه اللعبة السياسية المتوقعة حجة ومبرر لتمرير هذه العملية ” التفتيت والتقسيم ” من قبل سياسي الكرد والمركزومن يدعمهم ويحركهم . الشيئ الملفت للنظر الاعتراضات من سياسيي المركز وايران والاميركان وهم جزء اساس من حالة استلاب العراق وشعبه لحقوقهم المشروعة واستقلالهم . يرفضون بالعلن ويؤيدون بالباطن . نسأل اليس ايران من كانت الداعم الأساسي للبرزاني وعائلته منذ تمرده الاول عام 1943 عبر تاريخهم وكانت ايضاً الداعم بعد تمرده الثاني عام 1961 ابان عودته من روسيا ” منفاه ” زمن عبد الكريم قاسم وبعده وكانت ايران ” الشاه محمد رضا بهلوي ” من المتحالفين مع اميركا وقاعدة متقدمة لها ابان حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي . الم تكن تخشى من ان يؤثر ذلك على ايران نفسها من قبل اكرادها الذن تمردوا واعلنوا في الماضي جمهوريتهم ” مهاباد ” عام 1945 وكان الملا مصطفى البارزاني وزيراً للدفاع فيها… وبعدها تمرد “الزعيم الكوردي الايراني ” قاسملو ” الذي اختالته المخابرات الارانية الخمينة خارج ايران . أم ان هذا لم يدخل في الحسابات الايرانية . لأنه من الواضح أن هناك ” امراً دُبّرَ بليل ” ما بين ايران والاكراد واميركا واسرائيل حول هذا الموضوع والا لكانت ايران اول الرافضين لأعطاء هذا المجال الكبير في الشأن السياسي العراقي من بداية كتابة الدستور ولحد اليوم . ايران الخمينية مدركة لذلك تماماً وتثبت يوماً بعد آخر بأن الحركة الخمينية الطائفية العنصرية الفارسية والموالين لها جزء ومرتكزاساسي لتخريب العراق والعالم العربي والاسلامي بكامله . والمشروع متفق عليه مدروس ومخطط له من قبل اميركا والصهيونية العالمية المتمثلة بأسرائيل . في قول للسياسي اللبناني المعروف “وليد جنبلاط ” ان وضع اميركا الحالي في المنطقة العربية عبارة عن ” شاحنة كبيرة تسير عشوائياً في وسط حقل مزروع وسائقها صهيوني اسرائيلي ” وهذا واقع الحال الذي يعيشه العراق والمنطقة العربية والاسلامية . نتمنى ان يكون الاكراد اول الرافضين لحالة الانفصال هم وسياسيي العراق وتركيا وايران وسوريا بجد وصدق وبدون مواربة . والا فقادمه لا يسر وسيقعون بنفس المتاهة ولزمن طويل . نتمنى أن يدركوا ذلك ونعرف ان ” التمني رأس مال المفلسين ” . ألأ كراد اخوة للعرب والمسلمين ولهم تاريخهم المشرف ظمن الأمة الاسلامية , والمسلمين جميعاً يعتزون ويتفاخرون بشخصية القائد المسلم ” صلاح الدين الايوبي ” الكردي العراقي الذي حرر بيت المقدس من براثن الصليبين . ولهم رموز كثيرة جديرة بلأحترام والتفاخر . نسأل الله ان يجنب شعبنا العراقي خاصة والعرب والمسلمين عامة يحنبهم كل مكروه . موضوع الانفصال سيضر الجميع بلا شك وَسَيُدخِل المنطقة وشعوبها في معترك لا نهاية له وخسارة عامة وشاملة للجميع . والله من وراء القصد .