الظهور المفاجئ لمسرور وبروزه على الساحة وتصريحاته النارية المتسرعة غير المدروسة يثير التساؤلات ويجلب الشك والشبهه في ذهن المتتبع للامور . لا يعدو النظام في شمالي العراق نظاما قبليا متوارثا تتقاسمه العائلة الحاكمة وتوزع المناصب المهمة بين افرادها لتسيطر على الامور وتحكم قبضتها ولابد من ذكر حقيقة مرة وهي ان جهاز الاستخبارات الامريكية السي اي ايه هو الذي يدير الامور في شمالي العراق وهو الذي يعين وينصب ويقيل ويامر وينهي وما مسعود البارزاني وحزبه الا شرابة سرج لا قيمة لها وهي مجرد ادوات تنفيذ لاوامر عالية .
لم يكن مسرور على درجة عالية من الكفاءة الادارية والذهنية والاخلاقية التي تمكنه من ان يكون مستشار الامن القومي هناك ومدير جهاز الاستخبارات (الباراستن ) وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وغيرها من المهام ، وهل هناك علاقة لاسرائيل واميركا بابراز هذا الشخص من خلال مكوثه في اميركا مدة طويلة لصنعة والاستفادة منه وقولبته بقالب معين لتضمن على المدى البعيد السيطرة على المنطقة من خلال اذنابها البارزانيين هناك ليخلف الرئيس مسعود البارزاني فيما بعد ويكون النظام ملكيا بالرغم من ثوبه الجمهوري وكما هو واضح من عائلة البارزاني وكيف ان مسعود قد تمسك بالحكم بيديه ورجليه واسنانه .
كشف الخبير والصحفي الكردي نور الدين سعيد ويسي عن اتفاق العائلة البارزانية الحاكمة على ان يكون مسرور البارزاني رئيسا للوزراء بدل ابن عمه نيجيرفان البارزاني وان يكون الابقاء على الاغلبية السياسية في البرلمان الكردي للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني ، وكشفت صحيفة ( شار) الكردية ان هناك خلافا حادا بين مسعود ونيجرفان بارزاني رئيس وزراء الاقليم بسبب مسرور نجل مسعود لان الاخير يريد ان يزيح نيجرفان عن منصبه ليستلمه مسرور ووصل الخلاف الى حد ان كلا منهما يقيل الشخص الذي يعينه الاخر وان هذه الخلافات ستعصف بوحدة الحزب وتؤدي الى الانشقاق ، ومن الجدير ذكره بان هناك اتفاقا بين الحزبين الحاكمين لتناوب رئاسة الوزراء كل سنتين ولكن مسعود وحزبه ضربوا هذا الاتفاق عرض الحائط بين نشوة المنتصر وزهو الحاكم المتسلط فهو مستعد ان ياخذ راس كل من ينازعه هذا الامر حتى وان كان راس مسرور ابنه بالاتكاء على الخارج والاعتماد على المد والدفع الاسرائيلي الموسادي .
برّزت الدوائر الاميركية والصهيونية والاوربية – التي تنظر الى البعيد – مسرور البارزاني الذي كان كثير السفر الى اسرائيل كما اعترف بذلك محمود عثمان السياسي الكردي المستقل ، لتقديم الولاء المطلق لاولياء النعمة والتزود بالتعاليم السامية والتمسح على اعتاب الموساد الصديق القديم الجديد للاسرة وتهيئته لخلافة ابيه والابقاء على الولاء الكبير للعائلة البارزانية المالكة ، اذ صنعت منه المتحدث
الرسمي عن ارادات اميركية صهيونية مكشوفة من خلال وضع العراقيل في طريق كل ما من شأنه النهوض بالعملية السياسية وبناء الدولة والتاكيد على مسالة انفصال الشمال واقامة دولة مستقلة وهذا ما جاء على لسان مسرور اكثر من مرة ولا تكاد تمر مناسبة الا ويذكر هذا الشان ، صرح مسرو بان كل الحلول لم تعد نافعة ولا مجدية مع الحكومة المركزية حتى الفيدرالية الا الانفصال التام واقامة دولة كردية ، لتتخذها القوى الكبرى ورقة ضغط على الدولتين الرئيسيتين المتنافستين في المنطقة وهما ايران وتركيا اللتان ترفضان بشدة اقامة مثل هذه الدولة خوفا من تسرب العدوى اليهما لوجود الاكراد في هذين البلدين وخوف المطالبة بتشكيل دولة والانفصال على غرار ما يحدث في العراق .
تهجم مسرور على الحشد الشعبي في مقابلة اجرتها معه ال بي بي سي باللغة الانجليزية قائلا ان الحشد الشعبي اخطر من داعش على العراق وان استخدام هذه (الميليشيات ) ممكن ان يخلق مشاكل اكبر من داعش ، ولا ادري لماذا تنفتح شهية هؤلاء في التهجم على الحشد الشعبي عندما يكونون امام الكاميرات في البي بي سي او السي ان ان ، او يكتبون مقالات تسب الحشد ويمتدحونه عندما يرجعون الى البلد ، وليس هو الوحيد الذي صرح مثل هذه التصريحات المشينه وهو يعرف في قرارة نفسه بانها غير صحيحة ولكنها موتة الضمير الذي يحيى به الانسان ويموت به واذا مات اصبح كجيفة لا قيمة لها ، وحقيقة هذه التصريحات هي ارضاء وتملق لاميركا واسرائيل مقابل كلمة مدح رخيصة تخرج من افواههم اذ اصبح هذا الحشد مقياسا لولاء الانسان الى وطنه ونزاهته وشرفه .
الظرف الحساس الذي تمر به المنطقة والعراق يعتبر فرصة ذهبية لهذه الدوائر لضمان ولاء الاكراد لتمنيهم وتخدعهم باقامة دولة مستقلة مقابل السماح باقامة قواعد عسكرية تراقب وتضايق ايران وفعلا تحقق الامر وسمح مسعود بانشاء ثلاث قواعد عسكرية اميركية وبريطانية ، ووعدت اميركا واوربا الاكراد بخبر سار وهذا ما جاء على لسان مسرور البارزاني بعد زيارته لاميركا مع ابيه حيث نقل الى الشعب الكردي عبر فضائية كردستان بشرى مفادها ان الاخيرتين لن تسمحا هذه المرة بهدر حق الاكراد باقامة دولة ولا يحق لاحد ان يعتدي عليهم كما حصل في السابق من اعتداء صدام على الاكراد بالسلاح الكيمياوي . لقد استقوى الاكراد بالخارج في كل شيئ وهو سر فشلهم في الحصول على مسعاهم وانبطحوا كثيرا امام الدوائر الاسرائيلية والغربية منذ زمن الملا مصطفى البارزاني فاستصغرهم واستغل هؤلاء سذاجتهم وسيطروا عليهم وجعلوهم جسرا من اجل مصالحهم لا اكثر واعتبروهم شيئا رخيصا وضعوه في جيوبهم عن طريق الاهتمام بالحزب الديمقراطي الكردستاني بالذات وبالاخص عائلة البارزاني مسعود واولاده باعتبارهم من اصحاب التاريخ التليد لتلبية اوامر الاسياد وكما قالو الولد على سر ابيه .
منعت الاصوات الحرة الرافضة لنظام حكم الاسرة الواحدة من الانطلاق في منطقة الشمال وكما هو ديدن الفاسدين فانهم يخافون من الاصوات التي تكشفهم على حقيقتهم وتنزع منهم اقنعة الزيف والنفاق والتلون .
يعتبر مسرور البارزاني بطل جريمة قتل الصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا حول مقتله ، عرف هذا الصحفي بمواقفة ضد السلطة البارزانية الحاكمة من خلال مقالاته الساخرة اللاذعة المنتقدة لترف وبذخ مسعود ومسرور واخوانه ونهبهم للمال العام فما كان من رئيس جهاز الاستخبارات (الباراستن ) مسرور الا ان اختطفه من امام الكلية وفي وضح النهار لتخويف كل من تسول له نفسه ان يقوم بمثل هذا العمل ويتجرأ لانتقاد السلطة البارزانية المتسلطة او حتى مجرد التفكير بذلك وفي اليوم التالي وجدوه جثة هامدة في الموصل بعد ان نقلوة الى هناك ، ويتهم كمال رؤوف المحرر في صحيفة (هاولاتي ) والتي تعني المواطن الحزب الديمقراطي الكردستاني بالضلوع في اغتياله كما نقل وقتها تلفزيون بي بي سي العربي تفاصيل هذه الجريمة ، وقد وردت اخبار ان مسرور رئيس الجهاز الامني والاستخباراتي قام بنفسه باطلاق النار في فم الضحية وقد حاول وجهازه الامني الصاق هذه التهمة باحد العرب الاسرى هناك الذين لا يعرفون شيئا عن اصلها من خلال اغرائه باطلاق سراحه بان يعترف بالجريمة التي لا تمسه من قريب ولا من بعيد الا ان الجهود باءت بالفشل .
جريمة اخرى قامت بها عصابة مسرور ضمن سلسلة طويلة من الجرائم اعتقال الكاتب والمفكر الكردي الدكتور كمال سيد قادر بسبب مقالتين كتبهما ينتقد فيهما تسلط العائلة المالكة وكيفية ادارة المنطقة حيث قام هذا الجهاز باختطافه واحتجازه ثم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاما من قبل محكمة في اربيل وتم ضربه والاعتداء عليه من زبانية الجهاز المذكور وقد اكد الدكتور كمال ان السلطات النمساوية قامت بالتحقيق مع مسرور بارزاني بتهمة الاعتداء لانه كان يحمل الجنسية النمساوية التي لولاها لكان من ضمن الذين ضاع اثرهم في سجون الباراستن المسرورية .
عرف مسرور البارزاني باختلاسه للمال العام وبذخه وترفه ومقامرته كاخوانه اذ اعتاد السفر الى دول الخليج ليلعب القمار ويهدر الاموال الطائلة هناك وله علاقات مشبوهه مع امراء الخليج وابنائهم بالاضافة الى مصادرته للاراضي والعقارات في منطقة عين كاوة ذات الاغلبية المسيحية ، وشمال اربيل وانى شاء وكيفما اراد ولكنه لم يدان في اية قضية بسبب تدخل والده المباشر واسدال الستار على اعماله المشينة ، ذكر الباحث الاميركي ( مايكل روبن ) في مقاله تحت عنوان (مواجهة الفساد ، يجب على البارزاني البدء بنفسه ) ان مسرور البرزاني اشترى في ولاية فرجينيا الاميركية فيلا بقيمة عشرة ملايين دولارا اميركيا وتقع في شارع ( بولز هل ار دي ) ، وياليته يفكر برواتب البيشمركة والموظفين غير المدفوعة وان يدفعها من اموال هذه الفيلا الانيقة ويكون مؤثرا على نفسه ولو مرة واحدة وان الدنيا دولا فمرة لك واخرى عليك بدل مطالبة المركز .
مسرور بذئ اللسان فاحش الكلمات يستعمل السب والشتم حتى في اجابته على اسئلة الناس في صفحته على الفيس بوك مما ادى الى حذف هذه الصفحة واغلاقها وقام
برشوة الصحفيين والاعلاميين في التكتم على هذا الخبر وعدم نشر هذه الفضيحة وهذا ما نقله موقع بولتن نيوز بالفارسية .
اتبع الاكراد سياسة الامر الواقع لتركيع الوطن باستغلال ظروف غير مؤاتية يمر بها فرفعوا سقف طلباتهم معتمدين على مساندة خارجية غير شريفة غايتها الكيد للعراق لتضيف له الما الى الامه وجرحا الى جروحة النازفة وهكذا فان السياسة لعبة قذرة ساحتها الناس وصولجانها المصلحية والانانية وان افنت شعوبا بكاملها وأغرقت اوطانا في بحور من دماء من اجل ان تحيا ويموت الاخرون ، وهذا هو طبع الانسان المحدود عندما يرى الاموال والسلطة عنده فانه ينسى ضالته وحقارته فآل البارزاني يملكون الملايين من اموال الناس وتبقى الشعوب جوعى تلهث وراء رغيفها فقد صرح سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد عن وجود مئة مليار دولار مكدسة بايدي بعض حكام (الاقليم ) .
ان البناء الذي يبنيه السلطويون في شمال العراق هو بناء خاطئ وبالاتجاه غير الصحيح لانه مبني على سياسة جور واستغلال ونهب وسلب من قبل اركان السلطة وان الذي يبنى على خطأ لا يدوم ، مثل ذلك الجرح الذي ينزف بعد وقت قصير من التآمه لان البناء قام على خراب وفوضى وعلى حساب جهود الاخرين وسرقة خيراتهم واتعابهم فالبناء الكردي بناء خشبي ضعيف اساسه رملي غير متين سرعان ما تشب به النار اذا اقتربت منه شرارة ما ، وان شمالي العراق معرض الى التفتت والتشرذم وسط دعوات الى انفصال السليمانية والفساد السرطاني المستشري في الشمال قال النائب عن كتلة التغيير لطيف مصطفى امين ان الفساد الاداري والمالي مستشر بصورة سرطانية في كل مفاصل الدولة وان الاقليم قد يشكل النسبة الاعلى وسط تعنت وعناد ال برزاني وتمسكهم الجنوني بالسلطة .
فمهما غلف مسرور نفسه بالقداسة والوطنية فانه يبقى عريانا مفضوحا تلاحقه لعنة الابرياء واموال الناس المسروقة ، ووصل التذمر اوجه وخرج الناس الى الشارع مطالبين بصرف رواتبهم المعلقة نتيجة الازمة المالية الراهنة فهل تمد العمة اسرائيل يد العون والمساعدة للخروج من هذا المازق وتفادي وقوع الافدح لان الشعب لا يتهاون بلقمة عيش اطفاله وهل ان مسرور واطفاله يعانون كمعانات البسطاء من الناس ؟ .
يقول الصحفي الاميركي مايكل روبين في مجلة كومنتري في معرض وصفه لمسرور البارزاني (مسرور ببساطة قاس حيث يقول مراقبو حقوق الانسان ان رجال الاعمال الذين لا يدفعون له الرشاوى يسجنون والصحفيون الذين ينتقدونه او ينتقدون والده يختفون ، ويضيف مايكل روبين ( وقد حاول الناس تحذير بارزاني الاب بشان سلوك ابنائه وفي الماضي كان انصار بارزاني يقولون ان مسعود كان يجهل حدوث هذه التصرفات اما اليوم فيتهامس المسؤولون والاكراد وحتى افراد من اسرة بارزاني نفسها بان رئيسهم مثل صدام حسين على بينة بتجاوزات وسلوك ابنائه ولكنه ببساطة غير مهتم ) . وفي مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست صرح مسرور البارزاني من
الان وصاعدا نحن لسنا مواطنين عراقيين ولا توجد اية روابط ثقة بيننا وبين بغداد فهل سيستبدل مسرور اسمه العربي ليلقي عن كاهله اخر اثر عربي عراقي ليصبح كرديا نقيا من الدرجة الاولى .
ان الحقيقة لا تختفي تحت جبل من الرماد لانه لا يصمد امام عاصفة الرفض الشعبي فان الجيل الجديد من الاكراد يرفض دولة كردستان بغضا لعائلة البارزاني المتسلطة .