10 مارس، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

مسطرة التقدم –ومسطرة الثقب الاسود العراقي! بغداد الموصل البصرة -و- النجف تكريت اربيل!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

(1)

تقع بغداد والبصرة والموصل على مسطرة واحدة وعندما تغير حركة المسطرة قليلا نحو الشرق تنطبق على 3 مدن اخرى وهي النجف وتكريت واربيل!

في العهد العثماني كان العراق عبارة عن 3 ولايات وهي بغداد والموصل والبصرة وكانت تلك الحواضر هي رموز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بمقارنة بمناطق اخرى من العراق, وحتى الكويت وغيرها كانت تابعة لولاية البصرة!

وربما كانت تلك المدن اكثر هدوئا بمقارنة بمدن اخرى او مناطق تشهد الثورات والتمردات في العهد العثماني!

بعد استقلال العراق عن الدولة العثمانية, بعد الاحتلال البريطاني او الفتح كما قال الجنرال مود (الذي دمر تمثاله بعد ثورة 14 تموز 1958 مع تمثال الملك الذي اقام اول دولة عراقية حديثة بعد قرون, وبعد ان قتل ومثل بنوري السعيد احد اعظم رجال العراق في التاريخ) خاض العراق الى جانب حليفه البريطاني صراعا ضاريا حتى تم ضم الموصل للعراق عام 1926 بكل ثرواتها وموقعها وامكاناتها ورجالها وعلمها مما اعطى العراق زخما وقوة اكبر.

البصرة هي ثغر العراق الذي كان باسما امام البحر ومنفذه البحري الوحيد وبسبب ذلك امتاز سكان البصرة بالانفتاح والطيبة وحب الحياة والتسامح والعلم والمعرفة وهي تزخر بمقومات لاتوجد في اي مكان اخر في العراق, فلا عراق بدون البصرة, ولاعراق بدون الموصل طريق العراق نحو اوروبا ومنع مياهه واكثر ضباطه وبعض علمائه وقادته ولابدون بغداد الحضارة والعلم والتقدم والتاريخ, وكان يمكن للبصرة ان تكون رافعة العراق الاولى, نحو ذرى التقدم والتطور لو اتيجت للعراق نخب حاكمة مسوولة!

عندما تهزل وتضعف بغداد ومعها الموصل والبصرة يهزل ويضعف ويمرض العراق.

ولذا كان من اول اهداف الغزو الانكلوامريكي ومن سار خلفهم من حرافيش الاحتلال الفارسي الاجرامي الذي توفرت له فرصة تاريخية ان يتم تدمير بغداد والموصل والبصرة وقد تحقق ذلك الى حد بعيد.

فقد اصبحت بغداد بعد عام 2003 عبارة عن مزبلة كبرى ومقرا وممرا لكل عناصر الاجرام والارهاب والفساد والخراب الفارسي وغيره, واصبحت اسوا مدينة للعيش في العالم… يالمعجزات الغزو الامريكي البريطاني الاوكراني!

اما البصرة فقد حطمت وحلت فيها وسيطرت عليها عصابات كما بغداد والموصل نزحت من الاطراف وراحت تعيث فيها فسادا واجراما كما الموصل!

وفقدت تلك المدن هويتها وروحها العظيمة بعد ان هجرها او قتل او نكل بابناءها الاصلاء واصبحت ارضا محتلة من قبل كل من هب ودب يمارس فوقها قيئه الفكري والديني والطائفي والاخلاقي والاجرامي!

كان الهدف هو تدمير تلك المدن لتدمير العراق باسره, ومعها كل مدن العراق وقراه وارضه عبر المخدرات الفارسية والقتل والنهب والتخريب والاجرام والمليشيات والعصابات والارهاب والاحتلال وتدمير كل ماهو جميل فيها.

لاحاجة للقول ان كل المدن والقرى العراقية هي عراقية عزيزة وفي قلب كل وطني ومنها خرج الكثير من الوطنيين والعلماء والافذاذ ولكن نحن نتحدث الان عن ظاهرة بارزه في التاريخ!

 

(2)

اربيل والسليمانية كانت منطلقا لاكبر تمرد في تاريخ الدولة العراقية الحديثة وقد حاولت كل الحكومات العراقية المتعاقبة ايجاد حل ما لتلك المشكلة بتقديم تنازلات كبيرة للمله مصطفى وعشيرته, التي هي عبارة عن مجموعة من الاشقياء من بدو الجبال الذين نزحوا الى العراق من ايران وعبثوا ايما عبث بتاريخ العراق! بالتعاون مع كل اعداء العراق من الموساد الى شاه ايران الى امريكا وحتى مع روسيا!

ولعبت تلك العشيرة اعظم دور تخريبي في تاريخ العراق الحديث الى جانب مرجعيات في النجف ولم تكن اربيل كردية لعهد قريب ولاكركوك. ولكن النزوح الكردي حول تلك المدن الى مدن من نوع اخر.

وحتى في احصاء عام 1957 لم تكن الاكثرية فيها من الاكراد بل كانوا اقل من 50 بالمائة!

اما تكريت فقد كانت منبع للفاشية البعثية في العراق, فمنذ كان مولود مخلص ضابطا كبيرا في الجيش, حيث قام بتسهيل دخول ابناء تلك المدينة للموسسة العسكرية وبسبب روابطهم القوية مع بعضهم ولظروف العراق بعد ثورة 14 تموز حيث اصبحت السلطة ملعبا لكل من هب ودب, انتهى الحكم الى احمد حسن البكر ومعه صدام حسين بفضل وجود لوبي قوي من الضباط التكارتة الذين تم تصفية بعضهم! ومنهم حردان التكريتي الذي كان يمثل قوة خطرة على الاخرين!

غير ان هولاء الرجال كانوا رجال دولة بمظهر طائفي الى حد ما عشائري اجرامي قومي قادوا العراق وخصوصا صدام سريعا نحو الهاوية لوجود خلل فكري واجتماعي واخلاقي فيه!

اما النجف فتلك مشكلة كبيرة..

كانت ومازالت النجف هي منع الخرافة والجهل والتخلف, الى الحد الذي وصفها الكاتب طالب الشطري بانها مدينة المليون دجال!

ولعبت تلك المدينة دورا خطيرا في تاريخ العراق… لسيطرة الفرس عليها وتمرير الاجندات الفارسية نحو كل العراق من خلالها!

فقد جاءت منها الفتاوي بالقتال مع الاتراك! عند دخول الانكليز فاتحين للعراق عام 1914 وقد اسسوا اول دولة عراقية حديثة في موتمر القاهرة في اذار 1920 وبعدها باشهر كان للنجف دورا باهرا في اشعال ثورة العشرين ضد النظام العربي الجديد! ولما تقوى الدولة..

وجاءت منها الفتاوي لمنع ابناءء الشيعة من التعلم او الانضمام للجيش والوظائف والدولة! حيث كانت تريد الجنوب مزرعة للجهل والخرافة والخمس والدجل.

ومنها انطلقت فتوى الحكيم باعتبار الشيوعية كفر والحاد مما منح البعثيين فرصة ذهبية لقمع وابادة اليساريين وابادة عصر متالق مر به العراق.

وكان تحالف النجف مع الاقطاعيين سبب بؤس الناس هناك مقابل حصول السيد على خمس جده من ضلوع الجياع والعراة.

ولما وقعت ثورة 14 تموز 1958 وقفت النجف ضد الثورة لانها كانت ضد الاقطاعيين حلفاء سادة النجف.

وكانت النجف مركزا للتمرد عام 1991 الذي كان ماساة في تاريخ العراق ولو نجح لحكمت ايران العراق منذ ذلك العام.

كان نظام صدام فاشيا اجراميا ولكن البديل الديمقراطي التقدمي لم يكن متاحا ابدا وربما لن ياتي للعراق! الا عبر مرحلة وسطى بعد حكم ديكتاتوري عادل! وهذا هو الحل الوحيد او عبر اختيار العراقيين ملك شريف يحكم العراق بكل الصلاحيات مثل الاردن او المغرب او السعودية او الكويت او قطر او البحرين, وهذا هو سر نجاح تلك الانظمة وليس العراقيون الان بواعين باكثر من تلك الشعوب!

ومن النجف تاسس جيش المهدي, بتدبير ايراني عام 2003 ليسحق كل امكانية لبناء عراق ديمقراطي متحضر, وقام ذلك الجيش بتصفية كل نواة الدولة العراقية بقتل الجيش والشرطة وكل من يعارضه! وعاث في الارض فسادا وضم عتاة المجرمين والخاطفين والسايكوباثيين تحت غلاف ديني مزيف! مما ادى بمقتدى الى التبرو من بعضهم مع انه لازال المسوول عما حصل!

ومن ذلك الجيش النجفي خرجت وتناسلت المليشيات الفارسية بتدبير ايراني شيطاني والتي سيطرت على الدولة والاقتصاد والحياة في العراق لتحطم كل شي في العراق خدمة للاجندات الفارسية اللعينة!

ومنها ومن اربيل تم اقرار دستور الموساد والعمائم والشراويل عام 2005 الذي هو اس بلاء العراق! ومنها صدرت الفتاوي بدعم قوائم الشمعة التي احرقت العراق وقوائم التجسس الشيعية بعد ذلك, ومنها صدر الجهاد الكفائي الذي اتاح للمليشيات الفارسية ان تكون دولة بعد موامرة سقوط الموصل التي نفذتها ايران وبرزاني عبر نجف اربيل تكريت!

فقد فرت الفرق الكردية والسنية من المنطقة وهي فرق على الورق لان الفساد ينخرها ويقودها الجواسيس والمخربين تحت ادارة الجاسوس الاعظم, المالكي اما الفرق الشيعية فقد شبعت فسادا وقتالا ودما في الفلوجة والرمادي قبل ذلك باشهر.

من لعنات القدر ان الجيش العراقي الجديد تتشكل فيه الفرق على اساس طائفي وهذا احد اسباب الخراب مع الدمج والتامر والفضائيين وقلة العتاد والسلاح والدعم اللوجستي!

مافعلته النجف وتكريت واربيل بالعراق لم تفعله اي مدن اخرى في العراق!

غير ان تحالف النجف اربيل التاريخ ضد العراق هو علامة بازرة على خراب العراق وتاكد ذلك بعد ان تمكنت تلك المدينتين من حكم العراق بعد عام 2003!

ونحن نحفظ حق كل وطني غيور عامل من اجل العراق كله, في اي مدينة عراقية ومنها مدن الثقب الاسود الثلاثة انفا!, من اجل عراق ديمقراطي تقدمي حضاري!

ولكننا نتكلم عن حالة عامة..

ولكن لماذا فشلت بغداد والموصل والبصرة في قيادة ركب العراق الجديد بعد الاستقلال؟

تلك مسالة اخرى!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب